الكهرباء الأردنية تدخل إلى العراق والرطبة أولى المناطق المستفيدة

الكهرباء الأردنية تدخل إلى العراق والرطبة أولى المناطق المستفيدة

21 اغسطس 2023
الجيش العراقي يحرس خطوط الكهرباء من عمليات التخريب (Getty)
+ الخط -

كشفت وزارة الكهرباء العراقية عن إكمال الربط الكهربائي مع الأردن ودخولها الخدمة الجزئية نهاية الشهر الجاري، بطاقة تجهيزية تبلغ 40 ميغاواط كمرحلة أولى.

وتسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية في مختلف المحافظات العراقية، في تقليل ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية نتيجة لتوقف عدد من محطات التجهيز وخروجها عن الخدمة، فضلاً عن عمليات التخريب التي استهدفت أبراج نقل الطاقة. وذلك وفقاً لما أعلن عنه مسؤول عراقي لـ"العربي الجديد".

وتستعد مدينة الرطبة غربي محافظة الأنبار الحدودية مع الأردن لإكمال مشروع الربط الكهربائي بالشبكة الوطنية من جديد بعد تسع سنوات من اعتماد سكانها على المولدات الأهلية، وستجهز المدينة بأربعين ميغاواط بعد تشغيل المرحلة الأولى لمشروع الربط الكهربائي مع الأردن نهاية الشهر الحالي، فيما تتزايد المخاوف من عمليات التخريب التي تستهدف أبراج نقل الطاقة.

في الصدد، أعلن وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة، أن المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي مع العراق ستبدأ خلال الشهر الجاري، لافتاً إلى أن المباحثات بين البلدين تسعى للوصول إلى الربط التكاملي بينهما.

وأوضح الخرابشة، في حديث صحافي، أن مشروع الربط الكهربائي مع العراق يجري تنفيذه على مرحلتين، في مرحلة الربط الأولى تم الاتفاق مع الجانب العراقي على البدء بخط الربط بين منطقتي "الريشة - الرطبة"، ويعتمد على جهد متوسط، ومن المتوقع أن يكون جاهزًا قبل نهاية أغسطس/ آب الجاري.
وأكد الوزير الأردني على أهمية الاتفاق بين الأردن والعراق، لأنه سيزيد كميات النفط الخام العراقي الواردة إلى الأردن إلى 15 ألف برميل، بدلاً من 10 آلاف برميل يومياً.

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى، أن وزارته تعمل على رفع إنتاج الطاقة الكهربائية وزيادة ساعات التجهيز من خلال المشاريع الاستراتيجية التي تعمل عليها. وقال "هناك تحسن نسبي في ساعات التجهيز على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة". وكشف موسى، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، عن اكتمال المرحلة الأولى للربط الكهربائي مع المملكة الأردنية وجهوزية الشبكة لدفع جزء من الطاقة لمدينة الرطبة (غرباً) لزيادة ساعات تجهيز الكهرباء.

وأوضح موسى أن المرحلة الأولى للمشروع ستشهد إنتاج 150 ميغاواط، ستكون حصة الرطبة منها 40 ميغاواط لقربها من الحدود العراقية الأردنية وتعتبر في مقدمة مناطق التجهيز داخل الحدود العراقية. وأشار إلى أن عملية الربط بين محطة الريشة الأردنية ومحطتي القائم والرطبة غربي العراق روعي فيها المواصفات المعتمدة من قبل الجانبين الأردني والعراقي وفق السقف الزمني المحدد، وبمحددات فنية ذات جدوى اقتصادية فاعلة على الشبكة الكهربائية.

عن عمليات التخريب واستهداف أبراج نقل الطاقة في المناطق الصحراوية داخل الحدود العراقية، أكد موسى، تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين وزارات الكهرباء والداخلية والدفاع لتأمين مسارات خطوط نقل الطاقة الكهربائية من خلال تسيير طائرات من دون طيار ونصب كاميرات حرارية، فضلاً عن نشر أفواج طوارئ لحماية الشبكة من عمليات التخريب.

استعدادات الرطبة

قال قائمقام قضاء الرطبة، عماد الريشاوي، إن مدينة الرطبة جاهزة لاستقبال الربط الكهربائي بعد سنوات من الانقطاع، بسبب العمليات التخريبية التي تعرضت لها خطوط التجهيز وخروج الشبكة عن الخدمة بشكل كامل، مما دفع السكان للاعتماد على المولدات الأهلية.

وبيّن الريشاوي، لـ"العربي الجديد"، أن محطة كهرباء المدينة اكتملت من أجل استقبال الطاقة الكهربائية من شبكة خطوط نقل الطاقة القادمة من الأردن، بعد أن اكتملت عمليات تسليك الخط الناقل من منفذ طريبيل الحدودي إلى محطة توزيع الكهرباء 132 في قضاء الرطبة.

وأشار إلى أن الأعمال الفنية لهذا الخط جاهزة بشكل كامل، وأن أكثر من 40 ألف نسمة من سكان مدينة الرطبة والقرى المحيطة بها فرحون بهذا الربط، وسيتم العمل على إيصال الطاقة الكهربائية إلى القرى البعيدة وناحية عكاشات (غرباً) خلال المرحلة الثانية من عمليات التجهيز.

من جانبه قال المواطن، أسعد إبراهيم، إن سكان المدينة يعانون كثيراً من عدم تجهيز الطاقة الكهربائية طوال السنوات الماضية، وإن الأربع سنوات الأخيرة شهدت انقطاعاً تاماً للطاقة الكهربائية دفعهم للاعتماد على المولدات الأهلية، بتكاليف مالية عالية.

وأضاف إبراهيم أن المولدات الأهلية كثيراً ما تتوقف عن العمل بسبب قلة الوقود وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى عدم اهتمام الحكومة بتوفير الوقود بالسعر الحكومي الرسمي.

وبيّن أن منطقة الرطبة تعتبر من المناطق النائية، والمسافة بينها وبين المدن الأخرى طويلة جداً، وتحيط بها المناطق الصحراوية الشاسعة من جميع الاتجاهات، مما يصعب توفير الخدمات اللازمة وإيصال المياه الصالحة للسكان الذين يعتمدون على مياه الآبار.

طاقة غير كافية

يرى خبراء أن الكميات المستوردة من الطاقة الكهربائية عبر الربط المباشر مع المملكة الأردنية والخليج العربي غير كافية لسد النقص الكبير الحاصل في الطاقة الكهربائية في جميع المحافظات العراقية.

في الصدد، قال الخبير في مجال الطاقة، كوفند شيرواني، إن الربط الكهربائي مع الأردن له جدوى اقتصادية جيدة قياساً بما تواجه  البلاد من نقص كبير في الطاقة، خاصة في محافظة الأنبار. وبين شيرواني، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن القدرة الكلية للربط الكهربائي مع المملكة الأردنية لا تسد سوى 10 بالمائة من حاجة المحافظة، في حين أن العراق يحتاج إلى أكثر من 35 ألف ميغاواط.

وأكد أن الحل الأمثل لمشكلة الكهرباء في العراق يتمثل في إنشاء محطات طاقة كهربائية عالية المستوى وذات قدرة إنتاجية كبيرة، لأن العراق يمتلك الموارد اللازمة لتشغيل هذه المحطات، إذا ما استثمر بشكل حقيقي إنتاج الغاز محلياً من الانبعاثات النفطية والاستغناء عن هدر الأموال لاستيراد الغاز والمشتقات النفطية من دول الجوار.

المساهمون