تقلبات الأسواق بسبب حرب غزة تزيد من فرص مصادر الطاقة المتجددة

تقلبات الأسواق بسبب حرب غزة تزيد من فرص مصادر الطاقة المتجددة

24 أكتوبر 2023
العالم يسرع الخطى نحو التحول لمصادر الطاقة المتجددة (Getty)
+ الخط -

قد تساعد التوترات الناجمة عن حرب غزة على تسريع وتيرة الابتعاد عن الوقود الأحفوري الذي يؤدي للاحتباس الحراري كالنفط والغاز، والاقتراب من الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والمضخات الحرارية على غرار الطريقة التي تسببت فيها حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973 بالزيادات الحادة بـأسعار النفط، ما أطلق العنان للجهود المبذولة للحفاظ على الطاقة.

وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: "نواجه مرة أخرى أزمة في الشرق الأوسط قد تصدم أسواق النفط مرة أخرى".

يأتي ذلك على رأس الضغوط التي تتعرض لها أسواق الطاقة، بسبب قطع روسيا إمدادات الغاز الطبيعي عن أوروبا بسبب غزوها لأوكرانيا.

وقال بيرول، في مقابلة مع "أسوشييتد برس" جرت قبل نشر توقعات وكالة الطاقة الدولية السنوية للطاقة العالمية، اليوم الثلاثاء: "إذا جمعنا هذين الأمرين معاً، فلن يتمكّن أحد من إقناعي بأنّ النفط والغاز خياران آمنان للطاقة بالنسبة للبلدان أو المستهلكين".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وأضاف: "هذا قد يؤدي لتسريع تحول الطاقة بجميع أنحاء العالم، حيث تقدم المصادر المتجددة كطاقة الرياح أو الطاقة الشمسية حلاً طويل الأمد لقضايا أمن الطاقة وتغير المناخ".

أثار العدوان الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة وتصاعد الحرب مع المقاومة الفلسطينية، مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقاً في المنطقة، ما أدى لارتفاع طفيف في أسعار النفط.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها اليوم، إنّ أسعار الوقود الأحفوري انخفضت عن الذروة التي بلغتها في العام 2022، لكن "الأسواق متوترة ومتقلبة".

وأضاف التقرير: "تراجعت بعض الضغوط المباشرة الناجمة عن أزمة الطاقة العالمية، لكن أسواق الطاقة والأوضاع الجيوسياسية، والاقتصاد العالمي غير مستقرة، وهناك خطر لحدوث مزيد من الاضطرابات على الدوام".

بيرول أشار إلى أنه كانت هناك "استجابة حكومية كبيرة" للمخاوف بشأن إمدادات الطاقة، والتي نشأت قبل 50 عاما إثر الحظر الذين فرضته الدول العربية على تصدير النفط خلال حرب أكتوبر عام 1973.

أدى ذلك لارتفاع أسعار النفط بنحو 300%، ونجم عنه تأسيس وكالة الطاقة الدولية في العام 1974 للمساعدة في تشكيل استجابة جماعية لهذا الاضطراب.

أعقبت ذلك الثورة الإيرانية عام 1978، والتي أضافت صدمة أخرى في أسعار النفط.

وفي ذلك الوقت، كان من بين الحلول إطلاق محطات طاقة نووية، وفرض معايير لعدد الكيلومترات التي يجب أن تقطعها السيارات.

وقال بيرول: "هذه المرة، لدينا جميع التقنيات المتاحة. لدينا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية والسيارات الكهربائية، والتي ستنتشر بشكل كبير في جميع أنحاء العالم".

وأشار بيرول إلى الانتشار السريع للسيارات الكهربائية، قائلاً: "في العام 2020، كانت سيارة واحدة فقط من بين كل 25 سيارة كهربائية، لكن في العام 2023 أصبح الرقم سيارة من كل خمس سيارات".

وذكر أن حصة الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء انخفضت من 70% قبل عشر سنوات إلى 60% اليوم، ومن المتوقع أن تصل إلى 40% بحلول عام 2030.

قالت الوكالة إن هناك حاجة لتحرك دولي منسق خلال مؤتمر الأمم المتحدة القادم للمناخ من أجل توسيع نطاق استخدام التكنولوجيات النظيفة، وإيجاد طرق جديدة لتمويل الاستثمارات الضخمة المطلوبة، خاصة في العالم النامي.

وأشار التقرير أيضاً إلى الدور المتغير للصين، والتي كانت ذات يوم مصدراً رئيسياً لزيادة الطلب على الطاقة بسبب التصنيع والنمو السريع بها.

وجاء في التقرير أن الطلب على الطاقة هناك قد يصل إلى ذروته بحلول عام 2025 وسط تباطؤ النمو والتحولات المثيرة للإعجاب إلى الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية والنووية.

تقدر وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على الوقود الأحفوري سيصل إلى ذروته قبل عام 2030 في ظل السياسات الحالية، لكنها تقول إنه سيتعين على الحكومات زيادة جهودها لتسريع وتيرة التحول إذا أراد العالم تحقيق الهدف المتمثل في إبقاء ارتفاع درجة الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية.

(أسوشييتد برس)

المساهمون