نفى الأردن رسميا ما سماه "ادعاءات" تتعلق بمرور جسر بري من ميناء دبي في الإمارات لنقل البضائع إلى ميناء حيفا في إسرائيل، في الوقت الذي أكدت فيه وسائل إعلام عبرية موافقة الحكومة الإسرائيلية على الجسر البري.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية "بترا" السبت، نقلا عن مصادر لم تسمها في وزارتي النقل والصناعة والتجارة، إن "ما يجرى تناقله من أخبار منسوبة لوسائل إعلام عبرية ووسائل تواصل اجتماعي عن وجود جسر بري بديل للبحر الأحمر، عبر موانئ دبي مرورا بالسعودية والأردن، لنقل بضائع إلى إسرائيل، لا صحة لها أبدا".
وأضافت أن "موقف الحكومة واضح بشأن دعم الأشقاء الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم بكل الوسائل".
وعبرت المصادر، وفق الوكالة، عن رفضها مثل هذه الادعاءات التي تهدف إلى "التشويش على الموقف الأردني الثابت تجاه ما يجري في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي".
تشغيل تجريبي
وأمس السبت، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن "البدء بتشغيل الجسر البري من دبي عبر السعودية والأردن إلى حيفا"، وذلك في ظل استهداف جماعة الحوثي اليمنية السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر دعما لفلسطين.
ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين (ألنبي من جانب إسرائيل) ووادي عربة (إسحاق رابين من جهة إسرائيل).
وقال موقع "والا" الإسرائيلي يوم السبت: "إن التشغيل التجريبي لخط نقل بري جديد بالشاحنات عبر موانئ دبي، مروراً بالسعودية والأردن، توج بالنجاح خلال الأسابيع الأخيرة".
The Jordanian Transportation Ministry has denied reports that a land route for shipments from the Persian Gulf to #Israel had been established through #Jordan in order to bypass the Houthi blockade.https://t.co/OQBNLvBRa7
— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) December 17, 2023
وأوضح، وفقا لموقع "سبوتنيك"، أنه "من المتوقع أن يوفر الجسر البري، الذي حصل على موافقة وزارة الدفاع وحكومة إسرائيل، بديلاً أسرع للمرور عبر قناة السويس، بل وأسرع من ذلك بالنسبة للمسار الطويل لاستيراد البضائع على متن السفن، التي يتعين عليها الالتفاف عبر رأس الرجاء الصالح وتمديد المسار بنحو ثلاثة أسابيع في المتوسط للابتعاد عن تهديد الحوثيين".
وقال موقع "ذا جيروزاليم بوست The Jerusalem Post"، اليوم الأحد، إن "التسليم البري أسرع أيضًا، ما يعني أن هذا الطريق قد يقلل بشكل كبير من وقت النقل للشركات في دبي والهند لنقل المنتجات إلى أوروبا عبر إسرائيل، كما يستغرق حوالي 10 أيام أقل من الرحلة عبر قناة السويس".
وأشار "والا" إلى أن "الرحلة البرية من دبي إلى حيفا تبلغ نحو 2550 كيلومتراً، وتُقطع في أربعة أيام، ومن البحرين مسافة 1700 كيلومتراً، يومين وسبع ساعات".
"ويبلغ السعر نحو 1.2 دولار لكل كيلومتر، وهو أغلى قليلاً من الشحن البحري في الأيام العادية، ولكنه أرخص الآن، في ظل ارتفاع تكاليف التأمين على السفن في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين" وفقا للموقع ذاته.
وأشار إلى أن "الشحن البري أسرع بكثير، عندما يكون توفير الوقت أمراً بالغ الأهمية حين يتعلق الأمر باستيراد وتصدير البضائع مع مدة صلاحية قصيرة مثل المنتجات الغذائية الطازجة، أو المواد الخام والمنتجات التي يتعين أن تصل بشكل عاجل إلى العملاء".
وكشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية، في وقت سابق من شهر ديسمبر/كانون الاول الجاري، عن توقيع اتفاق بين الإمارات وإسرائيل لإنشاء جسر بري بين البلدين، حيث وقعت شركة "تراكنت" الإسرائيلية اتفاقية مع شركة "بيورترانز Puretrans FZCO" الإماراتية للخدمات اللوجستية، ليبدأ تسيير الشاحنات المحملة بالبضائع من ميناء دبي مروراً بالأراضي السعودية ثم الأردنية وصولاً إلى ميناء حيفا في إسرائيل.
وقال المدير التنفيذي لشركة "تراكنت Trucknet"، وفقا للصحيفة ذاتها، إن الخط الجديد سيوفر أكثر من 80% من تكلفة نقل البضائع عبر الطريق البحري.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الجمعة 18 ألفا و800 قتيل و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
(الأناضول، العربي الجديد)