غزة: مزارعون يخاطرون بأرواحهم لتوفير الخضروات والدواجن

غزة تبحث عن الحياة وسط الحرب: مزارعون يخاطرون بأرواحهم لتوفير الخضروات

17 نوفمبر 2023
بائع يتوقف على عربة يجرها حمار لبيع الطماطم يوم 15 نوفمبر الجاري (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -

يخاطر المزارع الفلسطيني وائل قشطة بنفسه يوميًا للذهاب إلى أرضه الموجودة في المنطقة الشرقية لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة لجمع محاصيل الخضروات والعمل على توفيرها في السوق المحلية في المناطق الجنوبية في ضوء استمرار الحرب الإسرائيلية للأسبوع السادس على التوالي.
ويعاني القطاع المحاصر إسرائيليًا والذي يعيش تحت العدوان الإسرائيلي منذ 6 أسابيع ظروفًا معيشية صعبة وقاسية للغاية في ظل تصاعد القصف الإسرائيلي وعمليات التدمير وشح المواد الغذائية وإغلاق المعابر الحدودية التي تربط القطاع بالأراضي المحتلة.
وسجلت أسعار الخضروات والدواجن ارتفاعًا ملحوظًا لا سيما الخضروات التي شحت بشكلٍ كبير في مدينة غزة وشمالي القطاع، فيما ارتفعت وسط القطاع وجنوبه بشكلٍ كبير يفوق أسعار ما كانت عليه قبل العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ووصلت أسعار بعض الخضروات لتسجل ما بين 18 و20 شيكلاً إسرائيلياً للكيلو غرام الواحد مثل البندورة والبصل بعد أن كان يصل في بعض الأحيان إلى 3 شيكلات للكيلو غرام الواحد وهو ما يعكس ارتفاعًا بخمسة أضعاف الأسعار التي كانت في السابق. (الدولار= 3.77 شيكلات إسرائيلية)
في الوقت ذاته ارتفعت أسعار الدواجن وبيض المائدة بشكلٍ لافت، حيث وصلت أسعار الدواجن في المناطق الجنوبية لتتراوح ما بين 13 إلى 15 شيكلاً للكيلو غرام الواحد، أما طبق البيض فارتفع ليصل إلى أكثر من 30 شيكلاً بعد أن كان في السابق 15 شيكلاً إسرائيلياً.

في الأثناء، يقول المزارع وائل قشطة إن ظروف العمل التي يعمل بها حالياً صعبة وقاسية للغاية لا سيما مع القصف الإسرائيلي المتواصل على مختلف المناطق في القطاع وصعوبة الحركة والتنقل من مكان إلى آخر وشح الوقود ونقصه بشكلٍ كامل.
ويضيف قشطة لـ "العربي الجديد" أن نقص الوقود يؤثر بالسلب على أسعار الخضروات لا سيما مع ارتفاع أسعار الموجود في السوق السوداء واللجوء للاعتماد على زيوت الطهي، فضلاً عن قلة الأيدي العاملة وارتفاع تكلفتها في ضوء الواقع غير المستقر حاليًا.
ويشير المزارع الفلسطيني إلى أنه قرر الاستمرار في العمل من أجل المساهمة في توفير احتياجات السكان مع انخفاض حجم المتوفر في الأسواق من السلع خلال الفترة الحالية فضلاً عن محاولة ضبط الأسعار خلال المرحلة الحالية ومنع ارتفاعها بشكل كبير.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي فإن العدوان الإسرائيلي قد يقضي على الزراعة بشكل كامل، خصوصًا وأن الحصر الأولي للأضرار أفاد بأن هناك 25 ألف دونم استهدفها الاحتلال بشكل مباشر، وهذا أدى إلى خراب محاصيلها، واحتمال عدم مواءمة الأرض للزراعة لاحقاً، نظراً لكمية المتفجرات التي أُلقيت عليها.
وتشير بيانات وزارة الزراعة في غزة إلى أن وقف التصدير يؤثر على 60 ألف أسرة من العاملين بالقطاع الزراعي، ويتسبب بخسائر مادية فادحة للمزارعين تقدر بأكثر من مليون شيكل يومياً وهو ما ينعكس بالسلب على أحد أهم القطاعات الإنتاجية في القطاع.
أما التاجر أحمد الحلبي الذي يعمل في مجال بيع الدواجن فيواجه معضلات يوميًا في توفير الكميات التي يحتاجها السوق بفعل انخفاض الكميات المنتجة جراء القصف الإسرائيلي الذي تعرضت له عشرات المزارع من الدواجن وتواجد الكثير منها في المناطق الشرقية.

ويقول الحلبي لـ "العربي الجديد" إن الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعًا في أسعار الدواجن نتيجة لارتفاع الطلب وانخفاض المعروض وهو الأمر الذي ينعكس بالسلب على الواقع الاقتصادي الخاص بسوق الدواجن خلال الفترة الحالية لا سيما وأن العدوان دخل شهره الثاني على التوالي.
ويوضح أن الفترة الأخيرة تشهد زيادة متصاعدة في أسعار السلع الغذائية بشكلٍ كامل خصوصًا مع عدم توفر غاز الطهي خلال الفترة الأخيرة، بفعل إغلاق المعابر الحدودية التي تربط القطاع بالأراضي المحتلة عام 1948 ضمن القرارات العقابية التي اتخذت.
ولم يسلم قطاع الصيد هو الآخر من الأضرار إذ دمرت الزوارق الحربية وطائرات الاحتلال الحربية عشرات القوارب المخصصة للصيد بفعل الاستهداف، وهو ما ينعكس بالسلب على حياة نحو 4 آلاف صياد يعملون في هذه المهند وعوائلهم خلال الفترة المقبلة.
ويواجه الفلسطينيون هذه الأيام صعوبة ضخمة في توفير الاحتياجات الأساسية الخاصة بالوجبات الغذائية جراء القصف الإسرائيلي واستهداف الشاحنات وشح الشاحنات التي يتم إدخالها للقطاع عبر معبر رفح البري، وإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري.
وحذر برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، أول من أمس، من أن الأنظمة الغذائية في قطاع غزة تنهار، وأن المساعدات الراهنة لا تلبي سوى 10% من الاحتياجات الغذائية، مشددًا على أن جميع سكان القطاع بحاجة إلى مساعدة إنسانية. وأشارت المتحدثة باسم البرنامج الأممي عليا زكي، في تصريحات لخدمة "أخبار الأمم المتحدة" مساء الأربعاء، إلى أن الناس في القطاع سيكونون أكثر عرضة لانتشار الأمراض على نطاق أوسع، لأن جهازهم المناعي سيضعف، كونهم لا يتناولون ما يكفي من الغذاء.

المساهمون