صفقة استحواذ "كوسكو" الصينية على حصة في ميناء ألماني مهددة بالفشل

13 ابريل 2023
ميناء هامبورغ الألماني (Getty)
+ الخط -

تدرس الحكومة الاتحادية الألمانية مرة أخرى خطوة دخول شركة الشحن الصينية "كوسكو" كشريك في محطة ميناء هامبورغ، أحد أكبر الموانئ الأوروبية، وذلك بعد تصنيف المكتب الفيدرالي لأمن المعلومات، المحطة المشمولة بالصفقة على أنها بنية تحتية حيوية، وبالتالي تستحق الحماية بشكل خاص. كل ذلك بعدما كانت المستشارية الألمانية جعلت مشروع الاستثمار الصيني أولوية قصوى خلال أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي. 

وبحسب شبكة "إيه آر دي" الإخبارية، فإنّ مكتب أمن المعلومات اعتبر أنّ المؤسسات والشركات التي لها أهمية خاصة على "المجتمع العام" تعتبر بنية تحية حيوية، وفي حالة الفشل والضعف قد تحدث اختناقات مستدامة في العرض، واضطرابات كبيرة في السلامة العامة، وقد تتسبب بعواقب مأسوية أخرى.

برزت تحذيرات في أوقات سابقة لخبراء من أنّ دخول الصين لميناء هامبورغ قد يشكّل خطراً على أمن ألمانيا؛ لأنّ حكام بكين يستخدمون "كوسكو" لتنفيذ استراتيجيتهم السياسية. 

وفي السياق، أوردت تقارير إعلامية أخيراً أنّ وزارة الدفاع الأميركية اعتبرت التكنولوجيا الصينية في الموانئ الأميركية مثل الرافعات وأنظمة الكومبيوتر الخاصة بها خطراً أمنياً محتملاً، ووفقاً لذلك يأتي القلق من إمكانية وصول الأجهزة السرية الصينية إلى معلومات حساسة حول نقل البضائع العسكرية للعمليات الأميركية أو إلى الدول الحليفة عبر تكنولوجيا المعلومات في الموانئ التي تستحوذ على حصص تشغيل فيها.

مع العلم أنه ووفقاً لتقديرات معهد "كيل" للاقتصاد العالمي، فإنّ حوالي 10% من طاقات الموانئ الأوروبية، هي في أيدي "كوسكو" الصينية؛ أكبر مشغل محطات مرافئ في العالم. 

ومع تعديل المعايير، قالت رئيسة كتلة الخضر في البوندستاغ (البرلمان) كاترينا دروغه، اليوم الأربعاء، في حديث لوكالة الأنباء الألمانية، إنّ على الحكومة أن تأخذ هذا التقييم الجديد كفرصة لمراجعة نقدية مرة أخرى، معتبرة أنّ أساس مشاركة الشركة الصينية في محطة حاويات ميناء هامبورغ "كان خطأ".

وأضافت أنه "تنبغي حماية البنية التحتية الحيوية، وبالتحديد يجب ألا نجعل أنفسنا معتمدين على الدول الاستبدادية وأن نكون عرضة للابتزاز، فهذا يعرّض أمننا وسيادتنا للخطر ويضرّ الاقتصاد الألماني".

بدوره، قال السياسي عن الحزب الليبرالي الحر ميخائيل كروزه، إنّ اعتبار المحطة بنية تحتية حيوية يجعل مراجعة المشاركة الصينية "حتمية".

 

ووفقاً لهذه المعطيات، فإنّ وزارة الاقتصاد الألمانية تعتزم إعادة تقييم الوضع للدخول المخطط له للشركة المملوكة من الدولة الصينية، التي منحتها الصفقة حق الاستحواذ على ما نسبته أقل من 25% من حصة الشركة المشغلة لأصغر محطة حاويات في ميناء هامبورغ، بدلاً من الاتفاق الذي كان يقضي بالاستحواذ على 35%، وحظرت بالتالي الحقوق الخاصة.

ووفقاً لقانون التجارة الخارجية والمدفوعات، فإنّ التصنيف كبنية تحتية حيوية يمنح الوزارة مزيداً من الفرص لحظر استحواذ الشركات من دول خارج الاتحاد الأوروبي، خلال مراجعة الاستثمار والعقود قبل منح الموافقة النهائية.

والتصنيف الجديد للمحطة لا يعني أنّ النشاط التجاري مع "كوسكو" أصبح الآن محظوراً بشكل تلقائي. 

ووفقاً للشركة المشغلة، تتم إدارة عمليات المحطة وجميع علاقات العملاء وكذلك أنظمة تكنولوجيا المعلومات، بشكل مركزي بواسطة مجموعة ميناء هامبورغ للخدمات اللوجستية.

ونقلت القناة الثانية الألمانية "زد دي إف" عن المتحدث باسم الشركة، أنّ شركة كوسكو الصينية لن تتمتع بإمكانية الوصول، ولن تتمتع بحقوق اتخاذ القرار داخل إدارة الميناء، إن كان لجهة حق النقض أو أي قرارات استراتيجية تتعلق بالموظفين أو أي من أنظمة العمليات، ولكن بقدر قليل في ما يتعلق بأرضية المحطة.