- المستثمرون يرون في الذهب "ملاذًا آمنًا"، مع توقعات بارتفاع أسعاره عند انخفاض أسعار الفائدة، مما أدى لزيادة سعره بنسبة 14% منذ مارس.
- الغموض يحيط بأسباب الارتفاع السريع لأسعار الذهب، مع تباين الآراء حول العوامل المحركة للسعر، في ظل جهود لزيادة الشفافية والوصول إلى بيانات السوق.
يواصل الذهب البريق في أسواق المال العالمية مستفيداً من الاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة والغموض الذي يحيط النمو الاقتصادي العالمي والشعور القوي وسط المستثمرين بأن البنوك الكبرى بقيادة بنك الاحتياط الفدرالي ستخفض سعر الفائدة المصرفية على العملات الرئيسية خلال الشهور المقبلة. وارتفع سعر الذهب في السوق الآجل لعقود يونيو/ حزيران في تعاملات منتصف النهار بنسبة 0.57% أو 13.40 دولاراً للأوقية إلى 2358 دولاراً. وذلك وفقاً لبيانات بلومبيرغ. كما ارتفعت أسعار الذهب في السوق الفوري بنحو 8.4 دولارات للأوقية " الأونصة" إلى 2338.15 دولاراً.
وحسب تحليل "غولد مايننغ" في تقرير اليوم الاثنين، ينظر المستثمرون إلى المعدن الثمين على أنه "ملاذ آمن"، وأن أسعار السبائك يجب أن ترتفع عندما تنخفض أسعار الفائدة، وهو ما يتوقع العديد من المستثمرين حدوثه في وقت لاحق من هذا العام.
وبعد تداول المعدن النفيس في نطاق ثابت إلى حد ما لعدة أشهر، بدأت السبائك في الارتفاع في أوائل شهر مارس/آذار الماضي. وحسب موقع "مايننغ.كوم" المتخصص في المعادن، ارتفع الذهب بنسبة 14% منذ ذلك الحين، وترك سلسلة من الارتفاعات اليومية في أعقاب ذلك. ولكن التحليل يقول، إن التوترات الجيوسياسية كانت مرتفعة منذ أشهر، وإذا كان هناك أي شيء يمكن الركون إليه، فإن التوقعات بشأن توقيت تخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياط الفيدرالي أصبحت أكثر ضبابية في الأسابيع الأخيرة. ويذكر أن الذهب من المعادن التي تتأثر بشكل مباشر بسعر صرف الدولار. ولكن هنالك شبه إجماع على أن هنالك غموضا يلف سوق الذهب وحركته السريعة خلال الشهر الماضي.
وحتى الآن يقدم المسؤولون التنفيذيون وخبراء الأسواق إجابات مختلفة للغاية حول من أو ما الذي دفع الذهب إلى ارتفاعات سعرية غير مسبوقة: هل هو بنك مركزي يشعر بالقلق إزاء الدور الذي يلعبه الدولار كسلاح اقتصادي؟ أم هل هو رهان صناديق الاستثمار على توجه بنك الاحتياط الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة أم ماذا؟
ويقول تحليل "غولد مايننغ"، لقد دفع الغموض المطلعين على تجارة الذهب التي باتت تجارة عالمية ضخمة تمتد عبر العقود الآجلة والصناديق المتداولة في البورصة من نيويورك إلى شنغهاي وتضم شبكة عالمية من التجار الذين يبيعون العملات والمجوهرات للجميع، في كل مكان، إلى البحث عن المحرك الرئيس للسعر. ولكن حتى الآن يبدو أن "عالم الذهب.. عالم غامض ومعقد"، وكان من الصعب تاريخياً فتح صندوق أسراره. ومع ذلك، فإن السوق والجهات التنظيمية كانت في حملة استمرت لسنوات لتعزيز الشفافية، وزيادة الوصول إلى البيانات التي تساعد على تسليط المزيد من الضوء على تحركات المعدن الثمين الذي يعد واحداً من أقدم مخازن الثروة في العالم.