"نساء فلاسفة": إنه التاريخ نفسه

06 مارس 2016
(إليزابيث اسكومب)
+ الخط -

يكاد الحديث عن ثنائية الفلسفة والمرأة ينحصر بين حدّين؛ الأول يقول إن الفلسفة ظلت ذكورية إلى حدود القرن العشرين؛ ما يحصر حضور المرأة في تاريخ الفلسفة إلى أقل من قرن من الزمان، بينما يتجاوز تاريخ الفلسفة 2500 عاماً. أما الحد الثاني، فيصبّ كل مساهمات المرأة الفلسفية في ما يعرف بالنسوية؛ أي يسوق كل المساهمات الفكرية النسائية في زاوية النضال النسوي.

في سياق الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، ينتظم في مدينة مونتريال الكندية الملتقى الدولي "نساء فلاسفة"، وهو محاولة لتخليص الخطاب النسائي في مجال الفلسفة من حدّي الزمنية والنسوية. ينطلق الملتقى غداً ويستمر حتى 11 من الشهر الجاري في "جامعة مونتريال" التي تستقبل أكثر من 100 مشارك (نساء ورجال) من اختصاصات فلسفية متنوعة باللغتين الفرنسية والإنجليزية.

تقوم فكرة الملتقى على مسح مجمل مشاغل الفلسفة ومواضيع دراستها من خلال مداخل بأسماء أبرز الفيلسوفات في التاريخ، ويتضمّن كل مدخل محاضرات ونقاشات مع الجمهور حول القضايا التي يطرحها كل مجال.

من بين هذه المداخل: "هيباركيا" لدراسات الفلسفة القديمة و"ماري وولستونكرافت" للفلسفة الكلاسيكية وعصر الأنوار و"ماري آستل" لفلسفة الدين و"سيمون دي بوفوار" للفلسفة الوجودية ومذاهب القرن العشرين و"حنا أرنت" للفلسفة السياسية و"إليزابيث أسكومب" لفلسفة اللغة.

يؤكد برنامج الملتقى عدم الفصل بين تاريخين للفلسفة، ذكوري ونسوي، فالمساهمات التي قدّمتها المشتغلات في هذا المجال انبنت بالأساس على المنجز الفكري، بغض النظر عن أصحابه. ولعل تسمية "الفيلسوفة" لن تُعطى إلا لمن حاولن - مثل أي فيلسوف - الإجابة بجدية عن المشكلات الفكرية المطروحة في العصور التي عشن فيها، أي أن تاريخ الفلسفة لا يمكن تقسيمه جندرياً.

من جهة أخرى، جرت الإشارة إلى ضرورة أن تكون المشاركات من مواقع فلسفية وليست نسوية، وهو ما يفسّر عدم برمجة ما اصطلح بتسميته بـ "الدراسات النسوية"، والتي تستوعب جزءاً كبيراً من الطاقات النسائية في مجال العلوم الإنسانية عموماً، ويأتي هذا الانشغال على حساب مجالات فكرية أخرى. 


اقرأ أيضاً: في العنف وتهريبه من الباب الخلفي للإنسانية 

دلالات
المساهمون