الفقر يفترس الأوكرانيين وتدافع نحو الوجبات المجانية

الفقر يفترس الأوكرانيين وتدافع نحو الوجبات المجانية

10 يوليو 2023
الكنائس تقدم الوجبات لكبار السن والمحتاجين (Getty)
+ الخط -

تنتشر صفوف المواطنين الطويلة خارج الكنائس ومحطات المعونات التي توزع الخبز والملابس المستعملة في أوكرانيا، كما تقدم العديد من المطاعم في العاصمة كييف وجبات مجانية للمسنين، الذين تقلصت معاشاتهم التقاعدية الضئيلة بسبب ارتفاع التضخم، ولم تعد كافية لإعالتهم.

ودفع الغزو الروسي عدد الأوكرانيين الذين يعيشون في مستوى الفقر إلى ما يقرب من ربع السكان، وفقاً لبيانات للبنك الدولي. وتعيش أوكرانيا في الوقت الراهن أقسى الفترات المعيشية التي مرت بها البلاد منذ الاستقلال في عام 1991.
وحسب تقرير في صحيفة وول ستريت جورنال، سعت موسكو عبر الحملات العسكرية العنيفة إلى كسر عزيمة البلاد وإثارة نزوح جماعي ضمن استراتيجية ضمها لاحقاً.

ويعتمد خُمس البلاد الآن على المساعدات الإنسانية، وقالت الأمم المتحدة إنّ 44% من الأسر الأوكرانية لا تملك ما يكفي من المال لتلبية الاحتياجات الأساسية، كما أنّ 2.4 مليون مواطن فقدوا وظائفهم. ويعاني المزارعون من أزمة القذائف التي خربت أراضيه.

واضطرت الحرب العديد من سكان البلاد إلى الهجرة أو ترك مساكنهم والسكن في مناطق أخرى من أوكرانيا.

وساعد حلفاء أوكرانيا الغربيون البلاد بمليارات الدولارات لدعم الاقتصاد الذي انكمش بنسبة 30% العام الماضي.
وحسب تقرير "وول ستريت جورنال"، حوّل المتطوعون كنيسة بروتستانتية في بلدة إيربين بالقرب من كييف إلى مركز يقدم المساعدة للمحتاجين، بما في ذلك مساعدات لنحو 25 ألف شخص نزحوا من أجزاء أخرى من البلاد.

وحسب تقرير "وول ستريت جورنال" فإنه على أرض الكنيسة، يقدم المطبخ الميداني 100 وجبة غداء مجانية يوميًا، وتوجد فيها عيادة أسنان متنقلة مجانية تقدم خدماتها للمتقاعدين الذين لم يعد بإمكانهم تحمل تكاليف العلاج الأساسي، مثل الحشوات التي تكلف أقلها ما يعادل 27 دولاراً.
ويقول شماس الكنيسة رومان إيلنيتسكي إنه من الصعب تحديد ما إذا كان الشخص فقيراً أم لا، ويضيف: "الجميع متساوون الآن... كان في السابق يمكن لأي شخص أن يمتلك سيارتين ومنزلاً، لكنه فقد الآن كل شيء".
لكن على الرغم من خسارة الممتلكات والدخل، يقول العديد من الأوكرانيين إنهم اكتسبوا إحساساً بالوحدة والانتماء مع تحرك المجتمع للرد على الحرب. كما تحولت الأولويات من رفاهية الفرد إلى بقاء أفراد الأسرة والدولة على قيد الحياة.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مجموعة علم الاجتماع التصنيفي، ونشر في فبراير/ شباط الماضي، أن الثقة في المستقبل قد زادت بين المستجيبين، فحتى عندما قال الثلثان إنهم أصبحوا أكثر فقراً، قال 80% من المستطلعين إن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح.
وعرف الأوكرانيون الصعوبات من قبل، من الاضطرابات الاقتصادية التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991 إلى المجاعات والقمع السوفييتي والحرب العالمية الثانية.

في هذا الصدد، قالت رئيسة معهد بتوخا الأوكراني للدراسات الديمغرافية والاجتماعية إيلا ليبانوفا: "يقول البعض إن الأوقات الجيدة تخلق أشخاصاً ضعفاء، والأوقات السيئة تخلق أشخاصاً أقوياء".

المساهمون