الديمقراطيون يدعون بايدن إلى الاهتمام بالاقتصاد قبل انتخابات الرئاسة

27 مايو 2024
الرئيس الأميركي جو بايدن - نيويورك 25 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الرئيس الأمريكي جو بايدن يواجه ضغوطًا من الديمقراطيين للتركيز أكثر على القضايا الاقتصادية مثل التضخم والأسعار، وسط تزايد التشاؤم بين الناخبين ومقارنات مع فترة حكم ترامب قبل الجائحة.
- بايدن يسلط الضوء على الإنجازات الاقتصادية خلال فترة رئاسته، مثل انخفاض التضخم وزيادة الوظائف، لكن يواجه نقدًا لعدم التواصل الفعال مع الناخبين المتأثرين بالأسعار المرتفعة.
- استطلاعات الرأي تظهر تفضيل الناخبين لترامب في القضايا الاقتصادية، مما يمثل تحديًا لبايدن والديمقراطيين في إقناع الناخبين بفعالية سياساتهم الاقتصادية قبل الانتخابات الرئاسية القادمة.

واجه الرئيس جو بايدن دعوات من الديمقراطيين القلقين على مصير الحزب في انتخابات الرئاسة القادمة لإيلاء مزيد من الاهتمام بقضايا الاقتصاد، بما فيها التضخم والأسعار، ودعا بعضهم إياه إلى الحد من خطابه الإيجابي الذي اعتمد عليه خلال الفترة الماضية.

وقبل أقل من ستة أشهر من انتخابات الرئاسة الأميركية، تزايدت نبرة تشاؤم الناخبين بشأن الاقتصاد الأميركي وطريقة تعامل بايدن معه، فقد أظهرت الاستطلاعات أن الكثير من الناخبين يرون أن حال الاقتصاد الأميركي في عهد الرئيس السابق والمرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، خاصة في فترة ما قبل الجائحة، كان أفضل كثيراً مما هو عليه الآن.

وتتصاعد مخاوف الديمقراطيين مع بدء موسم العطلة الصيفية، التي يستعد بايدن للقيام برحلتين خارجيتين خلالها، وتحديداً في شهر يونيو/حزيران، مع تخصيص وقت أقل للقضايا الداخلية.

وأثناء حديثه عن الاقتصاد، اعتمد بايدن في أكثر من مناسبة على الإشارة إلى البيانات الإيجابية، التي أرجع الفضل في أغلبها بالتأكيد إلى "سياساته الحكيمة". وفي حفل جمع التبرعات الأخير في بوسطن، روّج بايدن لأرقام الوظائف والاستثمارات في قطاعي التصنيع والتكنولوجيا، قبل أن يقول: "يتعين علينا أن نفعل المزيد، لكن التضخم انخفض من 9% إلى 3%". وخلال مقابلة أجرتها معه شبكة "سي أن أن" الإخبارية مؤخراً، سُئل عن تراجع ثقة المستهلك، فأجاب: "لقد غيرنا ذلك بالفعل".

ويعد التركيز على ما جرى من إنجازات ومحاولة تجنب الحديث عمّا يؤرق الناخبين مشكلة متأصلة في حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية، وربما في العالم كله. ونقلت "وول ستريت جورنال" في تقرير حديث عن ديفيد أكسلرود، كبير الاستراتيجيين في الحملات الرئاسية للرئيس السابق باراك أوباما، قوله إن "رغبة بايدن في الحصول على الفضل تمثل عقبة كبيرة أمام التواصل مع الناخبين بشأن هذه القضية. لقد تعلمنا هذا في عامي 2011 و2012. يمكنك الاستشهاد بالبيانات حتى تعود الأبقار إلى المنزل، ولكن ما يهم هو كيف ينظر الناس إلى الاقتصاد".

وأظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة كوك بوليتيكال ريبورت، بالتعاون مع مراكز أبحاث من الحزبين، أن ترامب يتقدم على بايدن في ست من سبع ولايات متأرجحة، مع تعادل الاثنين في ويسكونسن. وأظهر الاستطلاع أن 40% من الناخبين في تلك الولايات يعتقدون أن بايدن قادر على السيطرة على الأسعار، مقارنة بـ56% اعتقدوا أن ترامب قادر على القيام بذلك.

وداخل البيت الأبيض، يضغط بعض المساعدين من أجل رسالة تجعل التعاطف تجاه المحنة الاقتصادية لبعض الأميركيين أكثر أهمية، وفقاً لما ذكرته "وول ستريت جورنال". ولاحظ البعض ظهور هذا التوجه عندما وصف بايدن تقرير التضخم لشهر إبريل/نيسان في بيان قائلاً: "أعلم أن العديد من الأسر تكافح، وأنه على الرغم من أننا أحرزنا تقدماً، إلا أن لدينا الكثير لنفعله".

ويجادل مساعدو بايدن بأن الرئيس في حاجة إلى القيام بالكثير بخلاف إظهار التفهم، مثل الاستمرار في الحديث عن إنجازاته الاقتصادية وكيفية مقارنتها بنهج ترامب في الاقتصاد، بما في ذلك خطط الأخير لتمديد التخفيضات الضريبية للأثرياء. 

وقال جاريد بيرنشتاين، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض، لـ"وول ستريت جورنال"، إن بايدن يدرك أن "الأسر لا تزال تعاني ارتفاع الأسعار"، لكنه قال: "سيكون من سوء التصرف عدم تقديم تفاصيل عن بعض المكاسب الاقتصادية المهمة للغاية التي حدثت أثناء ولايته".

وسعت حملة ترامب إلى جعل ارتفاع الأسعار قضية مركزية في السباق واعتبار التضخم أحد أكبر نقاط الضعف لدى بايدن. وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم ترامب، الأسبوع الماضي، إن "العمال والأسر يدفعون حرفياً ثمن السياسات الاقتصادية الفاشلة لجو بايدن، مع ارتفاع أسعار الضروريات المنزلية مثل الوقود والغذاء والإيجار والحفاظات". 

وكان أداء الاقتصاد الأميركي جيداً منذ تولى بايدن منصبه، ولا يوجد حتى الآن ما يشير إلى تراجعه، فالولايات المتحدة هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي عاد فيه الإنتاج إلى اتجاهه قبل الوباء، وفقاً لدراسة حديثة أجراها بنك الاحتياط الفيدرالي. ويتوقع الاقتصاديون أن تنمو الولايات المتحدة بنسبة 1.7% هذا العام، أي أسرع من نسبة 1% التي توقعوها في يناير/كانون الثاني، وفقاً لاستطلاعات "وول ستريت جورنال". وبالإضافة إلى ذلك، واصلت الأسهم الأميركية ارتفاعاتها القوية هذا العام، وسجلت مؤشراتها الرئيسية أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال الأسبوع المنتهي.

وظل معدل البطالة أقل من 4% لأكثر من عامين، بينما تجاوز معدل نمو الأجور التضخم خلال العام الماضي. ولكن يبقى الجانب السلبي الأكبر في الاقتصاد الأميركي مع الاقتراب من الانتخابات الرئاسية هو التضخم. وعلى الرغم من انخفاضه عن ذروته، فإن معدل التضخم الحالي البالغ 3.4%، وهو مستوى بعيد عن مستهدف البنك الفيدرالي المقدر باثنين في المائة، اُعتبر كفيلاً بمنع البنك من اتخاذ قرار ببدء دورة جديدة لخفض الفائدة، ستكون الأولى منذ عام الجائحة.

ويزيد من مشكلة التضخم تركيز نسبة كبيرة من الأميركيين على مدى ارتفاع الأسعار في الأعوام الثلاثة الماضية، بدلاً من التركيز على تباطؤ معدل ارتفاعها. ووجد استطلاع مؤسسة كوك في الولايات المتأرجحة أن 54% من الناخبين قالوا إن تكلفة المعيشة هي أفضل مقياس لمدى جودة أداء الاقتصاد، مقارنة بـ 13% اختاروا معدل البطالة و 6% ركزوا على سوق الأوراق المالية.

وقال النائب دون بيكون، الجمهوري الذي يمثل منطقة أوماها بولاية نبراسكا، التي فاز بها بايدن في عام 2020: “إنه يبدو بعيداً عن الواقع عندما يتفاخر بمدى جودة الاقتصاد”. 

وسعى بايدن إلى إظهار أنه يعمل على تخفيض الأسعار. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت إدارته خططاً للإفراج عن مليون برميل من البنزين من الاحتياطي في محاولة لخفض أسعار البنزين في الصيف. وسعى بايدن أيضاً إلى خفض أسعار بعض الأدوية، مثل الأنسولين، لبعض الأميركيين، وألغى قروضاً طلابية لما يقرب من 5 ملايين مقترض، كما دعا محلات البقالة إلى خفض الأسعار. 

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

ومع ذلك، تبدو كل تلك الجهود، كما حملات الترويج لإنجازاته التشريعية في مجالات اقتصاد البيئة، والبنية التحتية، وتغير المناخ، وأشباه الموصلات، فاشلة في تحقيق اختراق، إذ تظهر استطلاعات الرأي باستمرار أن الناخبين يفضلون ترامب في الاقتصاد.

وقالت كيت بيدنجفيلد، مديرة الاتصالات السابقة في البيت الأبيض في عهد بايدن لـ"وول ستريت جورنال": "هذه مشكلة مربكة للإدارة، وقد حدث ذلك عندما كنت في البيت الأبيض أيضاً. لديك كل المؤشرات التي تظهر أن الاقتصاد قوي ويزداد قوة، ومع ذلك، يظل صحيحاً أن الناس لا يشعرون بذلك بشكل مكثف في حياتهم اليومية كما يأمل البيت الأبيض. 

وفي الوقت نفسه، حث التقدميون داخل الحزب الديمقراطي بايدن على اتباع نهج أكثر شعبوية لجذب الناخبين من الطبقة العاملة في الولايات المتأرجحة.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن فايز شاكر، مدير حملة السيناتور بيرني ساندرز السابق، قوله إنهم "في حاجة إلى سماع رسالة واضحة جدّاً مفادها أن الشعب مقابل الأقوياء". وقال إن المصطلحات التي يستخدمها بايدن لوصف نهجه الاقتصادي، مثل البناء "من الوسط إلى الخارج ومن الأسفل إلى الأعلى"، فشلت في تحفيز الناخبين. 

المساهمون