عمليات تسريح الموظفين الأميركيين ترتفع لأعلى مستوى منذ 2009

عمليات تسريح الموظفين الأميركيين ترتفع لأعلى مستوى منذ 2009

28 مارس 2023
تسريحات العمالة تتزايد في أميركا مع ارتفاع مخاوف الدخول في ركود (Getty)
+ الخط -

مع تزايد مخاوف دخول الاقتصاد الأميركي في ركود، تسارعت عملية إلغاء الوظائف في الشركات الأميركية، وهو ما بدا واضحاً خلال شهر مارس/آذار الجاري، الذي شهد ارتفاع عدد الوظائف الملغاة إلى أعلى مستوى منذ عام 2009، وقت الأزمة المالية العالمية.

وبعد عامٍ شهد أعلى وتيرة لرفع الفائدة منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي، تحاول الشركات التكيف مع الأوضاع الجديدة المتوقعة، حيث تتراجع المبيعات وتقل الأرباح.

وتحاول الشركات في مثل تلك الظروف تخفيض العمالة لديها، طمعاً في تقليل النفقات وتحجيم الخسائر.

وخلال الأسبوع الأول من مارس/آذار الجاري، أقالت شركة تبادل الضيافة "أير بي إن بي" 30% من موظفيها المعينين، وفقًا لتقارير صادرة عن "بلومبيرغ".

وتأتي عمليات التسريح هذه على الرغم من إعلان عملاق الضيافة عن زيادة عدد موظفيه مطلع العام.

أيضاً كشفت وكالة بلومبيرغ أن شركة الاستشارات العالمية ماكينزي قد شرعت في تخفيض الوظائف الرئيسية، بهدف إلغاء حوالي 1400 وظيفة.

وكانت الشركة قد شهدت نموًا سريعًا في عدد الموظفين على مدار العقد الماضي، لكنها بدأت في إعادة هيكلة فرق الدعم الخاصة بها بدءًا من هذا الأسبوع، بما في ذلك تخفيض القوى العاملة أو نقل الأشخاص إلى أدوار أخرى. وسيصل إجمالي التخفيضات إلى حوالي 3% من عدد الموظفين.

فيما كان لشركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم نصيب كبير في هذا الأمر، بعد أن قامت بإلغاء أكثر من 153 ألف موظف منذ بداية عام 2023، حيث يواجه قطاع التكنولوجيا ضغوطًا متزايدة على كل من التكاليف والإيرادات، وفقًا ما نشره موقع ماركيت ووتش المتخصص في أخبار المال والأعمال.

والأسبوع الماضي، أعلنت شركة أمازون العالمية أنها ستلغي 9000 وظيفة أخرى بالإضافة إلى 18 ألف وظيفة أعلنت عن إلغائها في يناير/كانون الثاني.

أيضاً ألغت "ميتا"، الشركة الأم لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، 10 آلاف وظيفة قبل أسبوعين. وأعلن الرئيس التنفيذي تسريح الموظفين وتجميد التوظيف كجزء من "عام الكفاءة" للشركة.

وتأتي إعادة الهيكلة بالشركة، التي شهدت أيضًا إغلاق 5000 إعلان وظائف شاغرة أخرى دون توظيف، بعد أقل من ستة أشهر من إعلان الشركة عن 11 ألف وظيفة فائضة عن الحاجة.

وفي ذروتها في عام 2022، نمت ميتا إلى 87 ألف موظف على مستوى العالم، مع حدوث جزء كبير من هذا التوظيف منذ بداية جائحة كوفيد.

وخلال الأسابيع الأخيرة، ألغت شركة إريكسون 8500 وظيفة، وألغت "فيليبس" 6000 وظيفة، وألغت شركة أي بي إم 3900 وظيفة.

وكان عملاق تكنولوجيا البرمجيات مايكروسوفت قد قام بتسريح 10 آلاف موظف في يناير/كانون الثاني.

وفي مجال الميديا والترفيه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة ديزني، بوب ايغر، أمس الإثنين، إن شركته ستبدأ في تسريح الموظفين اعتبارًا من هذا الأسبوع، وهي أول جولة من ثلاث جولات من التخفيضات المتوقعة، بعد إعلانه في فبراير/شباط أن الشركة ستلغي 7000 وظيفة.

وكان لدى ديزني حوالي 220 ألف وظيفة، اعتبارًا من 1 أكتوبر/تشرين الأول الأخير، منهم ما يقرب من 166 ألف موظف في الولايات المتحدة. وتمثل هذه النسبة حوالي 3% من القوة العاملة العالمية.

أيضاً خفضت شركة أكسنتشر توقعات إيراداتها وأرباحها السنوية، وقررت خفض حوالي 2.5% من قوتها العاملة، بما يوازي 19 ألف وظيفة، في أحدث مؤشر على أن الآفاق الاقتصادية العالمية المتدهورة تقلل من إنفاق الشركات على خدمات تكنولوجيا المعلومات.

وقالت أكسنتشر الخميس الماضي إن أكثر من نصف الوظائف التي سيتم إلغاؤها ستكون في وظائف الشركات غير القابلة للفوترة، مما رفع أسهمها بنسبة 6.4%.

وتتوقع أكسنتشر الآن نمو الإيرادات السنوية بين 8% و10%، مقارنة مع توقعاتها السابقة بزيادة 8% إلى 11%.

وقالت مصادر مطلعة إنه من المتوقع أن يخفض بنك "يو بي إس" السويسري ما يصل إلى 10 آلاف وظيفة، تمثل نحو 16% من قوته العاملة، في الوقت الذي يواجه فيه تقلص الإيرادات وارتفاع متطلبات رأس المال، وهو ما سيكون من أكبر عمليات تسريح العمالة في أي بنك منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 - 2009.

أيضاً أعلنت شركة تايسون فودز في وقت سابق من هذا الشهر أنها ستغلق مصنع تجهيز الدواجن والفروج والتفقيس في فيرجينيا، مما سيؤدي إلى تسريح ما يقرب من 1700 عامل.

وفي رسالة بريد إلكتروني، قال المتحدث باسم الشركة، ديريك بورلي سون، إن الهدف من عمليات الإغلاق هو "تعزيز أعمال الشركة في مجال الدواجن من خلال تحسين العمليات والاستفادة من السعة الكاملة المتاحة في كل مصنع".

وقالت تايسون إنها تعمل على ضمان حصول الموظفين على خيار التقدم لوظائف في منشآت أخرى، مضيفة أنها تعمل مع المسؤولين المحليين لمساعدة العمال الذين يرغبون في البقاء في موقع الشركة في ولاية ماريلاند الأميركية، وستقدم المساعدة في إعادة التوطين إذا اقتضى الأمر.

وقبل أيام، أعلنت شركة فورد موتورز، عملاق تصنيع السيارات الأميركية، عن خطط لخفض 1100 وظيفة، حيث تخطط الشركة لوقف إنتاج أحد مصانعها في أبريل/نيسان، لتحويل تركيزها نحو قطاع سيارات الدفع الرباعي والشاحنات المربحة.

وخلال الشهر الجاري أيضاً، سرح موقع "انديد" للتوظيف أكثر من ألفي موظف، وسرحت شركة "جاست إيت" لتوصيل الوجبات 1700 موظف، وتخلصت كل من شركة "سيراس إكس أم"، و"إيبادان"، و"أتلاسيان" و"ثوتووركس" من أكثر من أربعمائة موظف.

المساهمون