"الحدود الجزائرية المغربية": محاكمة شاعر

18 مايو 2014
سعيد هادف: لا جناية في العودة إلى وطني
+ الخط -

يمثُل الشاعر الجزائري سعيد هادف (1960) - المقيم في مدينة وجدة المغربية منذ عام 1998 - أمام محكمة تلمسان الجزائرية في 25 أيار/ مايو الجاري، بتهمة عبوره الحدود المغربية الجزائرية، المغلقة منذ عام 1994 لـ"دواع أمنية"، يصرّ الطرف الجزائري على أنها ما تزال قائمة حتى اليوم.

ويشرح هادف ـ وهو من شعراء جيل الثمانينيات في الجزائر ـ حيثيات القضية لـ"العربي الجديد"، فيقول إنه قرر قبل أيام أن يدخل إلى التراب الجزائري ليرى أمه المريضة، لكن حراس الحدود الجزائريين أوقفوه، بعد أن توغل نصف ميل في التراب الجزائري، وأحالوه إلى القضاء للمساءلة.

ولم يُخفِ صاحب "العاطل عن الخطوة" رفضه أمام القاضي لتهمة اختراق الحدود المغلقة، لأنه مواطن جزائري أصلاً، ومن حقه أن يعود إلى الوطن الذي يحمل جنسيته، خاصة وأن الدافع إنساني، وهو أن يرى أمه طريحة الفراش.

وسئل هادف عن السبب الذي جعله لا يستعمل الطائرة في رحلته، لأن الحدود الجوية لا تخضع إلى الإغلاق مثل الحدود البرية، فقال إنه يرفض هذا الواقع، كونه لا يرى أنه ارتكب جناية بالعودة إلى وطنه برّاً، لذلك فهو يرفض المحاكمة أصلاً، رغم أنه سيمثل أمام محكمة تلمسان في التاريخ المذكور.

وبعيداً عن المحاكمة التي ننتظر حيثياتها، سألنا صاحب "مخطوط الأكتو" عن رؤيته لوطنه، بعد 16 عاماً من الغياب، فقال إن الجزائر لا تزال قيد التشكّل، غير أن العائق يتجلّى في إجهاض الشروط الضرورية لتشكّلها الطبيعي. فثمة سذاجة  ـ بتعبير هادف ـ في قراءة التاريخ وتمثّله. إذ مضى نصف قرن على الاستقلال، والثمرة هي أن الفساد بات سيد جميع المشاهد، بما فيها المشهد الثقافي.

وتساءل هادف: "ألم يحن الوقت بعد لتقرأ الجزائر مسارها قراءة متبصرة وشجاعة؟"، فالمشكلة، كما يراها، ليست في العولمة بحد ذاتها، ولكن في طريقة التعاطي معها، خصوصاً في غياب الوضوح والانفتاح على التعدد الموجود في المجتمع.

وفي معرض مقارنته بين التجربتين المغربية والجزائرية في الشعر، قال عضو المجلس الإداري لـ"منتدى رحاب للتضامن والثقافة لمدينة وجدة" إن الشاعر المغربي كان أكثر جهداً في مواكبة الثقافة العالمية، وهذا عامل حاسم في تراكم المعرفة وتخصيب الخيال. بينما ظل الشاعر الجزائري معزولاً طيلة سنوات الاحتلال، وجاء الاستقلال ليزيده انعزالاً.

المساهمون