مختار الطاهر كرفاع.. عودة إلى "مجلة ليبيا المصوّرة"

مختار الطاهر كرفاع.. عودة إلى "مجلة ليبيا المصوّرة"

09 اغسطس 2023
مدينة بنغازي الليبية في العشرينيات (Getty)
+ الخط -

في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1935، صدر العدد الأول من "مجلة ليبيا المصوّرة" في مدينة بنغازي الليبية التي رأس تحريرها الكاتب الصحافي عمر فخري المحيشي، في فترة حرجة من تاريخ بلاده حيث اضطر إلى نشر أخبار ومواد كانت تمليها إدارة الاستعمار الإيطالي، لكنه كان يكتب مقالات بارزة حول تاريخ ليبيا وثقافتها.

انتمى المحيشي إلى أسرة تلقّى العديد من أفرادها تعليمهم في مصر، وتحديداً في الإسكندرية، حيث أتقن الفرنسية والإيطالية، حيث ساعد أخوه طاهر في تأسيس مطبعة وجريدة أسبوعية حملت اسم "أخبار برقة" سنة 1925، واستقطب العديد من الكتّاب والأدباء لنشر نصوصهم ومقالاتهم على صفحاتها وصفحات "المصوّرة"، ومنهم أحمد رفيق المهدوي وأحمد الشارف وأحمد الفساطوي ومحمد عبد القادر الحصادي.

الصورة
غلاف الكتاب

يستضيف "المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية" في طرابلس عند الخامسة والنصف من مساء غدٍ الأربعاء الباحث مختار الطاهر كرفاع، في جلسة حوارية حول كتابه "مجلة ليبيا المصوّرة، أكتوبر 1935 نوفمبر 1940 دراسة وفهرسة لمحتوياتها" الذي صدر نهاية العام الماضي عن المركز.

الصورة
غلاف الكتاب

يشارك في الحوارية كلّ من الباحثين محمد الطاهر الجراري، والرويعي محمد قناو، وأحمد امراجع نجم، وفاتح رجب قدارة، الذين يستعرضون واقع الحياة في تلك الفترة كما عكستها المجلة التي وُسمت على غلافها عبارة "مجلة شهرية عربية".

يشير كرفاع في تقديمه إلى أن "الكتاب دراسة لمرحلة هامة من تاريخنا المعاصر غُض الطرف عن دراستها من قبل الباحثين في مجال الدراسات التاريخية، فترة اتسمت بما يمكن أن نسميه فرض سياسة التعايش السلمي الطوعي أو القسري بين الليبيين والإيطاليين 1931 / 1943م: تعايش فرضه أمر واقع لا يمكن الفكاك منه، نتج عن سيطرة استعمارية كاملة فرضت إرادتها بقوة السلاح وبتفوق حضاري وثقافي لا يمكن إنكاره".

الصورة
غلاف الكتاب

ويضيف: "فترة وضعت ونفذت فيها إيطاليا بقيادة المارشال بالبو سياسة الدمج الكامل والاحتواء الشامل لليبيين، لذلك جاء إصدار هذه المجلة عربية اللغة، إيطالية الهوى/ لتكون الأداة الإعلامية والفكرية التي من خلالها تتمكن إيطاليا من تحقيق هدفها".

المجلة التي استمرت في الصدور حوالي خمس سنوات، كانت تباع نسختها بفرنكين، قامت بمجاراة السياسة الإيطالية، وأحداث إدارتها المحلية، على قدم وساق، حيث لا توجد جريدة واحدة تكتب ما يخالف الاستعمار، لكنها تعتبر في نظر الدارسين مجلة النخبة في ذاك الوقت، على تعدد خلفياتها الثقافية، وامتازت منذ البداية بجودة طباعتها وقوة أسلوبها وإخراجها وتنوع مواضيعها.
 

المساهمون