المركزي الأوروبي يبقي الفائدة عند مستوى قياسي ويحذر من عودة التضخم

المركزي الأوروبي يبقي سعر الفائدة عند مستوى قياسي مرتفع ... ورئيسته تحذر من عودة التضخم

25 يناير 2024
كريستين لاغارد ترد على أسئلة الصحافيين بعد الإعلان عن تثبيت الفائدة (Getty)
+ الخط -

أبقى البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي عند مستوى قياسي مرتفع يبلغ 4% اليوم الخميس وأشار إلى أن التضخم الأساسي استمر في الانخفاض، وذلك بفضل ارتفاع تكاليف الاقتراض، بينما حذرت رئيسة البنك من عودته للارتفاع من جديد.

وقال المركزي الأوروبي: "استمر الاتجاه الهبوطي في التضخم الأساسي، واستمر انتقال الزيادات السابقة في أسعار الفائدة بقوة إلى ظروف التمويل".

وبقرار اليوم الخميس، ترك البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على الودائع المصرفية، وهو المعيار القياسي لتكاليف الاقتراض في منطقة اليورو، عند 4% الذي يعد أعلى مستوى له منذ إنشاء البنك، وأكد أنه سيبقى عند هذا المستوى لبعض الوقت.

لكن رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد حذرت اليوم الخميس أيضاً من أن التوتر في الشرق الأوسط، واضطراب الملاحة في البحر الأحمر، يمكن أن يؤديا إلى رفع معدلات التضخم من جديد.

وقالت للصحافيين في فرانكفورت، في أعقاب الإعلان عن قرار البنك بتثبيت الفائدة، إن "المخاطر التي قد تؤدي إلى زيادة التضخم تشمل ارتفاع منسوب التوترات الجيوسياسية، خصوصا في الشرق الأوسط، والتي قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف الشحن في الأمد القريب، وتعرقل التجارة العالمية".

وأكدت لاغارد خلال المؤتمر الصحافي ذاته وجود "إجماع" في اجتماع الخميس على أنه "ما زال من المبكر مناقشة خفض المعدلات".

ويشن الحوثيون في اليمن منذ شهرين هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة من جيش الاحتلال، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ولمحاولة ردعهم، شنّت القوّات الأميركيّة وبعض حلفائها عدة ضربات مشتركة على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. لكن الجيش الأميركي ينفّذ وحده بين الحين والآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.

وتعيق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي يمر عبره 12% من التجارة العالمية. وتسبّبت الاضطرابات في الممر المائي الهام في مضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب أفريقيا، الأمر الذي يطيل أمد الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريبًا.

ويهدد استمرار القصف المتبادل بين الحوثيين والتحالف الدولي في البحر الأحمر بحدوث تداعيات اقتصادية على سلاسل التوريد العالمية، ما قد يتسبب في عودة أسعار السلع المختلفة للارتفاع بمعدلات كبيرة.

واضطرت أكثر من 500 سفينة حاويات، كان يفترض أن تمر من وإلى قناة السويس عبر البحر الأحمر، وتحمل كل شيء، من الملابس والألعاب إلى قطع غيار السيارات، لإضافة أسبوع أو أسبوعين إلى زمن رحلاتها للدوران حول الطرف الجنوبي لقارة أفريقيا، وفقا لما نقلته وكالة بلومبيرغ أمس الأربعاء عن موقع فليكسبورت. ويمثل هذا نحو ربع إجمالي سعة شحن الحاويات في العالم، وفقًا لمنصة الخدمات اللوجستية الرقمية.

وارتفعت تكلفة شحن حاويات الشحن من الصين إلى البحر الأبيض المتوسط بأكثر من أربعة أضعاف منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، وفقاً لشركة فريتوس، وهي شركة لحجز الشاحنات.

وعلى الرغم من عدم وجود ما يشير إلى أن ارتفاع التكاليف أدى إلى زيادة التضخم حتى الآن، فإن محافظي البنوك المركزية بدأوا بالفعل في إطلاق تحذيراتهم من المخاطر.

وقبل يومين، أشارت لاغارد إلى "عودة اختناقات العرض" باعتبارها واحدة من عوامل الخطر الأربعة الرئيسية التي تراقبها. ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه قناة بنما من انخفاض مستويات المياه، الأمر الذي يبطئ تدفقات سفن الشحن بها.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون