حرب غزة والمخاطر الجيوسياسية تهيمن على مناقشات منتدى قطر الاقتصادي

14 مايو 2024
أمير قطر خلال وصوله إلى المنتدى، 14 مايو 2024 (كريم جعفر، فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انطلقت فعاليات منتدى قطر الاقتصادي بدورته الرابعة في الدوحة، بمشاركة دولية بارزة وتركيز على قضايا اقتصادية وجيوسياسية عالمية تحت شعار "عالم متغير - اجتياز المجهول"، مع التأكيد على الابتكار والتكنولوجيا.
- شهد المنتدى نقاشات حول الاستثمار في الأسواق الناشئة، تحول الطاقة، وأهمية الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي، بمشاركة أكثر من 1000 قائد أعمال وصناع قرار.
- أكدت الفعاليات على دور قطر في دعم الابتكار والتكنولوجيا، خصوصاً في مجال الذكاء الاصطناعي، واستراتيجيتها نحو التنويع الاقتصادي والتوسع في قطاعات مستقبلية مثل الطاقة الخضراء وتعزيز الاقتصاد غير النفطي.

سيطرت المخاطر الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة، والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وتأثيراتها الاقتصادية، على مناقشات جلسات منتدى قطر الاقتصادي، الذي بدأت فاعلياته اليوم الثلاثاء، في الدوحة وسط حضور دولي بارز ومشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات.

وفيما حضر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني افتتاح النسخة الرابعة من المنتدى، الذي يعقد بالتعاون مع وكالة بلومبيرغ تحت شعار "عالم متغير - اجتياز المجهول"، كان من بين المتحدثين الرئيسيين رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والرئيس البولندي أندريه دودا، ورئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم. ومن المقرر أن يتحدث الرئيس الإندونيسي المنتخب برابو سوبيانتو غدًا.

وأكد أمير قطر في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة إكس أن منتدى قطر الاقتصادي أصبح يمثل منصة عالمية لطرح الأفكار البنّاءة بشأن القضايا الاقتصادية والجيوسياسية العالمية وتقديم مقترحات مبتكرة لتجاوز التحديات المطروحة. 

أرحب بجميع ضيوف منتدى قطر الاقتصادي الرابع بالتعاون مع بلومبيرغ، متمنيا لهم التوفيق في بلورة نتائج هذا المنتدى الهام الذي أصبح يمثل منصة عالمية لطرح الأفكار البنّاءة بشأن القضايا الاقتصادية والجيوسياسية العالمية وتقديم مقترحات مبتكرة لتجاوز التحديات المطروحة. pic.twitter.com/8mWm5HFvYq

— تميم بن حمد (@TamimBinHamad) May 14, 2024

يحضر منتدى الدوحة الاقتصادي، وفقاً لوكالة "قنا" القطرية، أكثر من 1000 مشارك من قادة الأعمال من مختلف أنحاء العالم، وستتمحور مناقشات المنتدى، الذي يعقد في الفترة من 14 إلى 16 مايو/ أيار الجاري، حول جملة من المجالات الرئيسية، وهي الجغرافيا السياسية، والعولمة والتجارة، وتحول الطاقة، والابتكار التكنولوجي، وتوقعات الأعمال والاستثمار، والرياضة والترفيه.

وسيحضر أيضاً فعاليات المنتدى على مدار أيامه الثلاثة أكثر من 100 رئيس تنفيذي وصانع قرار في مجالات التمويل والاقتصاد والاستثمار والتكنولوجيا والطاقة والتعليم والرياضة والمناخ، لمتابعة ومناقشة أبرز القضايا العالمية والإقليمية التي تهيمن على محادثات مجالس الإدارة العالمية والأسواق المالية. وسيشهد منتدى قطر الاقتصادي علاوة على الفعاليات التي ستحتضنها القاعة الرئيسية، نقاشات من المقرر أن يشارك فيها أكثر من 70 متحدثاً في 12 جلسة فرعية ستعقد على مرحلتين.

ويتضمن برنامج الجلسات الفرعية مزيجاً من حلقات النقاش والمقابلات مع قادة القطاعين العام والخاص الذين سيتناولون مجموعة من الموضوعات التي تشمل "الاستثمار في الأسواق الناشئة" و"إعادة توجيه التجارة العالمية" و"الذكاء الاصطناعي العملي"، وغير ذلك.

وكشف علي بن عبدالله آل ثاني، رئيس اللجنة العليا المُنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي، أن فعاليات النسخة الرابعة من المُنتدى التي انطلقت اليوم وتستمر 3 أيام، ستشهدُ توقيع 20 مذكرةَ تفاهم، منها 18 دوليةً، مقابل 10 مذكّرات خلال النسخة السابقة.

افتتاح منتدى قطر الاقتصادي

وفيما سيطرت الانعكاسات الاقتصادية للحرب على غزة والمخاطر الجيوسياسية على المداخلات، أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التزام قطر بزيادة الاستثمارات في مجال التكنولوجيا، وبخاصة الذكاء الاصطناعي، وقال إنه ليس هناك وضوح بشأن متى ستنتهي الحرب في غزة. وأضاف أن إنهاء الحرب دون وضع خطة لمستقبل غزة، بما في ذلك حكمها، سيجعل إعادة إعمارها صعبة.

