مورغان أودي..حاملة لواء الدفاع عن الفلاحين

مورغان أودي..حاملة لواء الدفاع عن الفلاحين

14 يونيو 2023
مورغان أودي تقود منظمة فيا كامبيسينا التي تمثل حوالي 200 مليون مزارع صغير (عن يوتيوب)
+ الخط -

عندما تسلمت مهمة منسقة منظمة "فيا كامبيسينا"، أكدت مورغان أودي، على أن المزارعين والمزارعات هم مفتاح بناء مستقبل قائم على العدالة الاجتماعية، التي تتمثل في أسعار عادلة للسلع الفلاحية والعاملين في الأرياف والتناغم مع البيئة الطبيعية والتضامن الدولي والمساواة والكرامة.

أضحت مزارعة الخضر الفرنسية المنسقة العامة لمنظمة Via Campesina عندما نقل المقر الرئيسي للعمليات على الصعيد الدولي إلى فرنسا. هذه المنظمة تناضل منذ ثلاثين عاما ضد منظمة التجارة العالمية والأضرار التي تلحقها بسيادة الدول غذائياً.

تضم "فيا كامبيسينا" 182 منظمة محلية ووطنية في 81 بلداً في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا. تمثل حوالي 200 مليون مزارع صغير، وتتوفر على أكثر من سبعين مدرسة وبرامج تكوين مبنية على التربية الشعبية التي يراد منها ترسيخ السيادة الغذائية للشعوب.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

تقول أودي "أزرع الخضر على مساحة هكتار واحد، وأبيع في الأسواق مباشرة للمستهلكين". لم تكن المنسقة البالغة من العمر ثلاثة وأربعين عاما تفكر في ممارسة النشاط الزراعي. بعد حصولها على البكالوريا توجهت إلى أندونيسيا، حيث قضت سنة في العمل الإنساني، وبعد عودتها إلى فرنسا شرعت في دراسة العلاقات الدولية، ثم قادها عملها إلى منظمة أميركية تعنى بشؤون المستهلك، ما أدى إلى ترسيخ وعيها بالقضايا المرتبطة بالتغذية.

هي مزارعة تناضل في صفوف كونفدرالية المزارعين منذ أكثر من عشرة أعوام، تبنت القضايا التي ترتبط بالولوج إلى الأرض. والدها كان مزارعا صغيرا وعضوا في تلك المنظمة، التي تعرفت عليها منذ طفولتها.

تفتخر أودي بكفاحها مع المنضوين تحت لواء المنظمة الذين يمثلون مائتي مليون شخص، وتقول في تصريح لموقع "كابير" الفرنسي: "نقوم بأفضل ما في وسعنا، وأنا مقتنعة حقًا أن السبيل الوحيد إلى المستقبل هو بناء مجتمع يتمتع بالسيادة الغذائية، مع تقاسم عادل للأرض، وتغيير عميق في كيفية إنتاجنا وكيف نشارك ما ننتجه بطريقة تمكن الناس من التمتع بحياة كريمة. وأمام التحديات الضخمة مثل التنوع البيولوجي، والغذاء، وأزمة المناخ، والحروب والصراعات، أعتقد حقًا أن ما نكافح من أجله يمثل القليل من الأمل بمستقبل أفضل".

تحرص أودي في تصريحاتها على تأكيد أن المنظمات الأوروبية المنضوية تحت لواء فيا كامبيسينا لا تنضم إليها من باب التضامن مع المزارعين في بلدان الجنوب، بل لأنهم يتقاسمون نفس المصالح بهدف الدفاع عن المزارعين خاصة الصغار منهم وكذا كل العاملين في القطاع الزراعي، في مواجهة الشركات والمصدرين الكبار الذين يستعملون منظمة التجارة العالمية بهدف التحكم في النظام الغذائي الدولي.

لا تتردد أودي في تأكيد أن الغذاء له بعد سياسي، قبل أن توضح للموقع ذاته "نريد أن نكون قادرين على مناقشة هذه القضايا واتخاذ القرارات حولها. هذا لا يعنى أننا ضد كل التجارة الدولية"، وتشدد على أن الهدف هو خروج منظمة التجارة العالمية من عملية السيطرة على إنتاج الغداء وتبني إطار جديد مبني على السيادة الغذائية للدول.

ويجد خطاب المنظمة ومنسقتها صدى له في العالم العربي، حيث يؤكد محمد الهاكش عضو حركة فيا كامبيسينا لـ"العربي الجديد"، أن المنظمة تدافع عن السيادة الغذائية.

وأبدت اهتماما بالدفاع عن المزارعين الصغار والعمال الزراعيين في بلدان عربية مثل مصر والجزائر والمغرب والسودان، حيث يتوجب التوجه نحو التركيز على الإنتاج الزراعي المحلي، الذي يوفر الحاجات الأساسية، عوض التوجه نحو تشجيع المزارع الكبيرة التي تحبذ التصدير.

تلك الأهداف طرحت بقوة في الأعوام الثلاثة الأخيرة في سياق الأزمة الصحية وتداعيات التضخم والحرب في أوكرانيا، وتدافع المنظمة عن السيادة الغذائية في مواجهة مفهوم الأمن الغذائي السائد منذ ثلاثة عقود، وتقول في بياناتها إنها تسعى للوصول إلى نظام غذائي عالمي مبني على التخصص في الزراعات وتطوير قدرات التصدير والاحتكام للسوق.
 

المساهمون