أوروبا تحقق في إغراق أسواقها بالديزل الصيني

أوروبا تحقق في إغراق أسواقها بالديزل الصيني

21 ديسمبر 2023
منتجو الوقود في أوروبا يشكون من انخفاض أسعار الديزل الصيني (فرانس برس)
+ الخط -

باشر الاتحاد الأوروبي في تحقيق بشأن إغراق الأسواق الأوروبية بوقود الديزل الحيوي من الصين. وقالت المفوضية الأوروبية في بيان لها وفق صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أمس الأربعاء: "قدم منتجو الاتحاد الأوروبي أدلة على دخول واردات وقود الديزل الحيوي من الصين إلى الاتحاد الأوروبي بأسعار منخفضة بشكل مصطنع".

وأشار البيان إلى أن منتجي دول الاتحاد يقولون إن "واردات الديزل الصينية تضر بشكل خطير بصناعتهم، لأنهم لا يستطيعون التنافس مع مثل هذه الأسعار المنخفضة". وتبلغ قيمة سوق وقود الديزل الحيوي، وهو وقود متجدد مصنوع من الزيوت والدهون، 31 مليار يورو (34.1 مليار دولار) سنوياً، ويعمل به 3700 شخص في الاتحاد الأوروبي.

ومن الممكن أن تفرض الكتلة رسوماً بعد التحقيق الذي سيستغرق عدة أشهر. وهذا واحد من عدد من التحقيقات التي تجريها بروكسل في الممارسات التجارية الصينية، بما في ذلك التحقيق في السيارات الكهربائية، الذي أُعلِن في سبتمبر/ أيلول الماضي، مع تزايد التوترات التجارية.

ونجحت الصين خلال السنوات الماضية في إقناع الاقتصادات الصناعية الكبرى بوضع الكثير من بيضها في السلة الصينية. لكن زيادة النفوذ التجاري الصيني أزعج كثيراً الولايات المتحدة والكثير من حلفائها في أوروبا، ما دعاهم إلى اتخاذ خطوات لكبح التجارة الصينية عبر فرض رسوم إغراق عليها أو زيادة الرسوم الجمركية، فضلاً عن تقييد نقل التكنولوجيا إلى الصين وفرض قيود على شركاتها.

وكان المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس، قد أشار في مقابلة مع فايننشال تايمز في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى انزعاج الدول الأوروبية من زيادة العجز التجاري مع الصين، ولا سيما في ظل عدم قدرة الشركات الأوروبية على النفاد إلى السوق الصينية.

وأصبحت الصين في عام 2020 الشريك التجاري الأول للاتحاد الأوروبي للمرة الأولى، متجاوزة الولايات المتحدة، بفضل الانتعاش السريع لاقتصادها الأقل تأثراً بوباء كورونا آنذاك من اقتصادات الشركاء الغربيين.

وخلال ذلك العام بلغ حجم تجارة الاتحاد الأوروبي مع الصين أي مجموع الصادرات والواردات 586 مليار دولار، مقارنة بـ 555 مليار دولار مع الولايات المتحدة، وفقاً لأرقام مكتب الإحصاءات الأوروبي "يوروستات"، فيما واصلت التجارة قفزاتها منذ ذلك الحين لتصل إلى 912.6 مليار دولار في 2022. وتظهر الأرقام أن العجز التجاري بين الكتلة الأوروبية وبكين بلغت نحو 400 مليار يورو (440 مليار دولار) العام الماضي.

وتُظهر بيانات "يوروستات" أن قيمة السلع القادمة من الصين، وهي أكبر مصدر في العالم، تضاعفت تقريباً بين عامي 2018 و2022. وخلال النصف الأول من العام الجاري 2023، ظلت الصين إلى حد بعيد أكبر مورد للسلع إلى دول الاتحاد.

وتأتي التوترات المتزايدة والتدقيق الأوروبي في العلاقات التجارية في وقت صعب بالنسبة إلى الاقتصاد الصيني، الذي يكافح من أجل إبعاد شبح التباطؤ بعد ثلاث سنوات من قيود مكافحة كورونا.

المساهمون