النيجر تطلب من الجزائر تأمين طرق التجارة بين البلدين

22 مايو 2024
السمكة قرية على الحدود بين الجزائر والنيجر في 29 مارس 2023 (ستانيسلاس بويت/ فرانس برس)
+ الخط -

طلبت الحكومة النيجرية مساعدة من الجزائر، لتأمين طرق التجارة بين البلدين، بفعل تزايد نشاط المجموعات المسلحة شمال النيجر، قرب الحدود معها، من دون الكشف عن طبيعة المساعدة المطلوبة، وما إذا كان الأمر يتعلق بإسناد عسكري للقوافل التجارية، علماً أن للجزائر حدوداً مع النيجر ومالي جنوباً، ومع تونس وليبيا شرقاً، وموريتانيا والصحراء الغربية في الجنوب الغربي، والمغرب غرباً.

الطلب جاء على لسان وزير الخارجية والتعاون الدولي في حكومة النيجر بكاري ياوو سنغاري أثناء لقائه القائم بأعمال سفارة الجزائر شريف حسين، مساء الثلاثاء، حيث أفاد بيان صادر عن وزارته أن اللقاء "بحث تعزيز التعاون، لا سيما ما يخص مسألة تأمين الطرق لتسهيل التجارة بين البلدين، فضلاً عن المسائل ذات الاهتمام المشترك".

وتبحث النيجر زيادة التبادل التجاري مع الجزائر بعد قرار بنين إغلاق حدودها البرية معها، إضافة إلى مشكلات الحدود البرية بين النيجر ونيجيريا، وتداعيات عقوبات مجموعة "إيكواس" ضدها منذ الانقلاب على الرئيس محمد بازوم في أغسطس/آب 2023.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أمر الرئيس عبد المجيد تبون الحكومة بتعزيز التجارة بنظام "المقايضة" التجارية مع النيجر (سلع مقابل سلع بدون معاملات مالية)، وتوسيع لائحة السلع التي يمكن أن تستفيد من نظام المقايضة بالسلع والبضائع، لتعزيز عمليات التبادل التجاري مع النيجر وكذلك مع مالي وموريتانيا، ويتيح لتجار ست ولايات حدودية مع الدول الثلاث، تبادل سلع بسلع مع تجار وموردين من الدول الأفريقية الثلاث، دون معاملات نقدية، تماشياً مع ظروف تلك المناطق الحدودية، بهدف تسهيل تموين سكان النيجر ودول الجوار.

ويعطي هذا التطور، المرتبط بطلب الحكومة النيجرية من الجزائر المساعدة في تأمين مسالك وطرق التجارة، مزيداً من المؤشرات الجادة على عودة كاملة لدفء العلاقات وتجدد الثقة، بعد أزمة دبلوماسية فاترة شهدتها العلاقات الجزائرية النيجرية نهاية العام الماضي، بسبب مسألة الوساطة الجزائرية في الأزمة السياسية في النيجر.

ويعزز سياق تحسّن العلاقات بين البلدين، تنظيم وزير الخارجية بكاري ياوو سنغاري حفلاً نهاية إبريل/نيسان الماضي، حضره عدد من السفراء والمسؤولين في الخارجية النيجرية، جرى خلاله تقليد السفير الجزائري لدى النيجر مهدي بخدة وسام الاستحقاق الوطني، منحه إياه رئيس المجلس الوطني الانتقالي الجنرال عبد الرحمن تشياني، بمناسبة انتهاء فترة عمله سفيراً لبلاده، تقديراً لجهوده الحثيثة التي بذلها خلال فترة عمله، لتعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات كافة.

ويُنتظر في غضون أيام وصول السفير الجزائري الجديد لدى النيجر أحمد سعدي الذي عُيّن في إبريل الفائت، سفيراً جديداً في العاصمة نيامي، علماً أنه عمل في السابق معاوناً للسفير في هذه العاصمة، في سياق تحسن لافت للعلاقات بين الطرفين.

المساهمون