200 مليون دولار خسائر بيت لحم في موسم عيد الميلاد

200 مليون دولار خسائر بيت لحم في موسم عيد الميلاد

28 ديسمبر 2023
جميع فنادق بيت لحم شبه مغلقة (فرانس برس)
+ الخط -

لم تكد مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية تتعافى من أزمة كورونا الاقتصادية التي عصفت بها عام 2020 حتى اصطدمت بأزمة جديدة لهذا العام جرّاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أشارت بيانات وزارة الاقتصاد الفلسطيني إلى أن الصناعة السياحية تراجعت في بيت لحم بنسبة 100%، عقب تكرار الإغلاقات والاقتحامات التي كبّدت المدينة ملايين الشواكل.

ولفتت وزارة السياحة إلى أن مجمل الخسائر التي تكبّدها القطاع السياحي في فلسطين خلال الشهرين الأخيرين تقدّر بـ 200 مليون دولار. وبالنسبة لبيت لحم فقد واجه 78 فندقا بالإضافة إلى 90 متجر تحف شرقية، و450 مشغلا للحرف خسائر أدت لتوقف عملهم بالكامل نتيجة تعطل السياحة الوافدة.

يقول رئيس غرفة تجارة وصناعة بيت لحم، سمير حزبون في حديث لـ"العربي الجديد" إن عدد الغرف الفندقية في بيت لحم قرابة 5700 غرفة، لم يدخلها سوى 118 سائحاً خلال الشهر الماضي، ما يعني تضرر الأنشطة المرتبطة بالفنادق والسياحة، وهي "محلات التحف الشرقية، ومشاغل خشب الزيتون والفخّار وعددهم 250 مشغلًا، بالإضافة لـ 400 دليل سياحي، و93 بائعاً متجوّلاً، و12 مصوّراً، عدا عن قطاعات أخرى تستفيد من السياحة مثل المطاعم، ومحلّات الملابس والهدايا.. كلّها تضررت بالكامل، وباتت المصانع التجارية تعمل بطاقة إنتاجية تقدر بـ 30%".

ووفق حزبون، فإن بيت لحم قبل جائحة كورونا (عام 2020) كان يتدفّق إليها قرابة 3 ملايين سائح أجنبي وزائر محلي، بينما بدأت بالتعافي هذا العام بعدما وصل عدد السياح فيها إلى مليون ونصف مع نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، (بمعدل خمسة آلاف إلى ستة آلاف سائح في اليوم الواحد)، كما كانت تعتمد على السياحة المحلية ومن الداخل الفلسطيني المحتل، حيث يشكّل السيّاح من مدينة القدس والبلدات المحيطة فيها ومدن عام الـ 48 ما نسبته 35% من القوة الشرائية للمحافظة، والتي فقدتها بيت لحم بعد وضع 26 بوابة حديدية صفراء على مداخل المحافظة، وأكثر من 30 ساترا ترابيا على المداخل الفرعية، بالإضافة للقيود على حاجز "النشّاش" الذي يُعتبر الشريان الأساسي مع مدينة الخليل.

بدوره، يؤكد رئيس جمعية الفنادق العربية في بيت لحم، إلياس العرجا، أن جميع فنادق المحافظة شبه مغلقة، حيث كانوا في الأعياد السابقة يستقبلون السائح لمدة يوم إلى أسبوع وبمتوسط ثلاثة أيام، بينما اليوم انقطعوا تمامًا عن الفنادق التي أغلق بعضها الأبواب وسرّحوا مئات العاملين.

ويقول العرجا: "لم يبق في القطاع السياحي الفندقي سوى نحو 400 عاملٍ من أصل ثلاثة آلاف، حيث لم تعد الفنادق قادرة على دفع المستحقّات المادية لهم، إذ بلغت خسائر القطاع السياحي منذ بدء الحرب على غزة قرابة 40 مليون شيكل، ما يعني خسارة بنسبة 100% مقارنة بالدخل المادي المعتاد سنوياً من فترة الأعياد".

ويُعتبر القطاع السياحي من أول القطاعات المتضررة في الأزمات، وآخرها تعافياً وفق العرجا الذي أشار إلى أن تقديراتهم تفيد بعدم وجود انفراجة بالقطاع السياحي إلا بعد ستة أشهر من انتهاء الحرب على غزة، مشيراً إلى عدم وجود خططٍ بديلة من شأنها إنقاذ القطاع السياحي والقطاعات الأخرى التي تعتمد عليه.

بدوره، يشير رئيس غرفة تجارة وصناعة بيت لحم إلى وجود محاولات من بعض الوزارات الفلسطينية لتشكيل لجنة طوارئ تبحث إيجاد حلول لأزمة آلاف العمال العاطلين عن العمل، بالإضافة إلى التواصل مع المؤسسات الخيرية التي من شأنها أن تساهم في تخفيف أزمة فقر بدأت تطفو على السطح.

ويكشف أن الجانب الإسرائيلي قد أبلغهم بزيادة متوقعة على أسعار المحروقات مع بداية العام القادم، ما يوحي بأزمة اقتصادية تتزامن مع ارتفاع في أسعار البضائع المستوردة، مثل: الأرز والطحين، والسكّر، نتيجة ارتفاع تكلفة النقل بزيادة تقدر بـ 2500 دولار لكل حاوية في السفن البحرية التجارية، عدا عن ارتفاع تكلفة النقل المحلي جرّاء القيود والإغلاقات الإسرائيلية.

ويضيف: "نتمنى من السلطة أن تتمكن فقط من دفع الرواتب التي من شأنها أن تزيد القوة الشرائية في السوق، وأن تعمل الوزارات مع مختلف القطاعات للبحث عن حلول حقيقية للإنقاذ الاقتصادي قابلة للتنفيذ".

المساهمون