سورية: غلاء الكهرباء يدفع إدلب للطاقة الشمسية

سورية: غلاء الكهرباء يدفع إدلب للطاقة الشمسية

18 أكتوبر 2020
الكهرباء أحد أكبر الأزمات المعيشية التي تواجه السوريين (فرانس برس)
+ الخط -

فاقمت تكلفة الكهرباء من أعباء الاحتياجات المعيشية اليومية لأهالي إدلب في سورية، إذ تم رفع سعر الأمبير عبر المولدات الخاصة، ما دفع بشريحة واسعة للاعتماد على الطاقة الشمسية كبديل. 
إدلب المحرومة من التيار الكهربائي، بعدما خرجت عن سيطرة النظام السوري عام 2015، اعتمدت على مولدات كهرباء كبيرة لتغذية الشوارع بالتيار الكهربائي، بحسب ابن إدلب محمد الزير، لـ"العربي الجديد"، مبينا أن "الكهرباء تأتي في اليوم نحو ثلاث ساعات، والمنزل الذي يريد أن يشحن لكي يكون لديه الإنارة ويشاهد التلفاز، يحتاج على أقل تقدير ما بين 2 إلى 3 أمبير". 
وبين أن "سعر الأمبير الواحد المنزلي وصل اليوم إلى 35 ليرة تركية، أي العائلة تحتاج 105 ليرات تركية فقط للكهرباء شهريا، وكل 100 ليرة تركية تساوي تقريبا 30 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ كبير جدا بالنسبة لغالبية الأهالي". 
وأضاف: "يلجأ الناس في الغالب إلى تركيب ألواح شمسية مستعملة، سعر اللوح منها 25 دولاراً أميركياً، والمدخرة (البطارية) بنحو 70 دولاراً، وهذا يكفي فقط للإضاءة، أما إن كان يريد إنارة وتشغيل شاشة وبراد (ثلاجة)، فعلى الأقل هو بحاجة إلى 400 دولار ما بين ألواح وبطاريات وشاحن، وتكون من النوعية المستعملة والرديئة، أما إذا أراد نوعية جيدة فالتكلفة ستتضاعف"، معتبرا أن "الألواح الشمسية أفضل لكن بحاجة أن يكون الشخص قادرا على أن يؤمن التكلفة، وهناك أشخاص ليس لديهم القدرة على الاستفادة من الشكلين، فيعيشون من دون كهرباء، ويعتمدون على معارفهم لشحن هواتفهم أو مدخرة الإنارة". 

ثلاث ساعات كهرباء خلال الـ24 ساعة مدة غير كافية لتأمين كل ما يحتاجه المنزل، برأي المواطن عامر علي، قائلا في حديث مع "العربي الجديد"، "أنا لدي ثلاثة ألواح طاقة شمسية ومدخرتان كل منهما 240 أمبيرا وشاحن، بكلفة 1200 دولار، وهي تؤمن لي تخديم احتياجاتي من الكهرباء، فأنا أشغل البراد والغسالة والكمبيوتر المحمول وإنارة المنزل". 
ويحتاج استخدام نظام إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية إلى عملية تنظيم لاستهلاك الطاقة، موضحا "مثلا تشغيل الغسالة أو الماكرويف يجب أن يكون بوقت ذروة الشمس ما بين الساعة 12 و2 ظهرا، أما البراد فيمكن أن أشغله من الصباح حتى المغيب، في حين تشغيل الشاشة والإنارة وشحن الهاتف أو الكمبيوتر المحمول بأي وقت، وذلك للحفاظ على عمر المدخرات، الذي يقل كلما تم تفريغها وشحنها". 
وتشهد إدلب مع غلاء أسعار الأمبير إقبالا كبيرا على استخدام الطاقة الشمسية، بحسب زياد بيطار، من أبناء ريف إدلب، قائلا في حديث مع "العربي الجديد"، في الأشهر الماضية بدأ يزيد الإقبال على الطاقة الشمسية كلما انخفضت مدة تزويد المنازل بالكهرباء وارتفع سعر الأمبير، الذي يبرره أصحاب المولدات بارتفاع أسعار الوقود". 
يشار إلى أن مصادر في المجلس المحلي في إدلب، كشفت لـ"العربي الجديد"، عن وجود مساع لتأمين الكهرباء بشكل أفضل لمختلف المناطق، خلال الفترة المقبلة، من دون الكشف عن تفاصيل أكثر، في حين يعيش في إدلب نحو أربعة ملايين شخص أكثر من نصفهم نازحون من مختلف المناطق السورية، في ظل أوضاع معيشية واقتصادية كارثية.

المساهمون