الموناليزا تنظر إلى العراق

الموناليزا تنظر إلى العراق

01 يونيو 2014
عمل لـ مؤيد محسن
+ الخط -

صورة بانورامية للفن العراقي المعاصر، تجمع بين التجريدي والتعبيري والنحت، قدّمها معرض "تراتيل بابلية"، الذي تقيمه "مؤسسة سلطان العويس الثقافية" في مقرها بدبي، ويجمع أعمالاً لثمانية فنانين عراقيين، هم: محمد فهمي، ومحمود عبود، ومحمود شبر، وفاخر محمد، وعاصم عبد الأمير، وأحمد البحراني، ومؤيد محسن، وعلي شاكر.

في منحوتاته استحضر أحمد البحراني الرموز التاريخية والفنية، وقدّم ثلاث منحوتات هي: "غاندي" و"أم كلثوم" و"مانديلا"ـ وهي جزء من مشروع بعنوان "ضد الحرب". يقوم هذا المشروع على تحميل هذه الشخصيات وغيرها رسائل سياسية تتسّق أو تتناقض مع طبيعة كل شخصية منها. ففي إحدى المنحوتات، نجد غاندي يحمل بندقيةً.

أما أعمال عاصم عبد الأمير فامتازت بذهابها إلى العوالم الذاتية، حيث يحضر الماضي الشخصي ليغدو مرجعاً بصرياً، يعاين فيه الفنان مراحل حياته، عبر شخوص محمّلة بملامح الطفولة، إذ عرض الفنان دفاتر رسمه، لتصبح الأداة جزءاً تعبيرياً من المعنى.

بينما عمد محمود شبر إلى المواءمة بين الخاص الذاتي والعام العربي من خلال 10 لوحات عكست آثار الحروب. كما وظّفت الأعمال رموز الاحتلال الأميركي، لتؤكّد ارتباطها بالواقع العراقي.

أما مؤيد حسن، فذهب إلى معالجات مباشرة لقضية الغزو الأميركي للعراق، مقارباً ذلك بطريقة ساخرة من خلال الاعتداء على الحضارة العراقية، إذ جعل الرئيس الأميركي باراك أوباما يلعب كرة السلة على تماثيل بابلية. كما قدّم دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأميركي الأسبق، خلال رحلة افتراضية بين المقابر الأثرية. مزجت لوحاته بين تقنيات الطباعة والرسم الزيتي.

الأعمال التجريدية للفنان علي شاكر توغّلت في العوالم النفسية عبر مسارٍ شعري، يعكس طبيعة المحلية العراقية، خصوصاً من مدينته الحلّة. تجريد شاكر يقوم على إعادة إنتاج حميمي للذاكرة.

بينما جاءت لوحات محمد فهمي تجريداً خالصاً، لكنها امتازت بتعدّد العمل الواحد، بما يمكّن المتلقي من المشاركة في تركيبه، كنايةً عن تشظّي المشهد الاجتماعي والسياسي العراقيين، اللذين يحتاجان من كل عراقي ذلك الإمعان والتفكّر.

اللوحات التسع التعبيرية التي قدمها فاخر محمد، ركزت على جماليات الموروث المحلي العراقي، وقد بدا الفنان في أعماله يقدّم مقترحاً لتطوير الفن الشعبي برؤية تُدخل مفردات الحياة البسيطة في سياقات أكثر تركيباً وعمقاً.

المرأة هي المحور الأساسي في اللوحات التي قدّمها الفنان محمود عبود، وقد استحضرت نساء لوحاته حكايات المرأة في الموروث الشعبي العراقي، حيث أعاد إنتاج المرويات الشعبية بسرد بصري. فحاول إعادة تشكيل الموناليزا عبر لوحة سمّاها "موناليزا العراق"، متجاهلاً تلك البسمة الغامضة في لوحة ديفينشي، وتاركاً السرّ يكمن في عيون موناليزته التي تسيطر عليها نظرات مليئة بالسؤال. سؤال مثل ابتسامتها يصعب تفسيره.

دلالات

المساهمون