"هواوي" ذراع الصين للتوسع اقتصادياً في تونس وباكستان
"هواوي" ذراع الصين للتوسع اقتصادياً في تونس وباكستان
يواصل التنين الصيني تحركاته من أجل مد جذوره في شمال أفريقيا وآسيا الوسطى، وبالتحديد في تونس وباكستان، حيث تحرك بكين واحدة من أهم أدواتها، ألا وهي دبلوماسية تكنولوجيا المعلومات، من خلال مجموعة هواوي العملاقة.
وتستهدف الصين من ذلك تعظيم نفوذها واستثماراتها عبر المشاركة في تنفيذ مشروعات قومية في قطاع مراكز البيانات وتكنولوجيا الجيل الخامس والمدن الذكية في كلا البلدين، اللذين يحظيان باهتمام كبير من قبل السياسة الخارجية الصينية.
شبكة في تونس
وذكرت مجلة "فورميكي" الإيطالية، في تقرير حديث لها بعنوان "ليس فقط هواوي. هكذا تبني الصين شبكتها في تونس"، أن المدير الإقليمي لمجموعة هواوي الصينية في شمال أفريقيا خه تاو قال، خلال لقائه الرئيس التونسي قيس سعيّد، إن تونس لديها الإمكانيات لتصبح "مركزاً رقمياً" في أفريقيا، من خلال مجموعة هواوي التي سوف تؤسس في البلاد مركزاً للبحوث والتطوير والابتكار.
وكان من اللافت أن السفير الأميركي كان قد حذر، قبل هذا اللقاء بقليل، من المخاطر التي قد تواجهها تونس إذا وقع اختيارها على هواوي تحديداً، التي بات اختراقها للبلاد أمراً واقعاً.
وأشار التقرير إلى أن مسيرة التقارب الصينية نحو تونس كانت، كما جرت العادة، عملية متواصلة ومخططة جيداً. ففي مارس/آذار الماضي، شهدت العاصمة التونسية فعالية "مواهب تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تونس".
كما أبرمت هواوي 50 اتفاقاً بالتعاون مع القطاع الأكاديمي في تونس، وذلك احتفالاً بالذكرى الـ57 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس.
وأشارت المجلة إلى أن إدارة بايدن كانت قد حذرت، منذ أسبوعين، من أن إقدام أي حليف لها في الشرق الأوسط على استضافة قاعدة عسكرية صينية على أراضيه ستكون له عواقب على علاقاته مع واشنطن.
كما تضغط على الإمارات لحذف هواوي من شبكة اتصالاتها، بينما كانت الصين الشريك التجاري الرئيس للإمارات في عام 2020 بمبادلات تجارية بلغ حجمها 53.67 مليار دولار، ما يعادل ضعف حجم التبادل التجاري مع الولايات المتحدة.
هواوي في باكستان
من ناحية أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية الرسمية "أنسا"، في تقرير حديث لها، أن عملاق التكنولوجيا الصيني "هواوي" وقع مع هيئة التنمية العمرانية لإقليم البنجاب، شرقي باكستان، مذكرة تفاهم من أجل تطوير مدينة "ذكية وآمنة" على ضفاف نهر رافي.
ونقلت الوكالة عن بيان مشترك للهيئة الباكستانية والمجموعة الصينية قوله إن "التعاون بين الطرفين سوف يتضمن تطوير الغابات الذكية".
ونقلت عن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، خلال افتتاح أول غابة ذكية في البلاد، أن هذه الغابة سوف تشهد غرس 10 ملايين شجرة، وسوف تحظى بالمتابعة بالتعاون مع هواوي التي سوف تقوم بتركيب مستشعرات تطلق إنذاراً إذا حاول أحد أن يقتلع أي شجرة.
كما أعرب عن تقديره لـ"التعاون مع مجموعة هواوي من أجل بناء المدينة الآمنة والذكية الجديدة في الغابة النهرية"، معرباً عن أمله في تعميم هذه المبادرة في جميع أنحاء البلاد.
