ركود سوق السيارات في ليبيا وسط غلاء حاد

ركود سوق السيارات في ليبيا وسط غلاء حاد

19 مايو 2024
ليبيا استوردت 47.9 ألف سيارة العام الماضي (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- السوق الليبي يشهد ركودًا حادًا في مبيعات السيارات مع ارتفاع الأسعار بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، مما أدى إلى تراجع كبير في الإقبال على الشراء.
- ارتفاع أسعار السيارات يرتبط بزيادة ضريبة الدولار وأسعار الشحن، خاصة من الصين، مع تقييد الشراء للسيارات الشعبية التي لا يتجاوز سعرها 8000 دينار.
- التضخم وتقلبات سعر الصرف يؤثران سلبًا على القدرة الشرائية، مما يقلل الطلب على السيارات الجديدة والمستعملة، في حين يفضل الليبيون السيارات اليابانية والأوروبية لمتانتها واعتماديتها.

يخيم الركود على أسواق السيارات في ليبيا وسط غلاء حاد، إذ قفزت الأسعار بنحو 40% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، ما تسبب في عزوف كبير عن الشراء. وأكد تاجر السيارات عادل الغرياني من طرابلس، أن الإقبال على شراء السيارات حتى المستعملة ضعيف جداً حتى نهاية إبريل/ نيسان الماضي، موضحا في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الارتفاع الحاد للأسعار كان سبباً رئيسياً في تراجع الإقبال على الشراء.

وأضاف أن ارتفاع الأسعار يقترن بقرب صعود ضريبة الدولار وارتفاع أسعار الشحن ولا سيما من الصين، مشيراً إلى أن عمليات الشراء تقتصر في نطاق محدود على السيارات الشعبية التي لا يتعدى سعرها 8000 دينار (حوالى 1654 دولاراً). وبدأ مصرف ليبيا المركزي رسمياً منذ نهاية مارس/آذار الماضي، العمل بتطبيق سعر الصرف الجديد مشمولاً بضريبة 27% على سعر مبيعات النقد الأجنبي في مختلف المصارف التجارية.

يقول حسين التاجوري، وهو صاحب عدد من معارض السيارات في مناطق مختلفة من البلاد، لـ"العربي الجديد" إن الشراء يقتصر على بعض السيارات الفارهة للقطاع العام أو مواطن يشتري سيارة عبر نظام المرابحة (أداة تمويل تتوافق مع الشريعة الإسلامية). يضيف: "بالنسبة للوضع العام لشراء السيارات هناك ركود كبير بالمقارنة مع السنوات السابقة.. خلال الربع الأول من العام الحالي لم يتم بيع سوى خمس سيارات في نطاق ثلاثة معارض للسيارات موزعة على ثلاث مدن".

وفي سوق السيارات الشعبي في منطقة إنجيله، غرب طرابلس، يقول المواطن إيهاب الصويعي (33 عاماً) لـ"العربي الجديد" إنه ظل يبحث عن سيارة بنصف عمرها (مستعملة لكن جيدة) بسعر مناسب في ظل الارتفاع الحاد لأسعار السيارات الجديدة، لكن ارتفاع الأسعار طاول أيضاً سوق المستعمل، بما يفوق إمكاناته إذ إنّ راتبه الشهري 1500 دينار، ويعول أسرة مكونة من ثلاثة أشخاص.

في السياق نفسه، يقول المحلل الاقتصادي جمعة المنتصر لـ"العربي الجديد" إن ارتفاع معدل التضخم أثر سلباً على القدرة الشرائية للمواطنين، مما قلل من الطلب على السيارات الجديدة والمستعملة على حد سواء. وأضاف المنتصر أن تقلبات سعر صرف الدينار الليبي مقابل العملات الأجنبية تؤثر بشكل مباشر على أسعار السيارات، حيث يعتمد السوق بشكل كبير على الاستيراد، والأسعار ارتفعت بنحو 40% خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

وحول أنواع السيارات المتوفرة، يفضل الليبيون عادة السيارات اليابانية والأوروبية لما تتمتع به من سمعة جيدة في المتانة والاعتمادية. ومع ذلك، توجد أيضا سيارات كورية جنوبية وصينية بأسعار أكثر تنافسية ويوجد إقبال عليها خلال السنوات الأخيرة. وارتفع استيراد السيارات من الخارج خلال العام الماضي إلى 47.9 ألف سيارة بين جديدة ومستعملة، مقابل 42.9 ألف سيارة في 2022، وفق بيانات الشركة الاشتراكية للموانئ. وتعتمد ليبيا على استيراد معظم احتياجاتها من الخارج بنسبة 85%.

المساهمون