مدد العمال في منشآت الغاز الطبيعي المسال، التابعة لشركة "شيفرون" في غرب أستراليا، أمس الأحد، إضراباتهم لمدة 24 ساعة لليوم الثاني، ما أدى إلى إطالة أمد حالة عدم اليقين بشأن الإمدادات العالمية من الغاز.
كما اتفق العمال على اتخاذ قرارات بمواصلة الإضرابات التي تمتد على يوم كامل، بشكل يومي، وفقاً لما نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن مسؤول في إحدى النقابات التي تمثل العمال.
وكان العمال في منشآت "ويتستون" و"غورغون" للغاز الطبيعي المسال قد بدأوا في زيادة وتيرة الإضرابات، الأسبوع الماضي، في نزاع أثار قلق أسواق الطاقة العالمية. وتضمّنت خطة الإضراب إيقاف العمل بين ساعتين و4 ساعات في مواقع الإنتاج المختلفة في الثامن من الشهر الحالي، وجرى زيادتها تدريجياً لتصل إلى 10 ساعات في بعض المواقع في 13 سبتمبر/ أيلول، قبل أن يجري تصعيده أكثر أخيراً.
ولوحت النقابات بأن العمال سيتوقفون عن تسهيل رسو الناقلات أو السفن، والامتناع عن تحميل السفن بشحنات الغاز الطبيعي المسال أو المكثفات، والتوقف عن إصلاح الأعطال، أو إعادة تشغيل بعض المعدات، بما في ذلك تلك المستخدمة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال.
وأدى احتمال انخفاض صادرات الغاز من أحد أكبر الموردين في العالم إلى ارتفاع الأسعار العالمية، نظراً لأن انخفاض الإمدادات قد يهدد بمنافسة أكبر على الغاز الطبيعي المسال خلال ذروة الطلب في فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
ويبدأ موسم الشتاء في المنطقة رسمياً من أكتوبر/ تشرين الأول ويستمر حتى مارس/ آذار. ويمكن أن يغطي التخزين ما يصل إلى ثلث طلب الاتحاد الأوروبي فقط على الغاز في موسم التدفئة، وفقاً للمفوضية الأوروبية.
وصدرت مصانع "ويتستون" و"غورغون" نحو 7% من إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية في العام الماضي. ولا تلوح في الأفق بوادر حل بين النقابات العمالية المطالبة بتحسين الأجور ومناخ العمل وشركة شيفرون، ما دعا الشركة إلى الاستنجاد بهيئة تنظيم العمل، للمساعدة في حل نزاعها مع العمال، الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من أن أسعار الغاز الأوروبية أقل بنسبة 90% تقريباً من ذروتها في العام الماضي 2022، فإنّ توتر السوق والتقلبات الشديدة أمور موجودة لتبقى، نظراً لأن الإمدادات العالمية لا تزال شحيحة.
وحذر محللون من أن الشتاء المقبل قد يكون أسوأ بكثير بالنسبة لأوروبا إذا عاد الطلب الآسيوي بقوة، خاصة الصيني، واشتدت المنافسة بين الأسواق الأوروبية والآسيوية لجذب مزيد من إمدادات الغاز المسال. وحسب تقرير بنشرة "أويل برايس" الأميركية، عادت الصين إلى السوق الفورية للغاز الطبيعي المسال للحصول على شحنات لفصل الشتاء المقبل.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في تقرير مؤخراً ارتفاع استهلاك الغاز الطبيعي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى 923 مليار متر مكعب خلال 2023، بعد تقديرات بنحو 895 مليار متر مكعب في 2022، بقيادة الصين، التي من المرجح أن تشهد زيادة 20 مليار متر مكعب في الطلب، ليسجل 390 مليار متر مكعب.