بدوي العلمي.. لمحة من سيرته وشعره

بدوي العلمي.. لمحة من سيرته وشعره

19 مايو 2019
(مدينة القدس نهاية ثلاثينيات القرن الماضي)
+ الخط -
تعكس الإصدارات التي تنشرها بعض العائلات، لتوثيق الجانب الإبداعي أو الفكري لدى أحد أعلامها غير المكرّسين في المشهد الثقافي، جوانب عديدة تتجاوز قيمة ما توثّقه شعراً أو قصة أو مقالاً، حيث تكشف عن السياقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي عاشتها تلك الشخصيات.

في هذا السياق، يقيم "بيت الثقافة والفنون" في عمّان عند التاسعة من مساء اليوم الأحد محاضرة بعنوان "بدوي العلمي: حياته وشعره" يلقيها الباحث والكاتب مهدي العلمي ويتطرّق إلى سيرة جده (1901 – 1958)، المتضمّنة في كتابه الذي جمع فيه آثاره الكاملة في أربعة أجزاء وأصدره عام 2010.

يستعرض المحاضر تجربة العلمي الذي تلقّى تعلميه في مدرسة سلطاني في القدس ثم أكمل دراسته في "دار المعلمين"، لينتقل بعدها إلى العمل مدرساً في يافا وطبرية وغزة وعمّان والصرفند واللد، قبل أن يعود إلى القدس ويرحل فيها.

انتسب الراحل إلى "معهد الصحافة العالي" في القاهرة، حيث نال درجة الدبلوم منه عام 1954، وقد كتب عشرات المقالات في الصحف والمجلات آنذاك، تركّز في معظمها على التنشئة والتربية والأخلاق إلى جانب كتابته حول القضية الفلسطينية، ومنها "الرقيب" التي صدرت في غزة لصاحبها عبد الله العلمي، و"غزة" لصاحبها خميس أبو شعبان، و"العودة" لصاحبها سعيد فرح.

بدوي العلمييشير مهدي العلمي أنه عندما رحل جدّه كان يبلغ التاسعة من عمره، ولم يكن يعلم بأن بدوي هو أحد شعراء فلسطين والأردن، أو أنه كان كاتباً وصحافياً متميزاً، ليقرر لاحقاً جمع وتحرير وتحقيق كل آثاره من الشعر والنثر، مؤكدا أن المرحلة التي عاشها فرضت عليه أن يكتب شعرا أو نثرا في مناسبات معينة، ولكن هذا الشعر والنثر لا يمثل روح فلسفته، لأن روح هذه الفلسفة هي أعمق بكثير من مناسبة يتحدث فيها عن هذا الحدث أو ذاك.

ويبين أن الأغراض الشعرية والنثرية التي كتب فيها بدوي عديدة، فقد كتب في الوطنيات والغزليات، ومدح الرسول وكتب عن النكبة الفلسطينية والدعوة إلى العودة إلى الدين، ووصف الطبيعة والرثاء والمعاناة الشخصية من تباريح الأمراض والعلل، ومدح المدن والقرى والمونولوغات والمواويل والمسرحيات الشعرية، وصولاً إلى قضية المرأة.

ومن أشعاره: دعوا قلبي، فإن القلب ذابا/ ولا تسلوه عن خطب خطابا/ وما في العين من دمع سخين/ أخط به إلى قومي الجوابا/ أثار الوجد في قلبي لهيبا/ وفي العينين من دمعي التهابا/ ضياء البدر أحسبه ظلاماً/ ونور الشمس أحسبه سحاباً.

المساهمون