منتجات غزة الزراعية.. زيادة الإنتاج تصطدم بمشكلات في التصدير

02 يوليو 2023
وصلت غزة إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في عدد من المنتجات (Getty)
+ الخط -

تضج أسواق قطاع غزة بأصناف متنوعة من الفواكه والخضروات التي تُزرع محلياً ويكثر توفر غالبيتها خلال فترة فصل الصيف، غير أنّ ذلك يتزامن مع قيود إسرائيلية توضع على تصدير بعض المنتجات إلى الخارج وتحديد كميات أخرى للتصدير وبشروط مختلفة.

وخلال السنوات الأخيرة تنامى إجمالي المحاصيل الزراعية المنتجة محلياً على صعيد الفواكه والخضروات من خلال تنفيذ عمليات زراعية متطورة بخلاف التي كانت سائدة في السابق وهو ما أسهم في زيادة كميات الإنتاج، حيث وصلت بعض المحاصيل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.

في المقابل، لم يصل القطاع المحاصر إسرائيلياً للعام السابع عشر على التوالي إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في أصناف مختلفة سواء كانت من الخضروات والفواكه لاعتبارات منها محدودية المساحة الزراعية وتلاحق الحروب الإسرائيلية على القطاع وتركز الاستهدافات على الأراضي الزراعية.

إلى جانب هذه العوامل، فإن معضلة الماء تعتبر من العقبات الرئيسية التي دفعت بالمزارعين نحو الاعتماد على الطرق الحديثة في الزراعة التي لا تتطلب الكثير من الماء، نظراً لكون 97 في المائة من مياه القطاع غير صالحة للاستخدام، وفقاً للأرقام الرسمية، فضلاً عن ارتفاع معدلات الملوحة في المياه الجوفية.

وتبين جولة لـ"العربي الجديد" على الأسواق أن هذه الفترة تشهد تنوعاً في المعروض الزراعي المنتج محلياً والذي يتوفر في الأسواق أو عبر العربات المجرورة المنتشرة على قارعة الطرق، سواء كانت منتج "البطيخ" و"الشمام" بالإضافة إلى اللوزيات "المشمش" و"الخوخ" وأصناف أخرى تعتبر ضمن قائمة اللوزيات، إلى جانب بعض الحمضيات التي تتأخر في عملية الإنتاج مع الانتاجات الصيفية والخضروات المزروعة في غزة.

توسع في إنتاج الفواكه

وقال عدد من المزارعين لـ "العربي الجديد" إنهم يواجهون معضلة أساسية متعلقة في عملية التصدير أبرزها القيود الإسرائيلية المفروضة على ذلك في ما يتعلق بالمنتجات التي وصل فيها القطاع مرحلة الاكتفاء الذاتي، فضلاً عن تدني الأسعار محلياً نتيجة زيادة العرض وقلة الطلب على بعضها.

وتلعب الظروف الاقتصادية دوراً مؤثراً في عملية بيع المنتجات والمحاصيل الزراعية، سواء من الفواكه أو الخضروات، إذ تتفاوت هذه الأسعار بناءً على طبيعة الكميات المتوفرة، وهو ما يرفع أسعار بعضها في كثير من المرات ويجعل السكان غير قادرين على مواكبة عملية الشراء لها.

وتبرز الأرقام الرسمية أنه قبل فرض الحصار الإسرائيلي على غزة عام 2006 كان القطاع يصدر سنوياً 5 ملايين زهرة فيما لا يوجد حالياً إلا 18 دونماً لتغطية الاحتياجات المحلية بعد أن كانت 500 دونم في السابق، فضلاً عن تراجع واضح في معدلات تصدير الحمضيات للخارج.

في الأثناء، يقول المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزة المهندس أدهم البسيوني إن هناك 4 آلاف دونم من محاصيل اللوزيات، بالإضافة إلى محاصيل العنب التي تلقى رواجاً كبيراً والتي تُزرع بشق تقليدي الذي يقوم على الأصناف البذرية والشق غير التقليدي القائم على الأصناف اللابذرية.

