إيران تعزّز التجارة مع جيرانها: استئناف التصدير للسعودية

إيران تعزّز التجارة مع جيرانها: استئناف التصدير للسعودية

19 أكتوبر 2021
طهران تسعى إلى تنشيط أسواقها عبر زيادة صادراتها إلى دول الجوار (الأناضول)
+ الخط -

أعلنت طهران عن استئناف تصدير السلع الإيرانية إلى السعودية، بعد توقّف لسنوات، وذلك في إطار مساعي طهران لتوطيد العلاقات التجارية مع دول الجوار، ولا سيما الخليجية، حسب مراقبين.

وقال المتحدث باسم الجمارك الإيرانية، روح الله لطيفي، في مقابلة مع "العربي الجديد" نُشرت أول من أمس، إن "هناك شحنتين من السلع الإيرانية تم تصديرهما إلى السعودية خلال الفترة الماضية"، لافتا إلى أن "استئناف الصادرات إلى السعودية يعكس إرادة الطرفين لتعزيز العلاقات، وهو ثمرة المباحثات معها بواسطة العراق".

وأوضح لطيفي أن حجم الصادرات ما زال ضئيلا وليس كافيا، لكنه يشكل بداية لتعزيز الروابط الاقتصادية. وأضاف لطيفي أن استئناف حركة التجارة يعكس إرادة الطرفين لتعزيز العلاقات، وهو ثمرة المباحثات بينهما بواسطة العراق، مؤكداً أن "إيران والسعودية بلدان إسلاميان لديهما فرص كثيرة لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية".

وجرت بين الرياض وطهران عدة جولات من المحادثات خلال الفترة الماضية، لاستعادة العلاقات التي قُطعت في يناير/كانون الثاني من عام 2016، بعدما تعرضت السفارة السعودية في طهران لهجوم من محتجين، بعد أن أعدمت السعودية رجل الدين الشيعي البارز باقر النمر.

وأثّرت القطيعة بين البلدين على مستوى التجارة بينهما، حيث بلغت صادرات إيران خلال الشهور الست الماضية إلى السعودية نحو 39 ألف دولار، في حين جاءت السعودية في ذيل قائمة المصدرين لطهران "من دون بيع أي سلعة لإيران"، حسب وكالة أنباء فارس.

وقبل اندلاع الأزمة بين البلدين، بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين نحو 500 مليون دولار سنوياً، حسب بيانات غير رسمية.

والنفط يمثل المصدر الرئيسي للإيرادات العامة لكلا البلدين. وقال المتحدث باسم الجمارك الإيرانية، روح الله لطيفي، لـ"العربي الجديد"، إن استئناف العلاقات التجارية "بعد انقطاع تام للصادرات والواردات بين البلدين، يمثل تطوراً إيجابياً بالتوازي مع المباحثات بينهما"، مشيراً إلى تصدير شحنتين من السلع الإيرانية إلى السعودية خلال الفترة الماضية بقيمة 39 ألف دولار.

وشدد المتحدث الإيراني على أن "التقارب الإيراني السعودي سيكون له مردود إيجابي على الأمن الإقليمي والسلام في المنطقة والدول الإسلامية والنمو الاقتصادي"، لافتاً إلى أن التجار السعوديين كانت لهم سابقاً استثمارات في بعض الصناعات الإيرانية، وكانت هناك حركة تجارة بين البلدين قبل أن تنقطع العلاقات.

وتابع لطيفي أن إيران تسعى إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الدول الجارة وآسيا، في إطار التوجه نحو الشرق، مشيراً إلى أن استئناف العلاقات السياسية بين إيران والسعودية سينعكس إيجاباً على تعزيز العلاقات الاقتصادية "حيث لأسواق البلدين جاذبيتها للتجار الإيرانيين والسعوديين".

أثّرت القطيعة بين البلدين على مستوى التجارة بينهما، حيث بلغت صادرات إيران خلال الشهور الست الماضية إلى السعودية نحو 39 ألف دولار، في حين جاءت السعودية في ذيل قائمة المصدرين لطهران "من دون بيع أي سلعة لإيران"

وأشار المتحدث باسم الجمارك الإيرانية إلى أن حجم التبادل التجاري بين إيران والدول الـ15 الجارة خلال النصف الأول من العام الإيراني الحالي (21 مارس/آذار حتى 22 سبتمبر)، بلغ 22 مليارا و588 مليون دولار، فيما بلغ حجم كل التبادل التجاري الخارجي خلال هذه الفترة الزمنية، أكثر من 45 مليار دولار.

ورغم تشديد العقوبات الأميرکیة والقيود الناجمة عن جائحة كورونا، فقد صدّرت إیران العام الماضي (انتهی 20 مارس/آذار 2021) مختلف سلعها إلى أكثر من 143 دولة، حسب بيانات رسمية.

وحسب وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا)، قال رئيس منظمة التطوير التجاري في إيران، علي رضا بيمان باك، أول من أمس، إن تحديد وجهات الصادرات الإيرانية، لا سيما إلى دول الجوار، من أولويات توسيع التجارة الخارجية في البلاد.

وخلال اجتماع اللجان التابعة لغرفة التجارة الايرانية، أول من أمس، أعلن بيمان باك أن منظمة التطوير التجاري الإيرانية وضعت على سلم أولوياتها الحضور الفاعل في أسواق الصادرات العالمية.

يُذكر أن مصلحة الجمارك الإيرانية أعلنت في أحدث تقاريرها، أن حجم التجارة الخارجية الإيرانية بلغ خلال الأشهر الستة الماضية 79 مليونا و100 ألف طن؛ وبما يعادل 45 مليار دولار، وأن حصة الصادرات الإيرانية من ذلك بلغت 21 مليارا و800 مليون دولار، مقابل حجم استيراد البلاد خلال الفترة نفسها الذي بلغ 23 مليارا و100 مليون دولار.

المساهمون