أرباح "بريتيش بتروليوم" تثير جدلاً في بريطانيا

أرباح "بريتيش بتروليوم" تثير جدلاً في بريطانيا مع تفاقم المعاناة المعيشية

09 فبراير 2022
حققت الشركة أرباحاً سنوية قدرها 12.8 مليار دولار عام 2021 (Getty)
+ الخط -

رفضت شركة النفط البريطانية العملاقة "بريتيش بتروليوم" الدعوات لفرض ضريبة غير متوقعة على الأرباح الوافرة لشركات الطاقة، وقالت إنها ستقلل الاستثمار في الغاز والطاقة المتجددة في المملكة المتحدة.

وارتفعت الأصوات الداعية إلى فرض ضريبة غير متوقعة (هي ضريبة تفرضها الحكومة لمرة واحدة على شركة أو مجموعة شركات. الفكرة هي استهداف الشركات التي كانت محظوظة بما يكفي للاستفادة من شيء لم تكن مسؤولة عنه، بعبارة أخرى مكسب غير متوقع)، على منتجي النفط والغاز يوم الإثنين، بعدما أعلنت "بريتيش بتروليوم" عن تحقيق أرباح سنوية قدرها 12.8 مليار دولار عام 2021 على خلفية خسائر بقيمة 5.7 مليارات دولار على مدار 12 شهراً سابقة. 

ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه ملايين الأسر في المملكة المتحدة زيادة قياسية في فواتير الطاقة مع تفاقم أزمة كلفة المعيشة، وبعدما واجهت "شل"، المنافس الأكبر لشركة "بريتيش بتروليوم"، رد فعل عنيف بعد إعلانها هي أيضاً في الأسبوع الماضي عن مضاعفة أرباحها السنوية 4 مرات لتصل إلى 17 مليار دولار، الأمر الذي أدى إلى مطالبة سياسيين وناشطين بجزء من أرباح "بريتيش بتروليوم" من أجل تخفيف تأثير ارتفاع أسعار الغاز على ملايين الأسر.

واقترح حزب العمال جمع ما لا يقل عن 1.2 مليار جنيه إسترليني عن طريق زيادة معدل الضريبة على منتجي بحر الشمال من 40% إلى 50%، بيد أن وزير المالية ريشي سوناك رفض، الأسبوع الماضي، مثل هذه الدعوات، وأوضح أنه يؤمن بصناعة النفط والغاز وأن التأثير الواضح للضريبة غير المتوقعة سيكون رادعاً للاستثمار، وأنه في الوقت الراهن يريد أن يرى المزيد من الاستثمار في بحر الشمال.

وخلال جلسة أسئلة رئيس الوزراء، اليوم الأربعاء، احتدم النقاش في البرلمان حول فرض الضريبة غير المتوقعة على شركات الطاقة، حيث عارضها حزب المحافظين بشدة، بينما ألحّ عليها كل من حزب العمال والحزب الليبرالي الديمقراطي، وسط تحذيرات من أن الكثيرين سيواجهون الاختيار بين تناول الطعام أو تدفئة منازلهم.

وقال رئيس حزب العمال كير ستارمر إن "المستهلكين مجبرون على دفع 19 مليار جنيه إسترليني إضافية في فواتير الطاقة"، وإن المساعدة التي تقدمها الحكومة هي قرض، لكن الحكومة تسميها اقتطاعا.

ولفت إلى أنها عملية احتيال كبيرة يدفع الناس ثمنها، مشيراً إلى أن شركات الطاقة تحقق أرباحا كبيرة، والحكومة تفرض قروضا على العائلات بدلا من دعم الضريبة غير المتوقعة.

في المقابل، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن خطة الحكومة أكثر سخاء وأكثر فعالية من خطة حزب العمال التي تريد تأميم شركات الطاقة، والتي يمكن أن تضرب هذه الشركات، بينما "نحتاج إلى مزيد من الغاز والمزيد من الاستثمار".

وتابع أن الحكومة لا يمكنها القيام بذلك (فرض ضريبة غير متوقعة)، لأن هذه الشركات أبقت على حركة الاقتصاد، وأن خطة حزب المحافظين لمساعدة الناس تبلغ قيمتها 9 مليارات جنيه إسترليني، لأن الحكومة تستطيع تحمل هذا المبلغ كونها تمتلك أقوى اقتصاد متنام في مجموعة السبع.

وتزامن الكشف عن أرباح "بريتيش بتروليوم" بعد أيام فقط من تأكيد "أوفجيم"، وهي هيئة تنظيم الطاقة، أن فواتير معظم الأسر سترتفع بنسبة 54% اعتبارا من 1 إبريل/نيسان، بسبب ارتفاع أسعار الغاز، ما يرفع الفاتورة النموذجية إلى ما يقرب من ألفي جنيه إسترليني سنوياً.

المساهمون