أسعار القمح تتجه للارتفاع بعد تعليق موسكو اتفاقية تصدير الحبوب

أسعار القمح تتجه للارتفاع بعد تعليق موسكو اتفاقية تصدير الحبوب

30 أكتوبر 2022
من المرجح أن تشهد بداية الأسبوع ارتفاعاً في أسعار القمح (Getty)
+ الخط -

توقع محللون أن تقفز العقود الآجلة لأسعار القمح يوم غدٍ الإثنين، حيث إنّ انسحاب روسيا من اتفاقية ممر البحر الأسود يعرض الصادرات الأوكرانية للخطر.

وعلّقت موسكو مشاركتها في اتفاق البحر الأسود يوم السبت، رداً على ما وصفته بهجوم كبير بطائرات مسيرة أوكرانية على أسطولها في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

من جانبها، قالت كييف إنّ روسيا تتذرع بهذه الحجة للخروج من الاتفاق، بينما اتهمت واشنطن موسكو باستخدام "الغذاء سلاحاً" في الحرب على أوكرانيا.

وتبدو أسواق القمح حساسة للغاية لتطورات حرب روسيا على أوكرانيا التي بدأت منذ ثمانية أشهر، حيث يعد كلا البلدين من بين أكبر مصدري القمح في العالم. كما أنّ أوكرانيا هي أيضاً مورد رئيسي للذرة الشامية.

وساعد إنشاء الممر على وصول صادرات القمح الأوكرانية للأسواق العالمية، بعد فترة من الحصار الروسي لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود.

وحتى الآن، سمح الاتفاق بشحن أكثر من 9 ملايين طن من الحبوب وسلع البذور الزيتية من الموانئ الأوكرانية، كما ساهم في استقرار أسواق الحبوب العالمية وكبح الأسعار العالمية بعد أن ارتفعت إلى مستويات قياسية.

ومن المرجح أن ينتهي هذا الهدوء النسبي في أسعار الحبوب عندما يبدأ التسعير الجديد للقمح في بورصتي شيكاغو وباريس، غداً الإثنين، وهما أكبر بورصتين في تجارة القمح بالعالم، لا سيما في تجارة العقود الآجلة لأسعار القمح.

وقال آرثر بورتييه، من شركة "أغريتيل" الأميركية الاستشارية، إنّ "إعلان روسيا بالتأكيد سيرفع الأسعار، ومن المرجح أن تشهد بداية الأسبوع ارتفاعاً في أسعار القمح، وذلك ببساطة لأن كميات أقل من الحبوب ستصل إلى السوق من أوكرانيا".

في ذات الشأن، قال سمسار أوكراني إنّ شراء الحبوب من موانئ البحر الأسود في أوكرانيا قد توقف بعد قرار روسيا.

وتعاني إمدادات القمح العالمية من مجموعة عقبات خلال العام الجاري، حيث أدى الجفاف في الأرجنتين، والأمطار الغزيرة في شرق أستراليا، إلى زيادة مخاوف النقص بالإمدادات، كما تثار الشكوك بشأن كفاية المحاصيل القادمة في مصدري القمح في نصف الكرة الجنوبي.

في الوقت نفسه، تعاني أوروبا من تضاؤل الفائض من القمح. وقال بورتييه: "المشكلة هي أنّ إمدادات القمح تتضاءل من الدول المصدرة الرئيسية الأخرى". وأضاف أنّ تعليق ممر التصدير من موانئ البحر الأسود قد يؤدي إلى موجة شراء في بورصة شيكاغو بغرض التربح من قبل صناديق الاستثمار".

في ذات الصدد، قال رئيس أبحاث أسواق السلع الزراعية في "رابوبنك" كارلوس ميرا إنّ العقود الآجلة للقمح قد تقفز بنسبة 5% إلى 10%، لكن ذلك قد لا يستمر طويلاً، حيث كان انسحاب موسكو من الصفقة متوقعاً في أسواق السلع الأولية. وقال: "كما أن هناك صادرات متزايدة من روسيا".

ويراقب المشاركون في السوق التحركات الدبلوماسية لمعرفة ما إذا كان يمكن إنقاذ صفقة تصدير الحبوب، حيث تواصل الأمم المتحدة جهود التفاوض.

وفي غياب اتفاقية التصدير من الموانئ الأوكرانية، يقول بعض التجار والمحللين إنّ روسيا ليست لديها قدرة لوجستية إضافية لسد الفجوة، ما يزيد من مخاطر استمرار ارتفاع الأسعار.

في هذا الصدد، قال بورتييه إنّ "إنهاء الاتفاقية يؤدي حتماً إلى ارتفاع أسعار الحبوب، وهذا يجعل الوضع سيئاً للغاية بالنسبة للمستوردين".

ويذكر أنّ وزارة البنية التحتية الأوكرانية قالت، اليوم الأحد، إنّ 218 سفينة عُرقلت عملية شحنها فعلياً بقرار روسيا تعليق مشاركتها في صفقة تصدير الحبوب.

(العربي الجديد ـ رويترز)