ويضيف البسيوني لـ "العربي الجديد" أن هناك قرابة 6 آلاف دونم مزروعة في القطاع من العنب البذري وهناك 4 آلاف دونم من العنب اللابذري، وهو ما يجعل هذه المساحات تشكل أكثر من 60 في المائة من حالة الاكتفاء الذاتي لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

ويشير إلى أن هناك أصنافاً من الحمضيات يوجد بها اكتفاء ذاتي كالليمون، أما باقي الأصناف من الحمضيات فتصل نسبة الاكتفاء الذاتي إلى نحو 85 في المائة، وهو أمر شجع على عودة الكثير من الأراضي الزراعية وتنوعها خلال الفترة الأخيرة التي تلت عام 2014.

المساحات الزراعية

وبحسب بيانات وزارة الزراعة في غزة فإن إجمالي مساحة البستنة الشجرية تبلغ قرابة 90 ألف دونم فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية، إلى جانب تبني سياسة منح المنتج الزراعي المحلي أولوية في عملية التسويق ومنع إدخال أي منتجات من الخارج خلال فترة توفره.

ويرجح الناطق باسم وزارة الزراعة أن يشهد القطاع خلال السنوات القليلة القادمة اكتفاءً ذاتياً في عدة أصناف، سواء كان متعلق باللوزيات أو العنب أو الأصناف الأخرى التي وصلت إلى هذه المرحلة كـ "البطيخ" و"الشمام"، وأن يصل مرحلة التصدير إلى الخارج.

ويلفت إلى أن هناك قرابة 200 ألف نخلة منتجة حيث يتم العمل حالياً عليها لتغيير سلاسل القيمة الخاصة بها لجعلها ذات جدوى اقتصادية أكبر، من أجل الاعتماد عليها في المنتجات التحويلية المتعلقة به ضمن خطة تعمل عليها الوزارة خلال السنوات الأخيرة.

وفي موسم فصل الصيف تزداد الأصناف المتوفرة في الأسواق الفلسطينية في غزة من الفواكه، إذ تطرح اللوزيات بالإضافة إلى القرعيات كالبطيخ والشمام إلى جانب العنب البذري وغير البذري والبلح إلى جانب الجوافة وبعض الحمضيات المتأخرة إلى فصل الصيف.

وتقدر وزارة الزراعة وجود 30 ألف دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون، عدا عن 200 ألف نخلة. وبحسب هذه البيانات فإن إنتاج محصول البطيخ من الأراضي المزروعة 5 آلاف دونم بواقع إنتاجي يبلغ 50 ألف طن، فيما يضع الاحتلال عراقيل أمام تصديره إلى الخارج، وهو ما يجعله متوفراً بكثرة في الأسواق المحلية خلال فترة فصل الصيف ويجعل من سعره متدنياً للغاية.

صعوبات وعراقيل

إلى ذلك، يؤكد المدير العام لاتحاد لجان العمل الزراعي في غزة المهندس محمد البكري أن الواقع الزراعي في القطاع يواجه مجموعة من الصعوبات والأزمات التي تمنع تطوره بشكلٍ كبير رغم حالة التقدم التي جرت خلال السنوات القليلة الماضية في طرق الزراعة.

ويقول البكري لـ "العربي الجديد" إن مشكلة المياه وحالة العجز من أبرز المعضلات التي تؤثر على نمو وتطور المشهد الزراعي، إذ تتراوح نسبة الملوحة ما بين 1000 إلى 1500 وهو ما ينعكس بالسلب على الكثير من الأصناف التي تتطلب نوعية محددة من المياه.

ويشير المدير العام لاتحاد لجان العمل الزراعي إلى أن السنوات الأخيرة شهدت اتباع تكنولوجيا خاصة في الزراعة من أجل مواكبة التطور وزيادة معدلات الإنتاج كالزراعة المعلقة أو غيرها من الأساليب الحديثة، إلى جانب زيادة إنتاج الأصناف المتعلقة باللوزيات.

ولا يخفى البكري وجود مجموعة من الأزمات أبرزها أزمة الكهرباء التي أثرت في فترات ماضية على عملية تخزين بعض المحاصيل الزراعية، إلى جانب القيود الإسرائيلية المفروضة على عملية تصدير بعض المحاصيل الزراعية، وهو ما أدى إلى وفرة في العرض انعكست بالسلب على المزارعين.

المساهمون