ميشال بيار: تاريخ آخر للصحراء

09 فبراير 2016
(ميشال بيار، الصورة: مجلة "إيستوار")
+ الخط -

في عمله الأخير "الصحراء، سردية كبرى" (منشورات "بيلين"، 2014)، يحاول الكاتب والمؤرخ الفرنسي ميشال بيار أن يطوّر ما يسميها بالنظرة الجغرافية البحتة للصحراء، والتي ينزع الأوروبيون -وحتى سكّان شمال أفريقيا- إلى النظر إليها باعتبارها فضاء طبيعياً لا غير، فيلغون بالتالي عمقها البشري الذي يرى بيار أنه يظل تاريخاً موازياً لكل تاريخ البشرية، ومن هنا تعبيره "السردية الكبرى" في عنوان الكتاب.

الكاتب الذي يستضيفه "المعهد الفرنسي" في تونس العاصمة مساء اليوم، سيتمحور حديثه حول عمله الأخير، الذي يتتبع فيه آثار الثقافات التي عاشت في الصحراء، مبيّناً عناصر حياتها الروحية والفكرية، إضافة إلى علاقاتها مع الحضارات المعروفة في المنطقة مثل حضارة المصريين القدماء والرومان والعرب.

يخصّص بيار جزءاً من عمله لقراءة تعامل الغرب، في المرحلة الاستعمارية، وما قبلها بقليل، مع هذا التراث الصحراوي، كما ينظر في تعامل الدول العربية والأفريقية الحديثة مع أهل الصحراء، خصوصاً من زاوية الحدود السياسية التي أخذت تقطع السياقات الطبيعية لتطوّر الثقافات في هذا الجزء من العالم.

يربط الكاتب هذا العمل بالرهانات الدولية على منطقة الصحراء الكبرى، فمخزونها الطاقي وموقعها الاستراتيجي نحو قضايا راهنة مثل الإرهاب والهجرة والتهريب، يجعل منها أرضاً للتحوّلات الاجتماعية حتى ولو عطلت سرعتها الظروف المناخية.

يهتم بيار في مجمل أعماله بتقاطع الأثري مع التاريخ المعاصر. من أبرز أعماله "تاريخ آخر للقرن العشرين" و"الاستعراض الكولونيالي" إضافة إلى مساهمته في "معجم الحرب الباردة".

المساهمون