أزمة الرقائق تضغط على صناعة السيارات.. ولا بوادر انفراج في الأفق

أزمة الرقائق تضغط على صناعة السيارات.. ولا بوادر انفراج في الأفق

19 اغسطس 2021
توقعات أزمة نقص أشباه الموصلات أكثر تشاؤماً من ذي قبل (Getty)
+ الخط -

لا تبدو أزمة نقص الرقائق في طريقها إلى الانفراج، حيث تعاني صناعات عديدة حول العالم من تداعياتها، وفي طليعتها قطاع السيارات الذي يدفع ثمنا باهظا، فيما تغيب التوقعات المتفائلة بهذا الخصوص عن المشهد.

ولا حدود جغرافية لهذه الأزمة المستمرة منذ أشهر عدة، فهي تخترق مصانع مختلف الشركات الكبرى من أميركا إلى آسيا وأوروبا، وقد اتخذت صفة عالمية نتيجة ارتفاع الطلب عليها لصناعة الأجهزة الذكية والسيارات التي تعمل على الكهرباء، وهو ما دفع عديد شركات السيارات والأجهزة لخفض إنتاجها، اعتبارا من الربع الثاني من سنة 2020.

وجديد تداعيات الأزمة في اليابان، إعلان شركة "تويوتا موتورز" خفض إنتاجها العالمي من السيارات 40% خلال سبتمبر/أيلول المقبل، بسبب نقص الرقائق. وبحسب صحيفة "نيكاي"، فقد كانت "تويوتا" تهدف عبر خطتها المعدّة في يوليو/تموز الماضي، إلى صنع 900 ألف سيارة، لكن الكمية تم تخفيضها إلى 500 ألف فقط.

ويأتي هذا التخفيض نتيجة تأثير أزمة الرقائق (أشباه الموصلات) العالمية على سلاسل التوريد. كما أثر تفشي سلالة "دلتا" المتحورة في جنوب شرق آسيا أيضا، على مشتريات شركة "تويوتا" من قطع غيار السيارات.

ووفقا للصحيفة، فإن خفض الإنتاج يعني أن صناعة السيارات ستعلق مؤقتا خطوط الإنتاج في العديد من المصانع المحلية، اعتبارا من الشهر المقبل. ورجحت تراجع الإنتاج في أميركا الشمالية والصين وأوروبا بعشرات آلاف الوحدات.

كذلك، سيؤدي الخفض إلى جعل إنتاج "تويوتا" العالمي الشهر المقبل، أقل بكثير من إنتاج الشهر نفسه من العام 2020، عندما بدأ الطلب يتعافى من المراحل الأولية لوباء كورونا، حيث أنتجت الشركة حينها 840 ألف وحدة.

وفي الولايات المتحدة، تراجع إنتاج المصانع على غير المتوقع في يونيو/ حزيران الفائت، مع انخفاض إنتاج السيارات في ظل النقص العالمي المستمر لأشباه الموصلات، وفقا لوكالة "رويترز".

"مجلس الاحتياطي الاتحادي" أفاد اليوم الخميس، بأن إنتاج قطاع الصناعات التحويلية هبط 0.1% الشهر الماضي بعدما زاد 0.9% في مايو/أيار. وتراجع إنتاج السيارات ومكوناتها 22.5% في الربع الثاني، رغم نمو إنتاج المصانع عموما بمعدل سنوي بلغت نسبته 3.7% في الربع الثاني من العام بعدما زاد 2.3% بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار الفائتين.

وليست الشركات الكورية الجنوبية في منأى عن تداعيات الأزمة داخل الولايات المتحدة، حيث أجبر نقص الرقائق "هيونداي موتور" على تقليص الإنتاج في مصنعها الأميركي.

الشركة قررت تخفيض الإنتاج في مصنع ألاباما هذا الأسبوع، بسبب نقص الرقائق، حيث أوقف العمل لمدة أسبوع في الشهر الماضي على خلفية نقص الرقائق ، بحسب وكالة "يونهاب".

متحدث باسم "هيونداي" كان قال عبر الهاتف، إن شركته ستخفض إنتاج السيارات في مصنعها في ألاباما الأميركية من الثلاثاء حتى الجمعة بسبب نقص أجزاء أشباه الموصلات.

ورغم أزمة الرقائق المستمرة، يُشار إلى أنه خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز، ارتفعت مبيعات "هيونداي" بنسبة 22% لتصل إلى 2.34 مليون وحدة من 1.92 مليون في الفترة نفسها من العام الماضي، فيما تستهدف الشركة بيع 4.16 ملايين سيارة على مستوى العالم هذا العام، بزيادة 11% عن 3.74 ملايين وحدة باعتها العام الماضي.

المساهمون