المنتجعات المصرية تترقب عودة السياح الروس

المنتجعات المصرية تترقب عودة السياح الروس

02 مايو 2021
شرم الشيخ تنتظر انتعاشة سياحية الفترة المقبلة (كريس مكجارث/Getty)
+ الخط -

بعد اتفاق روسيا ومصر أخيرا على استئناف حركة الطيران بين البلدين على نحو كامل، يترقب منتجعا الغردقة وشرم الشيخ الواقعين على ساحل البحر الأحمر عودة أعداد كبيرة من السياح الروس، بعد انقطاع دام نحو خمس سنوات ونصف السنة على أثر واقعة تحطم طائرة "إيرباص-321" في سيناء، التي وقعت في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وراح ضحيتها 224 شخصا.
ومع ذلك، ثمة شكوك في أن تعود السياحة الروسية إلى المنتجعات المصرية إلى سابق عهدها فوراً في ظل مجموعة من العوامل، بما فيها قرب بدء الموسم الصيفي في مصر وما يتميز به من درجات الحرارة المرتفعة، واستمرار معاناة قطاع السياحة العالمية من تداعيات جائحة كورونا.
ومن اللافت أن الإعلان عن استئناف حركة الطيران إلى مصر تزامن مع وقف حركة السياحة الروسية إلى تركيا، بعد انكشاف الانحياز التركي لأوكرانيا التي تعيش حالة المواجهة العسكرية مع موسكو في منطقة دونباس شرقي البلاد.
وفي هذا الإطار، يقول الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية إيفان بوتشاروف، لـ"العربي الجديد"، إن "السبب الرسمي لاستئناف حركة الطيران إلى مصر في الوقت الحالي تحديدا، هو توفير إجراءات أمان مرتفعة بالمطارات المصرية.

لكن لا أستبعد أن هذا السبب ليس الوحيد، وأعتقد أن تزامن القرار مع تعليق الرحلات إلى تركيا ليس صدفة. في ظروف إغلاق الوجهتين السياحيتين الخارجيتين الرئيسيتين، لما بقيت لدى الروس فرصة الاستجمام بسعر عقلاني في بلد ذي مناخ دافئ ومستوى خدمة مرتفع، والآن أصبحت مثل هذه الفرصة متوفرة في مصر".

لا يستبعد مححلون روس أن يكون استئناف الرحلات الروسية لمصر له صلة بالوضع السياسي الداخلي في روسيا

ولا يستبعد أن يكون استئناف الرحلات له صلة بالوضع السياسي الداخلي في روسيا، مضيفا: "ربما من هذه الجهة، يندرج إطلاق رحلات الطيران العارض (تشارتر) إلى الغردقة وشرم الشيخ ضمن نفس التوجه مع إعلان أيام عطلة إضافية في مايو/أيار الجاري، وصرف دفعات نقدية (لبعض الفئات من المواطنين) في إطار رسالة الرئيس إلى الجمعية الفيدرالية الروسية. وبذلك يتم اتخاذ إجراءات من شأنها الحد من مستوى التوتر الاجتماعي".
وحول توقعاته لعدد السياح الروس الذين سيقدمون إلى المنتجعات المصرية، يتابع: "يصعب التوقع بالأرقام على وجه الدقة، خاصة أنه لم يتم الإعلان عن عدد الرحلات بعد. لكن من المؤكد أن حركة السياحة الروسية إلى مصر ستزداد، حيث لن يضطر الروس للسفر إلى القاهرة أولا ثم برا إلى المنتجعات.
وفي الوقت نفسه، لا يزال السؤال مطروحا حول ما إذا كان عدد السياح الروس سيعود إلى مستوى ما قبل عام 2015، في ظل استمرار مخاطر الإرهاب وجائحة كورونا التي لا تزال تردع حركة السفر". علما أن نحو 3 ملايين سائح روسي كانوا يزورون مصر سنويا قبل واقعة تحطم الطائرة الروسية.
وفي تلك الأثناء، تعيش المنتجعات المصرية حالة من التعافي النسبي بعد رفع العديد من الدول القيود على حركة سفر رعاياها، كما بدأ الروس أيضا بالتدفق إليها مع الوصول عبر مطار القاهرة.

ورصد "العربي الجديد" خلال جولة في شرم الشيخ وجودا ملحوظا للسياح الأجانب، أغلبهم من مختلف الجمهوريات السوفييتية السابقة، وفي مقدمتها أوكرانيا وبيلاروسيا، بالإضافة إلى أعداد بسيطة من أوزبكستان وأرمينيا.
ويقول موظف استقبال بأحد الفنادق من فئة 5 نجوم بمنطقة خليج نعمة، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "حتى من دون الروس، تبلغ نسبة الإشغال حاليا نحو 45 في المائة، ما يعني أن فندقنا يعمل بكامل طاقته تقريبا، حيث إن السلطات المحلية المختصة تفرض الحد الأقصى لإشغال الفنادق بنسبة لا تزيد عن 50 في المائة لمنع تمدد كورونا، وستكون نسبة الإشغال لدينا أعلى من ذلك في حال تخفيف القيود".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ومع ذلك، اعتبر موظف في الفندق ذاته أن استئناف حركة السياحة الروسية لا يعني طفرة في إجمالي عدد السياح الوافدين تلقائيا، حيث ستقدم الفنادق على رفع أسعار الإقامة، ما سيجعلها خارج متناول الأوكرانيين في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في بلدهم، فسيحل الروس محلهم.

السياح الروس بدأوا بالتدفق إلى البحر الأحمر عبر مطار القاهرة، ما دفع بشركتي "مصر للطيران" و"أيروفلوت" إلى زيادة عدد الرحلات أسبوعيا

وعلى الرغم من عدم تشغيل الرحلات المباشرة من المدن الروسية إلى المنتجعات المصرية بعد، إلا أن السياح الروس قد بدأوا بالتدفق إلى البحر الأحمر عبر مطار القاهرة، ما دفع بشركتي "مصر للطيران" و"أيروفلوت" إلى زيادة عدد الرحلات أسبوعيا واعتماد أطرزة طائرات ذات سعة أكبر.
وأوضح شاب مصري مقيم في موسكو سافر إلى القاهرة لقضاء شهر رمضان مع عائلته، لـ"العربي الجديد"، أنه عند استقلاله طائرة تابعة لـ"مصر للطيران" فوجئ بأنها كانت من طراز "إيرباص-330" عريضة البدن التي تتسع لنحو 300 راكب، وذلك بعد اعتماد الشركتين على طائرات "إيرباص-320" و"بوينغ-737" ضيقة البدن لسنوات طويلة.
ولفت الشاب إلى أن الأغلبية الساحقة من الركاب كانوا من الرعايا الروس المتجهين إلى المنتجعات، وتوجهوا فور وصولهم إلى القاهرة إلى الحافلات التابعة لمختلف الشركات السياحية.

وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي قد اتفقا، في اتصال هاتفي في 23 إبريل/نيسان الماضي، على استئناف حركة الطيران بين البلدين على نحو كامل، بما في ذلك إلى منتجعي الغردقة وشرم الشيخ.

المساهمون