الولايات المتحدة تتجه لتأمين احتياجاتها من المعادن النادرة والاستغناء عن الصين

26 مايو 2024
جبال من المعادن النادرة في أفغانستان، 4 سبتمبر 2022 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الولايات المتحدة تسعى لتقليل اعتمادها على الصين بخصوص المعادن النادرة، الضرورية لصناعاتها الدفاعية والتكنولوجية، عبر البحث عن مصادر بديلة وتطوير سلاسل توريد محلية بالتعاون مع حلفائها.
- دعمت مشاريع تعدينية في أستراليا والبرازيل وتطوير منشأة صناعية في تكساس لمعالجة العناصر الأرضية النادرة، مما يعكس التزامها بتأمين احتياجاتها من هذه المواد.
- تحذيرات من الاعتماد الكبير على الصين للحصول على المعادن النادرة، مع تحفيز الإنتاج المحلي وتطوير برامج الذكاء الاصطناعي لتقدير أسعار والتنبؤ بإمدادات هذه المعادن.

تتجه الولايات المتحدة لتأمين احتياجاتها من المعادن النادرة التي تحتاج إليها صناعاتها الدفاعية وصناعة السيارات الكهربائية وأجهزة المحمول وغيرها والاستغناء التدريجي عن الاعتماد على الصين في هذا الشأن. وتهيمن الصين حالياً على إنتاج المعادن النادرة ومعالجتها، وفق تقرير حديث لنشرة "أويل برايس" المتخصصة في شؤون الطاقة.

ونسبت النشرة إلى مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن الولايات المتحدة على الطريق الصحيح لتحقيق هدفها المتمثل في الحصول على سلسلة توريد محلية من العناصر الأرضية النادرة لتلبية احتياجاتها الدفاعية. وتتطلع الولايات المتحدة إلى خفض اعتمادها على المواد الأرضية النادرة الصينية، وصنفت حلفاءها المقربين أستراليا وكندا والمملكة المتحدة مصدراً "محلياً" للإمدادات المعدنية المهمة. وكانت أميركا قد خسرت وجودها في دول غنية بالمعادن النادرة، وعلى رأسها أفغانستان.

وقالت لورا تايلور كيل، مساعدة وزير الدفاع الأميركي لسياسة القواعد الصناعية، في مؤتمر لصناعة التعدين عقد قبل أيام في أستراليا: "نحن نسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدفنا المتمثل في إنشاء منجم مستدام لسلسلة توريد قادرة على دعم متطلبات الدفاع الأميركية بحلول عام 2027"، حسبما نقلت رويترز.

ودعمت الولايات المتحدة بالفعل العديد من عمال المناجم الأسترالية لإقامة مشاريع لاستخراج المعادن الأرضية النادرة وإنشاء سلاسل التوريد. وفي وقت سابق من هذا العام، تلقت شركة المواد الاستراتيجية الأسترالية خطاب اهتمام غير ملزم ومشروط من بنك التصدير والاستيراد الأميركي (US EXIM)، لتوفير حزمة تمويل تصل إلى 600 مليون دولار للبناء والتشييد، وذلك ضمن مرحلة تنفيذ مشروع Dubbo للأتربة النادرة والمعادن المهمة في نيو ساوث ويلز بأستراليا. ويدعم بنك التصدير والاستيراد الأميركي، كذلك  شركة "ميتوأورك ريسورسس" التي تنفذ مشروع كالديرا للمعادن النادرة في البرازيل.

وتعتمد الولايات المتحدة على المعادن النادرة المنتجة في الصين بنحو 80%. كذلك فإن مشكلة الاتحاد الأوروبي أكبر، حيث يستورد 98% من حاجاته من الصين، وفق تقرير للمفوضية الأوروبية في سبتمبر/ أيلول 2020.

وبشكل منفصل، تدعم وزارة الدفاع الأميركية تمويل بناء منشأة صناعية لمعالجة العناصر الأرضية النادرة في ولاية تكساس التابعة لشركة ليناس للمعادن النادرة الأسترالية وفق نشرة "أويل برايس". وفي شهر مارس/ آذار الماضي، قالت وزارة الدفاع إنها "عززت في الأشهر الأخيرة هدفها المتمثل في تطوير سلاسل التوريد المحلية لضمان استمرار الوصول إلى المواد الأرضية النادرة اللازمة لتصنيع المغناطيس الدائم المستخدم في أنظمة الأسلحة العسكرية الأميركية المهمة".

وتُعَدّ المغناطيسات الأرضية النادرة مكونات أساسية في مجموعة من القدرات الدفاعية، بما في ذلك طائرات F-35 Lightning II، والغواصات من طراز فيرجينيا وكولومبيا، والمركبات الجوية دون طيار. كذلك فإنها تشكل جزءًا مهمًا من التطبيقات التجارية في الولايات المتحدة.

المعادن النادرة... تحذير من اعتماد الولايات المتحدة على الصين

وكانت الوكالات الأميركية التي تراقب احتياجات الأمن القومي الأميركي قد حذرت من اعتماد الولايات المتحدة على الصين في استيراد المعادن النادرة ومعالجتها. وبدأت وزارة الدفاع الأميركية بتطوير برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بها لتقدير أسعار المعادن النادرة والتنبؤ بالإمدادات في الوقت الذي تسعى فيه لتحفيز الإنتاج الأميركي الذي يُعَدّ ضروريًا للأمن القومي وأمن الطاقة على المدى الطويل.

ويُعَدّ معدن السيزيوم الأندر والأكثر إيجابية في التوصيل الكهربائي من بين خمسة معادن قلوية موجودة بشكل طبيعي، ولكن لا يُستخرَج في الولايات المتحدة، التي تعتمد بنحو كامل على الواردات، وهو المعدن الذي بات يشكل محور الصراع بين الصين والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد طرد الشركات الصينية من مناجم تعدين في كندا في عام 2022.

المساهمون