روسيا: مشروع "السيل التركي" سيرى النور قريبًا

روسيا: مشروع "السيل التركي" سيرى النور قريبًا

09 أكتوبر 2016
نوفاك: بوتين وأردوغان سيضعان لمساتهما الأخيرة على الاتفاق(نيكيتا شيتسوف/الأناضول)
+ الخط -

قال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، اليوم الأحد، إن الاتفاق الروسي التركي بخصوص مد أنابيب لنقل الغاز عبر تركيا، ضمن مشروع "السيل التركي"، سيرى النور قريباً.

وأضاف "نوفاك" أن رئيسي البلدين سيضعان "لمساتهما الأخيرة عليه (الاتفاق)، خلال قمة يوم غد الإثنين المشتركة، وذلك على هامش زيارة يُجريها بوتين إلى تركيا، للمشاركة في مؤتمر الطاقة العالمي".


وتابع: "مشروع السيل التركي، حاز قبولا كبيرا بين الطرفين، وبناءً عليه نسعى إلى إتمامه على أنه اتفاق حكومي دولي خلال قمة الغد".

وأشار "نوفاك" إلى أن "الاتفاق الذي يعود بالمنفعة المتبادلة على البلدين، يشمل قضايا أخرى ذات صلة، وفي مقدمتها تسعير الغاز، وإمكانية إجراء تعديلات على العقود والاتفاقات الخاصة بعملية التسعير".

 

وتعد تركيا ثاني أكبر مستهلك للغاز الروسي بعد ألمانيا، وتستورد نحو 30 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنوياً عبر خطي أنابيب: "بلو ستريم" الذي يمر تحت البحر الأسود الشرقي، و"الخط الغربي" عبر البلقان.

في سياق متصل، أكد نوفاك أن مشروع إنشاء أول محطة نووية في تركيا، جنوب مدينة "مرسين"، سيكون دليلاً قاطعاً على مدى زخم وقوة التعاون الاستراتيجي المستقبلي بين البلدين.


وأعرب عن أمل بلاده في استعادة مستويات التبادل التجاري المشترك مع أنقرة، إلى ما كانت عليه قبيل أزمة إسقاط الطائرة، التي تمت تسويتها في يونيو/حزيران الماضي، موضحاً أنه في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، تراجع حجم التبادل التجاري بنسبة 40%.

من جهته، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، براءت ألبيرق، اليوم الأحد، إن تركيا أصبحت شريكاً موثوقاً في مجال الطاقة بالمنطقة، بفضل المشاريع الهامة التي جرى تنفيذها.

قمة أردوغان وبوتين

ويتصدّر الملف الاقتصادي بين تركيا وروسيا، أجندة المباحثات خلال القمة المرتقبة بين رئيسي البلدين؛ رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، على هامش زيارة يُجريها الأخير إلى تركيا غدا الاثنين، للمشاركة في مؤتمر الطاقة العالمي في مدينة إسطنبول، بحسب خبيرتين روسيتين.

ومن المتوقع أن يرافق بوتين خلال زيارته إلى تركيا، وزيرا الطاقة الكسندر نوفاك، والتنمية الاقتصادية اليكسي أوليوكاييف، للمشاركة في المباحثات الثنائية المحتمل أن يتخللها توقيع اتفاقية بين الحكومتين بخصوص مشروع "السيل التركي" لنقل الغاز.

 

وفي معرض تقييمها للقمة المرتقبة بين أردوغان وبوتين، قالت تاتيانا رومانوفا، الأكاديمية الروسية في قسم الدراسات الأوروبية بجامعة سانت بطرسبورغ، إن "مشروع السيل التركي لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا ستكون له أهمية كبيرة خلال المباحثات بين البلدين".

وأشارت رومانوفا، إلى تدهور العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي جراء الأزمة السورية، مبينة أن هذه التطورات قد تؤثر سلبًا على مستقبل مشروع "السيل التركي" الذي يعد أحد أهم المشاريع التي تربط موسكو مع أنقرة.


وشدّدت الأكاديمية الروسية، على أن موسكو تولي أهمية بالغة للتعاون مع أنقرة، في ظل اعتزام الغرب توسيع عقوباته ضد الأولى خلال الفترة الأخيرة. مشيرة، في نفس الوقت، إلى أن الزيارة المرتقبة ستساهم في إعادة إحياء العلاقات الاقتصادية بين تركيا وروسيا من جديد.

بدورها، قالت نيغيار ماسوموفا، الخبيرة الروسية في قسم الاقتصاد العالمي بجامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية، إن الملف الاقتصادي سيكون العنصر الأساسي خلال القمة المرتقبة بين تركيا وروسيا الأسبوع المقبل.

 

وأعربت ماسوموفا عن توقعاتها بإلغاء الحكومة الروسية قرار تقييد استيراد المنتجات الزراعية من تركيا، وتقييد تشغيل المواطنين الأتراك في أراضيها، خلال المباحثات الثنائية بين الجانبين في إسطنبول.

وشهدت العلاقات بين أنقرة وموسكو توترًا بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية؛ حيث أعلنت رئاسة هيئة الأركان الروسية قطع علاقاتها العسكرية مع أنقرة، إلى جانب فرض موسكو قيودًا على البضائع التركية المصدّرة إلى روسيا، وحظراً على تنظيم الرحلات السياحية والطائرات المستأجرة المتجهة إلى تركيا. ولاحقا تم تخفيف بعض هذه القيود.

وبدأت بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية، عقب إرسال الرئيس التركي رسالة إلى نظيره الروسي، نهاية يونيو/حزيران الماضي، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل.

 

وتكللت بوادر التطبيع، بالقمة التي عقدها رئيسا البلدين، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، في آب/أغسطس الماضي، في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، حيث اتفق فيها الطرفان على تنفيذ مجموعة من الإجراءات الملموسة بهدف دفع علاقاتهما نحو الأمام بالسرعة المنشودة.

يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وروسيا وصل إلى 35 مليار دولار سنوياً قبل الأزمة، لكنه تراجع خلالها إلى ما بين 27 و28 مليار دولار، بحسب تصريحات رسمية.


كانت روسيا قد أعلنت، مطلع ديسمبر/كانون الأول عام 2014، إلغاء مشروع خط أنابيب "السيل الجنوبي"، الذي كان من المفترض أن يمر من تحت البحر الأسود عبر بلغاريا إلى جمهوريات البلقان والمجر والنمسا وإيطاليا، بسبب موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعارض ما يعتبره احتكاراً للمشروع من قبل شركة الغاز الروسية "غازبروم".

وبدلاً منه، قررت روسيا مد أنابيب لنقل الغاز عبر تركيا ضمن مشروع "السيل التركي"، ليصل إلى حدود اليونان، وإنشاء مجمع للغاز هناك، لتوريده فيما بعد لمستهلكي جنوبي أوروبا، ومن المتوقع أن يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي فيه، 63 مليار متر مكعب سنوياً، منها 47 مليار متر مكعب ستذهب للسوق الأوروبية، فيما سيخصص 16 مليار متر مكعب للاستهلاك التركي.


(الأناضول)

المساهمون