أكد مجلس الوزراء العراقي، تَقدّم شركات عالمية من بلدان مختلفة بينها دولة قطر، للمشاركة في تنفيذ مشروع "مترو بغداد"، الذي وافقت عليه الحكومة، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على استكماله بعد تأخره لأعوام، جرّاء المشكلات السياسية والاقتصادية التي ألمّت بالبلاد.
وذكرت رئاسة الحكومة العراقية في بيان أن "26 شركة عالمية من ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والصين والهند وقطر، أبدت رغبتها في المشاركة في تنفيذ مشروع المترو، بعد إعلانه في الثامن من شهر فبراير/ شباط الجاري، وتوقيع العقود مع الشركة المختصة بتقديم الخدمات الاستشارية للمشروع".
وسبق أن وافقت الحكومة العراقية على إدراج مشروع "مترو بغداد" ضمن جداول الموازنة الاستثمارية لأمانة بغداد، وبكلفة 913 مليار دينار، (الدولار يساوي 1320 ديناراً).
وجاء في بيان لمكتب حكومي، أن حكومة محمد شياع السوداني "وجّهت باستكمال المشاريع التي تأخر الشروع بها وضمنها مشروع مترو بغداد، كما وافق المجلس على إدراج إعداد التصاميم والإشراف على تنفيذ المشروع، ضمن جداول الموازنة الاستثمارية لأمانة بغداد".
لكن بحسب مصادر حكومية عراقية، فإن قيمة المشروع قد تتجاوز 2.5 مليار دولار بالإجمال، مؤكدة أن "السوداني ينتظر مطلع الشهر المقبل التقارير النهائية من مؤسسات أمانة بغداد ودوائرها ووزارات النقل والإعمار والإسكان والتخطيط، للمباشرة بالعمل على إنشاء المترو الطائر (المعلق)، بمدة لا تتجاوز عامين"، مبينة لـ"العربي الجديد"، أن "دولة قطر تُنافس حالياً لتنفيذ المشروع، وقدمت شركة قطرية رائدة في الاستثمار والإعمار مجموعة أعمال ناجحة في هذا المجال، لكن بالمجمل دراسة العروض ما تزال مستمرة".
وقال مسؤول في أمانة العاصمة بغداد، إن "العراق يواصل بحثه في إجراءات إنجاح مشروع قطار بغداد المعلق، أو مترو بغداد كما باتت تسميته المحلية".
وأوضح المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "اختيار الشركة المنفذة يقع ضمن مسؤوليات رئاسة الحكومة التي تبحث مع كل شركة على حدة، إمكانيات إنجاز المشروع وآلياته وفق ظروف العقود الاستثمارية وبما يخدم المصلحة العراقية أولاً".
وأشار إلى أن الحكومة ستكون هي الضامن والممول الرئيس للمشروع الذي سيخلق نقلة نوعية كبيرة في قطاع المواصلات بالعاصمة، وينهي أزمة النقل بنسبة لا تقل عن 60%، فضلاً عن توفيره عشرات آلاف فرص العمل خلال فترة إنشاء المشروع".
حسب مصادر حكومية عراقية، فإن قيمة المشروع قد تتجاوز 2.5 مليار دولار بالإجمال
وتحدثت تقارير صحافية، نُشرت خلال الأيام الماضية عن أن "قطر ليست المتقدم الوحيد لمشروع مترو بغداد، بل معها العديد من الدول والأطراف الأخرى الراغبة في اقتناص هذه الصفقة، لكن قطر تعد المرشح الأول للفوز في المناقصات، بالنظر إلى العديد من المعطيات، وأولها العلاقات القوية التي تربطها بالعراق، والتعاون الكبير الذي جمع البلدين خلال المرحلة الأخيرة، بالإضافة إلى ضخ الدوحة أموالاً كثيرة جداً في مجموعة من الاستثمارات المختلفة في بغداد، وهو ما قد يميل الكفة إليها مقارنة بباقي المنافسين".
ومنذ عام 2003، تعد الحكومات في العراق أهالي بغداد بمشروع "مترو بغداد"، الذي أُعلن إنشاؤه عام 2007 بتعليق من أمين بغداد الأسبق صابر العيساوي، وخُصص للمشروع آنذاك مبلغ مليار دولار.