ولفت إلى أن صندوق الثروة التابع لهيئة الاستثمار القطرية والاستثمارات الدولية للبلاد يواصلان اتباع استراتيجية التنويع. وأضاف أن الولايات المتحدة تُعَدّ إحدى الأسواق الرئيسية لقطر، على الرغم من أنها تحاول التوسع في أسواق ناشئة جديدة مثل آسيا الوسطى وأفريقيا.

كما قال الرئيس البولندي أندريه دودا إن بلاده تساعد الجهود الدولية لمساعدة أوكرانيا، وخصصت أكثر من 4% من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري. 

وبدوره، قال رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم إن بلاده تحتاج إلى خفض الإنفاق المسرف، بما في ذلك خفض دعم الوقود لتقليص مستويات الدين الحكومي، وأكد أنه سيخفض دعم الوقود في "الوقت المناسب". وأضاف: "أعترف بأن الأمور يجب أن تتم، ولكن يجب أن يتم ذلك بحكمة".

وقال إنه لا يوجد "أي دليل" على حدوث عمليات لنقل النفط الإيراني الخاضع للعقوبات من سفينة إلى أخرى قبالة ماليزيا. وأضاف إبراهيم في مقابلة مع "رويترز" على هامش منتدى قطر الاقتصادي أن الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا ليست لديها القدرة على مراقبة عمليات النقل من سفينة إلى أخرى في المياه الدولية.

وتحدث وزير المالية السعودي محمد الجدعان في جلسة ضمن منتدى قطر الاقتصادي، وقال إنه في حين أن الاستثمارات الضخمة لبلاده تساعد على تنمية الاقتصاد غير النفطي، فإن المملكة بحاجة إلى توخي الحذر بشأن "السخونة الزائدة" التي يمكن أن تسبب التضخم. وأضاف: "إذا لم تسمح للاقتصاد بمواكبة مشاريعك، فسوف تستورد الكثير". وتابع الجدعان أن المملكة تكون متحفظة للغاية عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بعائدات النفط، وهو ما يضمن استدامة خططها ومشاريعها الاستثمارية.

وشدد الوزير السعودي على أن الاقتصاد العالمي يواجه تحديات جدية. وأضاف في جلسة حوارية بعنوان "إعادة صياغة اقتصادات الشرق الأوسط"، أن "رؤية 2030" تستهدف تنويع الاقتصاد السعودي، وجعله أكثر استدامة، موضحاً إننا بدأنا نقترب من مستهدفات رؤية 2030 فيما يتعلق بالبطالة والتوظيف. وقال إن المملكة تستهدف رفع دور القطاع الخاص في عملية التوظيف. وشدد على أن "عائداتنا غير النفطية فاقت توقعاتنا".

صناديق الثروة السيادية

وستكون صناديق الثروة السيادية الضخمة في المنطقة من أبرز الأحداث التي سيبرزها منتدى قطر الاقتصادي هذا العام، حيث تمثل الكيانات الكبرى في دول الخليج مجمعاً استثمارياً يبلغ حوالى ثلاثة تريليونات دولار، وفقاً لـ"بلومبيرغ".

وقد ساعد ذلك صناديق، مثل هيئة قطر للاستثمار، وصندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، وشركة مبادلة في أبوظبي وشركة ADQ، على أن تصبح منفذاً رئيسياً في جميع أنحاء العالم لمن يحتاج إلى كميات كبيرة من النقد لتمويل عمليات الاستحواذ أو الاستثمارات أو مشاريع التكنولوجيا.

وشرحت الوكالة أن وجود احتياطيات هائلة من الهيدروكربونات حوّل قطر وجيرانها إلى بعض أهمّ المستثمرين في العالم. على مدى عقود من الزمن، كانت هذه الصناديق بمثابة مجمعات مهمة لرأس المال للأسواق العالمية في الوقت الذي تتطلع فيه إلى إيداع الأموال في الخارج للاستفادة منها عندما يتخلى العالم عن حرق الوقود الأحفوري. لكن في السنوات القليلة الماضية، تطلع جيل جديد من حكام الخليج إلى استخدام الأموال الفائضة أكثر من مجرد تخزينها في الخارج.

وبحسب "بلومبيرغ"، تتمتع دول الخليج بطفرة مالية، ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز خلال العامين الماضيين. لكن بعض هذه الدول، وعلى رأسها قطر والإمارات والسعودية، تعمل على تسريع الجهود لتنويع اقتصاداتها من النفط إلى صناعات البناء، مثل الطاقة الخضراء والسيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي. وتُعَدّ صناديق الثروة السيادية لهذه الدول عنصراً أساسياً في تلك الخطط، حيث تضخ الأموال في هذه القطاعات في الداخل وأيضاً الاستثمار فيها في الخارج.

لا تزال قطر في طريقها إلى التنويع، وتخطط لمزيد من تحرير قطاع السياحة والبناء على العدد القياسي للسياح الذين يذهبون إلى البلاد منذ استضافتها كأس العالم لكرة القدم في عام 2022.

وبينما ساعدت الأحداث الرياضية في جذب الآلاف من المشجعين، قال سعد بن علي الخرجي، رئيس هيئة السياحة القطرية، لـ"بلومبيرغ"، إن قطر تهدف الآن إلى جذب العائلات والسيّاح العلاجيين والمسافرين من رجال الأعمال من خلال مجموعة من المؤتمرات والمعارض.

المساهمون