الأسواق الإيرانية تشهد استقراراً نسبياً وسط مستقبل محفوف بالمخاطر

الأسواق الإيرانية تشهد استقراراً نسبياً وسط مستقبل محفوف بالمخاطر

17 ابريل 2024
الهدوء يعود لأسواق الصرف الإيرانية (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأسواق الإيرانية تحافظ على استقرار نسبي رغم التوترات مع إسرائيل، مع ارتفاع طفيف في البورصة واستقرار أسعار الصرف بعد تذبذبات سابقة.
- المواطنون الإيرانيون، خاصة الشباب، يعيشون في حالة ترقب وقلق بشأن الأوضاع الاقتصادية، مع رغبة في انتهاء التوترات لتجنب المزيد من الصدمات الاقتصادية.
- الخبراء يرون بداية تعافي الاقتصاد الإيراني من الصدمات الأولية للتوترات، مدعومًا بتدابير حكومية لاستيعاب الصدمة والحفاظ على استقرار الأسعار والأسواق.

رغم تأثرها بالتوترات الأخيرة في أعقاب الهجمات الإيرانية على أهداف داخل إسرائيل، تشهد الأسواق الإيرانية حالة استقرار نسبية، في ظل مستقبل محفوف بالمخاطر وسط استمرار التهديدات الإسرائيلية بالرد على إيران.

وواصلت البورصة الإيرانية، اليوم الأربعاء، ارتفاعها الطفيف لليوم الثالث بعد نزيف يومي السبت والأحد الماضيين على خلفية تنفيذ "الحرس الثوري" الإيراني هجمات على إسرائيل رداً على استهداف المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق مطلع الشهر الجاري.

وحسب التلفزيون الإيراني، فإن بورصة طهران سجلت ارتفاعاً بنسبة 6 آلاف نقطة يصل مؤشرها إلى مليونين و208 آلاف نقطة. كما شهدت سوق العملات الأجنبية في إيران اليوم الأربعاء أيضاً يوماً هادئاً بعد تذبذبات شديدة بالأسبوع الجاري. فبعدما سجل سعر الصرف ارتفاعاً تاريخياً وصل إلى أكثر من 720 ألف ريال لكل دولار أميركي عندما نفذت إيران هجماتها، بدأ يتراجع خلال الأيام الأخيرة في ضوء انخفاض منسوب التهديدات الإسرائيلية والاحتمالات بالرد على الهجمات الإيرانية. وفي تعاملات اليوم الأربعاء، كان سعر الصرف يتراوح بين 658000 ريال و661500 ريال في السوق الموازية السوداء.

يقول علي صاحب سوبر ماركت غربي طهران، إن أسعار السلع تتصاعد في إيران بشكل مستمر لكنها لم تختلف كثيراً خلال الأيام الأخيرة، مضيفاً في حديث مع "العربي الجديد"، أن هناك حالة ترقب بين المواطنين لما ستحمله الأيام والفترة المقبلة من تطورات على صعيد التوتر الإيراني الإسرائيلي وتأثيراته على السوق الإيرانية.

من جانبه، يأمل الشاب الثلاثيني الطهراني، ياشار في حديثه إلى "العربي الجديد"، أن تنتهي التوترات الأخيرة سريعاً، قائلاً إن الوضع المعيشي في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية والعقوبات لا يحتمل المزيد من الصدمات. ولا يخفي ياشار تخوفه من تشديد الإدارة الأميركية العقوبات على إيران كبديل للرد على هجمات إيران بسبب "مخاوف إسرائيلية من الرد".

في الشأن، يقول مدير موقع "بنك الشعب" الاقتصادي، محسن جندقي، لـ"العربي الجديد"، إن الاقتصاد الإيراني بدأ يخرج من الصدمة التي أحدثتها التوترات الأخيرة، مشيراً إلى أنه من المبكر جدا في ظل استمرار هذه التوترات "القول إن الاقتصاد خرج من الصدمة".

ويضيف أن "الكيان الصهيوني ما زال يبعث إشارات بأنه يريد الرد على الهجمات الإيرانية، لكنها ليست قوية"، قائلاً إنه "يمكن القول إن الاقتصاد الإيراني تجاوز بشكل مؤقت الصدمة وهذا ما نشهده في سوق العملات حيث أصبح سعر الصرف في تراجع".

ويوضح جندقي وهو أيضاً عضو بمجلس إدارة صادرات المنتجات النفطية الإيرانية، أن بقية الأسواق الإيرانية تتأثر بأسعار العملات الأجنبية، مشيراً إلى أسواق مثل سوق السيارات التي بدأت تتأثر بارتفاع مؤقت في سعر صرف الدولار فضلاً عن ارتفاع سعر الذهب العالمي.

ويؤكد الخبير الإيراني لـ"العربي الجديد"، أنه لا يمكن حالياً تحديد نسبة دقيقة لارتفاع الأسعار في إيران نتيجة التوترات الجديدة، لافتاً إلى أن سعر صرف الدولار يشهد ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 2 في المائة، مقارنة بالفترة التي سبقت هذه التوترات ويمكن القول إن بعض الأسعار تكون قد ارتفعت بهذه النسبة متأثرة بسعر الصرف.

ويتابع قائلاً إن الحكومة الإيرانية التي قررت أن ترد على إسرائيل كانت اتخذت تدابير اقتصادية لاستيعاب الصدمة في الاقتصاد بعد الهجمات، مشيراً إلى أنها قد تجاوبت بشكل سريع مع الطلبات في سوق العملات حيث إن السياسات التي اتبعتها الحكومة حالت دون ارتفاع كبير في سعر الدولار مما أدى إلى خفض الأسعار بينما كان يتوقع البعض أن يبقى السعر أكثر 700 ألف ريال.

كما يشير إلى أنه إلى جانب سياسات الحكومة، فإن تراجع التهديدات والتوترات أيضا كان له مفعوله في عودة الهدوء إلى الاقتصاد، مضيفاً أن هذا الرد أيضاً بحد ذاته كان له تأثير إيجابي على الاقتصاد حيث طمأن الاقتصاد بقوة ردع البلاد وقدراته في مواجهة التهديدات.

المساهمون