أزمة وقود مستشفيات غزّة تخيف المرضى

أزمة وقود مستشفيات غزّة تخيف المرضى

25 أكتوبر 2014
أزمة الوقود تقلق الغزيين(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -
يرقد الطفل محمد حماد (11 عاماً) على سرير أبيض داخل مستشفى الرنتيسي للأطفال، شمال غزة، وقد وُصلت بجسده النحيف أنابيب جهاز غسيل الكلى. يقف بجواره والده، الذي بدا القلق ظاهراً على ملامحه بعد أن بلغته أنباء تفيد بأن أزمة وقود تهدد مستشفيات القطاع.

وقال والد الطفل محمد لـ"العربي الجديد" إن طفله يعاني من فشل كلوي منذ ولادته، ولم يتمكن نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة من إجراء العملية اللازمة له، موضحاً أن أزمة الكهرباء تجعل ذوي المرضى وأهاليهم يضعون أيديهم على قلبهم خوفاً على مرضاهم.

وتشهد مستشفيات قطاع غزة نقصاً حاداً في كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية اللازمة للأجهزة الطبية، ما يهدد حياة مئات المرضى المعتمدين على الأجهزة الطبية المشغلة بالكهرباء، والتي يشكل توقفها تهديداً مباشراً لحياتهم.

وتشكل أزمة الكهرباء المتواصلة منذ 8 سنوات أحد أهم أسباب اعتماد المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة على الوقود والمولدات الكهربائية في تشغيل الأجهزة الكهربائية الطبية، مثل أجهزة الإنعاش.

المهددون

يعتمد مرضى القلب، والكلى، وغرف العناية المركزة، وغرف العمليات وحضانات الأطفال، على المولدات الكهربائية بشكل كبير في ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، والذي وصلت نسبة قطعه إلى 75% يومياً.

وقال مدير قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء، الطبيب أيمن السحباني، إن أزمة

الوقود هي أزمة قديمة حديثة، تهدد حياة مئات المرضى، وتؤثر على تقديم الخدمات الصحية لسكان قطاع غزة.

وأشار السحباني في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية يؤدي الى تقليص الخدمات المقدمة لغرف العناية المركزة وغسيل الكلى والحضانات والاستقبال والطوارئ، ما يؤثر بشكل سلبي على حياة المواطنين ويعرضها للخطر.

وأكد أن أزمة الوقود قد تعصف القطاع الصحي في قطاع غزة كله، مشيراً إلى أن تأثير تلك الأزمة لا يقتصر على الحالات الحرجة، التي تتطلب الإسعاف المباشر، بل يمتد أيضا إلى الحالات غير الحرجة مثل الإسعافات الأولية، التي يؤدي تقليصها إلى ضرر المصابين والمرضى.

وأزمة الوقود ليست جديدة، وفق السحباني، لكنها تفاقمت وووصلت إلى ذروتها بفعل اشتداد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ومواصلة منع دخول الوقود، ما أثر على إمداد المستشفيات بالوقود.
وناشد السحباني المجتمع الدولي والصليب الأحمر والمؤسسات الناشطة في هذا المجال بدعم الشعب الفلسطيني، ويقول: "تلك الأزمة تمس حياة المواطن الفلسطيني، ويجب على الجميع أن يساهم في حل الأزمات الإنسانية في غزة".

الوجه الآخر

ما سكت عنه السحباني، أفصح عنه مسؤول بوزارة الصحة في غزة لـ"العربي الجديد"، طلب عدم ذكر اسمه، إذ أكدّ أنّ حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية ترفض حتى الآن دفع الميزانيات التشغيلية اللازمة للوزارة والمستشفيات في القطاع.

وأشار إلى أن وزارة الصحة في حكومة التوافق لم تستجب لطلبات متكررة من غزة بالتدخل، لافتاً إلى أنه "في السابق كانت هناك مؤسسات خيرية محلية ودولية تقدم الوقود للمشافي، لكنها توقفت ذلك نتيجة تغير أولويات الدعم لديها".

ويعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء خانقة، منذ أكثر من 8 سنوات، لكنها تفاقمت إلى حد كبير عندما قصفت المقاتلات الإسرائيلية محطة التوليد الوحيدة ما أدى لتوقفها بشكل كامل، ويرى المواطنون الغزيون الكهرباء يومياً فقط 6 ساعات.

المساهمون