هواتف "هواوي" تدخل روسيا عبر الاستيراد الموازي

هواتف "هواوي" تدخل روسيا عبر الاستيراد الموازي

17 نوفمبر 2022
متجر لبيع الهواتف في موسكو (Getty)
+ الخط -

على الرغم من الانحياز الضمني الصيني لروسيا في أزمتها غير المسبوقة في العلاقات مع الغرب، إلا أن الشركات الصينية الكبرى مثل "هواوي" لا تبدي حماسة كبيرة للبقاء في السوق الروسية حرصاً على مواقعها بالأسواق الغربية والعالمية.

ومن المؤشرات التي تعزز رواية قرب انسحاب "هواوي" من السوق الروسية بشكل نهائي، إغلاق كافة متاجرها في المراكز التجارية الروسية، ووقف الإمدادات المباشرة من الصين.

إلا أن ذلك لم يمنع "هواوي" لأول مرة منذ عام 2019، من زيادة إمدادات الهواتف الذكية إلى روسيا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، وبشكل أساسي في الربع الثالث. ويشير الموزعون إلى أن الإمدادات تجري عبر آلية الاستيراد الموازي، ولكن "هواوي" نفسها تواصل نشاطها التسويقي في البلاد، وسط توقعات بأن يتيح تراجع حصص المصنعين الآخرين، بمن فيهم "سامسونغ" و"هونر"، للشركة إمكانية استعادة مواقعها في روسيا.

وأظهر تقرير صادر عن مركز "جي إس غروب" للتحليل حول استيراد الهواتف الذكية إلى روسيا أوردته صحيفة "كوميرسانت" الروسية، قبل يومين، أنه جرى استيراد أكثر من 500 ألف جهاز "هواوي" خلال الأشهر التسعة الأولى من العام. وارتفعت حصتها في إمدادات الهواتف خلال هذه الفترة إلى 2.8% مقابل 1% فقط قبل عام.

وخلال الأشهر التسعة، أدخل إلى روسيا 19 مليون جهاز ذكي بقيمة 364 مليار روبل (6 مليارات دولار تقريبا) بتراجع لعدد القطع نسبته 23% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وتوقع محللو الشركة تعافيا لسوق الهواتف الذكية في روسيا في السنوات المقبلة، ولكنها لن تتجاوز مستوى السنوات الماضية بين 35 و37 مليون قطعة سنوياً.

وتتوفر أحدث هواتف "هواوي"، شأنها في ذلك شأن "آبل" و"سامسونغ"، بمتاجر الإلكترونيات الروسية، إذ أعلنت شبكتا متاجر "إم فيديو" و"إلدورادو" عن بدء بيع آخر طرازي هواتف "هواوي"، "ميت 50" و"ميت 50 برو"، فيما أكد موظف مبيعات بأحد فروع "إم فيديو" فضل عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد" أن جميع الهواتف المعروضة قادمة من كازاخستان عبر آلية الاستيراد الموازي.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

ويجزم نائب مدير عام معهد الاتصال الاستراتيجي والمشاريع الاجتماعية في موسكو، أندريه كوريوكين، هو الآخر بأن انسحاب "هواوي" لا يعني اختفاء لمنتجاتها من السوق الروسية، عازياً الخطوة المرتقبة للشركة الصينية إلى سعيها لتجنب مزيد من التدهور في العلاقات مع واشنطن.

ويقول كوريوكين في حديث لـ"العربي الجديد" إن "الانسحاب المرتقب لشركة هواوي من السوق الروسية ينظر إليه من وجهتي النظر السياسية والاقتصادية - التجارية، إذ إن علاقة الشركة مع الولايات المتحدة ليست جيدة بعد مواجهتها تهم انتهاك العقوبات التجارية الأميركية، وهو ما تعتبره واشنطن من الكبائر. والآن في ظروف الضغط غير المسبوقة على روسيا، لا ترغب الشركة الصينية في تحسين صورتها أمام الولايات المتحدة بقدر ما تسعى لتجنب مزيد من التدهور".

ومع ذلك، يقلل كوريوكين من أهمية تأثير انسحاب هواوي على وجود منتجاتها في السوق الروسية، مضيفا: "يمكن الجزم بأن إدارة الشركة الصينية تنظر في مسألة توريد منتجاتها مع الالتفاف على العقوبات، والمخاوف من ارتفاع أسعار المنتجات ضئيلة على ضوء ترشيد سلاسل الإمداد".

وكانت صحيفة "إزفيستيا" الروسية قد ذكرت في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن هواوي قد تغادر روسيا بشكل نهائي، وفق ما كشفه للصحيفة مصدر بشركة كبرى مصنعة للإلكترونيات وأكده مصدران مقربان من شركات اتصالات، موضحين أن الشركة توقفت مؤخراً مجدداً عن توريد الهواتف الذكية واللوحية والتلفزيونات وغيرها من المعدات إلى روسيا.

ومن المؤشرات التي تدل على الوقف المحتمل لعمل الشركة في روسيا، الإعلان عن تأجير مكتب هواوي في موسكو اعتباراً من 1 فبراير/شباط 2023. ومع ذلك، يؤكد خبراء وجود سبل التفافية لإدخال العلامات التجارية المنسحبة إلى البلاد. وعلاوة على ذلك، لا تستبعد هواوي احتمال الإمدادات إلى روسيا عبر الموزعين، وفق مصدر بشركة شريكة. كما كشف مدير عام شركة "تيليكوم ديلي"، دينيس كوسكوف، أن الشركة توقفت عن توريد المحطات الأساسية للاتصالات الخلوية منذ الربيع الماضي، وفق "إزفيستيا".

المساهمون