حملة التقشف في الأرجنتين ترفع أسعار تذاكر مترو بوينس أيرس 360%

حملة التقشف في الأرجنتين ترفع أسعار تذاكر مترو أنفاق بوينس أيرس 360%

18 مايو 2024
ارتفاع مفاجئ في سعر تذكرة مترو أنفاق بوينس أيرس/ الأرجنتين 5 يوليو 2023 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في بوينس آيرس، الأرجنتين، شهدت أسعار تذاكر المترو زيادة بنسبة 360%، من 125 بيزو إلى 574 بيزو، كجزء من حملة التقشف التي ينفذها الرئيس خافيير ميلي، مما أثار قلق الركاب وزاد من أزمة تكاليف المعيشة.
- السياسات التقشفية تهدف إلى خفض الإنفاق العام وتقليل الدعم الحكومي للخدمات للسيطرة على التضخم المفرط، لكنها تسببت في ارتفاع تكاليف المعيشة وجعلت الحياة أكثر صعوبة للمواطنين.
- صندوق النقد الدولي أيد حملة التقشف، موافقًا على صرف دفعة جديدة بقيمة 792 مليون دولار كجزء من برنامج الإنقاذ، رغم أن سمعته لا تزال سيئة بين الأرجنتينيين الذين يعتبرونه مسؤولًا جزئيًا عن الأزمات الاقتصادية السابقة.

تضاعف سعر الرحلة الواحدة لتذكرة المترو في بوينس آيرس أكثر من ثلاثة أضعاف من 125 بيزو (14 سنتاً) إلى 574 بيزو (64 سنتاً)، في إطار حملة التقشف في الأرجنتين التي تنفذها حكومة الرئيس خافيير ميلي، وهو ما أدى إلى تفاقم أزمة تكاليف المعيشة المؤلمة في الأرجنتين. وتفاجأ الركاب في بوينس آيرس الجمعة بزيادة في أسعار مترو الأنفاق تناهز نسبة 360%، حيث رفع أحد القضاة الخميس أمرًا كان يمنع مؤقتًا الزيادة المقررة في أسعار مترو الأنفاق، ما مهد ذلك الطريق لدخول التغيير حيّز التنفيذ صباح الجمعة، وهي واحدة من أكثر الزيادات دراماتيكية في الأسعار، التي تنفذها حكومة الرئيس ميلي.

وتُعَدّ أسعار ركوب النقل العام قضية حساسة في جميع أنحاء أميركا اللاتينية، حيث تترسخ عدم المساواة بعمق، وأدى الغضب الناجم عن ارتفاع أسعار مترو الأنفاق إلى إثارة اضطرابات اجتماعية في السابق، مثل الاحتجاجات الحاشدة في تشيلي عام 2019. واشتكى بعض الركاب من أنهم أصبحوا فجأة يدفعون ثلاثة أضعاف لشبكة الأنفاق التي هي في حالة تدهور. وقالت صوفيا أكوستا البالغة من العمر 35 عاماً: "من الواضح أن هذا يؤثر عليّ لأنه يعني اختفاء المزيد من الأموال من راتبي كل يوم، ولكن أسوأ ما في الأمر عدم وجود أي استثمار في الخدمة. نستقل المترو في أوضاع مزرية وفي تكدس وتأخير والآن ندفع أكثر".

يعمل ميلي على حملة تقشف في الأرجنتين في إطار سياسة خفض الإنفاق العام على كل شيء، بدءاً من الإعانات إلى الشركات الحكومية كجزء من تجربة السوق الحرة الجذرية التي تهدف إلى إعادة بناء مصداقية الأرجنتين لدى المستثمرين الأجانب وترويض التضخم المفرط. لكن على الأقل في الأمد القريب، أدت إجراءات إلغاء القيود التنظيمية والتقشف إلى ارتفاع التضخم، الذي بلغ الآن 289% سنوياً، وهو من بين أعلى المعدلات في العالم، وجعل الحياة أصعب بالنسبة إلى الأرجنتينيين العاديين مع انزلاق الاقتصاد إلى الركود. 

إنها المرة الثالثة هذا العام التي تؤثر فيها الزيادات التضخمية في أسعار مترو الأنفاق، إذ بلغ سعر التذكرة 80 بيزو فقط في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقد خفض ميلي الدعم الفيدرالي لوسائل النقل العام، ما أجبر حكومات المدن على رفع التكاليف. كذلك ارتفعت أسعار الحافلات والقطارات في مدينة بوينس آيرس مترامية الأطراف بنحو مطّرد، ولكن ليس مرة واحدة كما هو الحال مع مترو الأنفاق.  

ووافق صندوق النقد الدولي الاثنين الماضي على صرف الدفعة التالية المستحقة بموجب برنامج الإنقاذ، مؤيداً حملة التقشف في الأرجنتين التي تنفذها حكومة ميلي، والتي وصفها مراقبون وفقاً لوكالة أسوشييتد برس بأنها بالغة الصرامة، حتى إنها تتجاوز الشروط التي يفرضها الصندوق نفسه لمنح قرضه البالغ 43 مليار دولار. وستحصل الأرجنتين على الدفعة التالية التي تبلغ قيمتها 792 مليون دولار في يونيو/ حزيران المقبل، ما يطمئن الأسواق ويعزز ثقة المصرفيين بشأن آفاق الأرجنتين في وقت تمر فيه بأسوأ أزمة اقتصادية منذ عقدين. 

وأشاد صندوق النقد الدولي بتحقيق حكومة ميلي التحررية عدداً من النجاحات الاقتصادية التي شملت تحقيق أول فائض مالي ربع سنوي للأرجنتين منذ ستة عشر عاماً وانخفاض معدل التضخم الشهري، وارتفاع أسعار السندات السيادية. لكن سمعة الصندوق سيئة لدى الشعب الأرجنتيني، حيث يُنحي العامة باللائمة عليه في الانهيار الاقتصادي والتخلف عن سداد الديون أواخر عام 2001، والذي أقر في وقت لاحق بأنه ارتكب أخطاءً ساهمت في الانهيار.

وقامت حملة التقشف في الأرجنتين التي تنفذها حكومة الرئيس ميلي على خفض أجور القطاع العام، وشطب الآلاف من الوظائف الحكومية، وتجميد مشروعات الأشغال العامة، وخفض الدعم، كذلك خفض قيمة عملة البيزو المتهاوية بما يزيد على 50%، الأمر الذي ساعدها على الاستقرار، لكنه سبّب ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل حاد. كذلك يعيش حوالى 40% من سكان الأرجنتين تحت خط الفقر.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون