الجفاف في المغرب يُفقد الأرياف آلاف فرص العمل
سجلت مناطق الأرياف في المغرب فقدان فرص عمل في سياق متسم الجفاف، مع اتساع مساحة الشغل الناقص، الذي يؤشر على نوع من الهشاشة التي يعاني منها العاملين في الزراعة. فقد ارتفعت نسبة التشغيل في جميع القطاعات، باستثناء قطاع الزراعة والصيد الذي فقد 183 ألف فرصة عمل.
وفي الربع الأول من العام الجاري، طاولت البطالة على الصعيد الوطني 1.46 مليون شخص بنسبة 12.1 في المائة، مقابل 12.5 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيانات مندوبية التخطيط. وهبط معدل البطالة في المدن من 17.1 في المائة إلى 16.3 في المائة، كما انخفض من 5.3 في المائة إلى 5.1 في المائة في الأرياف.
وأفادت بيانات المندوبية أن عدد الأشخاص الذين يوجدون في وضعية شغل ناقص في الأرياف ارتفع من 435 ألفاً إلى 466 ألفاً، بعدما وصل على الصعيد الوطني إلى 988 ألفاً. وبينت أن معدل الشغل الناقص الذي ارتفاع في الأرياف من 9.6 في المائة إلى 10.6 في المائة، بينما انخفض في المدن من 8.9 إلى 8.3 في المائة.
ويرتبط الشغل الناقص بعدد ساعات العمل المنخفضة مقارنة بتلك التي يفرضها القانون، وبالدخل غير الكافي وعدم ملاءمة الشغل الذي يمارسه العامل مع طبيعة اختصاصه.
وأشار الرئيس السابق للجامعة الوطنية للفلاحة، محمد الهاكش، في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن الشغل والبطالة في الأرياف في المغرب، يرتبطان بالأمطار، حيث إن الجفاف يفضي إلى اتساع دائرة الذين يعانون من البطالة المقنعة. وساهم تأخر التساقطات المطرية في المغرب في تأثر النشاط الاقتصادي، ما أفضى إلى تراجع توقعات النمو من 3.2 في المائة إلي 1.1 في المائة، حسب صندوق النقد الدولي.
وكان بنك المغرب المركزي توقع تراجع القيمة المضافة الزراعية بنسبة 19.8 في المائة في العام الحالي، بعدما ارتفعت بنسبة 7.3 في المائة في العام الماضي، ما من شأنه أن يؤثر على سوق العمل. وكانت الأرياف في قلب الحوار الاجتماعي بين الحكومة والاتحادات العمالية والمستثمرين، حيث اتفق بمناسبة عيد العمال على توحيد الحد الأدنى للأجور بين القطاع الزراعي والقطاعات الصناعية والتجارية والخدماتية.
يوفر القطاع الزراعي، الذي يمثل حوالي ربع الناتج الإجمالي المحلي، أكثر من ثلث فرص العمل في البلاد، ويشكل في الأرياف أكثر من 70 في المائة من مجمل فرص العمل. ويحصل العمال في القطاع الزراعي على حد أدنى للأجور يصل إلى 7.5 دولارات في اليوم، بينما يبلغ في القطاعات الأخرى حوالي 11 دولاراً.
