"فولكسفاغن" و"كونتي" تلغيان وظائف مع استعار المنافسة الكهربائية

"فولكسفاغن" و"كونتي" تلغيان وظائف مع استعار منافسة السيارات الكهربائية

14 نوفمبر 2023
داخل أحد مصانع فولكسفاغن في ألمانيا (فرانس برس)
+ الخط -

يواجه قطاع صناعة السيارات في ألمانيا مهمة شاقة مع الزخم الذي يكتسبه سوق السيارات الكهربائية... أول هذه المؤشرات إعلان شركتي "فولكسفاغن" للسيارات و"كونتيننتال" لصناعة الإطارات تخفيض الموظفين على نطاق واسع.

وبحسب ما ذكرت صحيفة "هاندلسبلات"، فإن المجموعة تعتزم توفير التكلفة السنوية لما قيمته نحو 400 مليون يورو من خلال إلغاء عدد من الوظائف، وأن الرقم قد يكون ما بين 4000 و6000 وظيفة. كل ذلك بعد أن بينت الأرقام أنه كان هناك أيضاً خسائر تشغيلية في النصف الأول من هذا العام.

وفي السياق، أفادت شبكة "إيه أر دي" الإخبارية مساء الاثنين، نقلا عن عضو مجلس الإدارة في "كونتيننتال" فيليب فون هيرشهيدت، بأن هذه الإجراءات مهمة لتعزيز القدرة التنافسية لقطاع السيارات وتبسيط الهياكل، وموضحا بأن الشركة تنظر في جميع الوظائف والعمليات بدءا من المبيعات إلى البحث والتطوير والإنتاج وبعقل منفتح من أجل تحسين الكفاءة والفعالية بشكل كبير". 

وكجزء من عملية إعادة الهيكلة، ستحل "كونتيننتال" جزءاً من أقسام قطع غيار السيارات والإلكترونيات وأدوات التحكم بالأبواب وفتحات السقف.

وبحسب فون هيرشهيدت، فإن التوجه لإيجاد أوجه تعاون في الحلول التقنية هدفه الاستجابة بشكل أفضل لمتطلبات السوق.

وقد حققت "كونتي" أرباحا في السنة المالية لعام 2019، ولاحقاً كان عليها في كثير من الأحيان، استقطاب الأموال لتغطية الاستثمارات في توريد السيارات، بعدما كانت تعتبر مصدر ربح بهوامش عالية ومستقرة إلى حد كبير.

وأمام هذا الواقع، قال رئيس مركز إدارة السيارات في جامعة العلوم التطبيقية في "بيرغيش غلادباخ" شتيفان براتزل في مقابلة مع شبكة "أن تي في" نُشر اليوم، إنّ "من الواضح أن قطاع صناعة السيارات سيشهد بأكمله تخفيضاً في الوظائف، والسبب انتشار السيارات الكهربائية بشكل متزايد".

وأفاد بأنه لم يتغير شيء في تقييمه المدرج قبل خمس سنوات، وفيه أن التنقل بالسيارات الكهربائية يعني أن نحو خُمس الوظائف البالغ عددها 800 ألف في شركات تصنيع وتوريد السيارات لن تكون ضرورية في ألمانيا بعد الآن، وهذا ما قد يصل لحدود 160 ألف وظيفة.

كما أوضح أنه "فضلاً عن تراجع الوظائف في مجال صناعة السيارات، فإنّ الخسائر ستطال الأعمال التجارية والخدمة، وستكون الحاجة أقل بكثير إلى العام البشري مع استخدام السيارات الكهربائية.

ويعتقد براتزل أن تمكن شركة فولكسفاغن من جني الأموال من السيارات العاملة بالبطاريات هو "شرط أساسي للبقاء"، على أن الشركة تحتاج إلى المال للاستثمار والابتكار، مبرزاً أنّ عملاقة صناعة السيارات الألمانية تواجه تحدياً كبيراً متمثلاً بحرب الأسعار مع سيارات "تسلا"، ومن المرجح أن يكون لدى الشركة الأميركية بحلول عام 2025 سيارات بقيمة 25 ألف يورو.

وعليه، فان على "فولكسفاغن" برأيه، أن تكون جاهزة بحلول ذلك الوقت على أبعد تقدير، إذ يتعين عليها أن تدرس سلسلة القيمة بأكملها بحثا عن إمكانات التوفير الممكنة من المواد الخام إلى التصميم والإنتاج، ناهيك عن تعزيز الإدارة. وكل ذلك من أجل جعل أسعارها قادرة على المنافسة أيضاً مع شركات السيارات الكهربائية الصينية مثل الرائدة "بي واي دي" الأكثر ابتكاراً من الألمان.

وتشير توقعاته إلى أن يدخل ما بين 20 إلى 30 منافساً صينياً إلى أوروبا في السنوات القليلة المقبلة، وهم منافسون يصنعون بتكلفة أقل مع توفر المواد الخام، فيما النقل إلى ألمانيا لا يكلف سوى بضع مئات من اليورو.