عبد الله ساعف: سرد بخلفية سوسيولوجية

12 ديسمبر 2015
سعد بن شفتج/ المغرب
+ الخط -

في مؤلّفاته وترجماته التي تقارب عشرين عملاً باللغتين العربية والفرنسية، يتوزّع اشتغال الكاتب والأكاديمي المغربي، عبد الله ساعف على مجالات متعدّدة؛ من بينها العلوم الاجتماعية والعلاقات الدولية وقضايا التربية والتعليم، إضافةً إلى الأدب الذي كتب فيه ثلاثة نصوص سردية؛ هي: "الحافلة رقم 32" و"أنَّا ما" ورواية "جودار".

النصوص الثلاثة، كانت محور ندوة أدبية بعنوان "محكيات المجتمع والذاكرة والتاريخ"، نظّمها "مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية" في الدار البيضاء صباح اليوم، بحضور ساعف وعدد من الكتّاب والباحثين.

خلال الندوة، حاول المشاركون تسليط الضوء على سردية ساعف، التي تسير في اتجاه بناء عوالم متجاورة، يقف فيها الواقع على تخوم الخيال، ويحاذي فيها التاريخ والذاكرة الحاضر؛ ما يضفي تداخلاً إلى العلاقة بين السرد بالذاكرة والمجتمع.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يعتبر ساعف أن كتابته تنطلق من التاريخ السياسي والاجتماعي للمغرب، مضيفاً أنه لم يشعر، أبداً، في نصوصه الثلاث بأنه خرج عمّا أسماها بـ "الكتابة العلم -اجتماعية".

يجيب عن سؤال حول أسباب لجوء المفكّر نحو الكتابة السردية، قائلاً: "كان الحلم في صياغة نص بحثي فيه تخيُّل، وكان السؤال: كيف يُمكن تحرير النص السوسيولوجي من قوالبه الجاهزة. ثمّة دائماً ما نرغب في التعبير عنه خارج قيود الكتابة البحثية".

من جهته، يذهب الناقد الأدبي عثمان الميلود إلى أن نصوص ساعف السردية لا تبتعد عن الواقع: "إنها امتدادٌ طبيعي لعمله كسوسيولوجي"، لكنه يضيف: "بالطبع ثمّة فاصل بين اللحظة التخيّلية واللحظة السوسيولوجية؛ في الأولى، ثمّة تركيز على الوجدان والأثر النفسي والبعد الإنساني، وتلك أمورٌ لا تحضر في أيّ اشتغال علمي. صوت الباحث ينخفضُ مقارنة بحرارة حضوره في الأدب".

برأي الناقد، فإن "السوسيولوجي يكسب الكثير حين ينتقل من مجال علم الاجتماع إلى التخييل؛ وأبرز ما يكسبه هو البعد الذاتي، والتموقع ضمن ما يسمّيه بول ريكور سيادة وتشييد هوية سردية". ويعتبر الميلود أن تجربة ساعف السردية تمثّل استمراراً لتقليد مغربي: "أكاد أجزم بأن لدينا تقليداً في المغرب، يتمثّل في نزوع الباحثين إلى الإبداع الأدبي".


اقرأ أيضاً: فاطمة المرنيسي.. من وراء حجاب السوسيولوجيا

دلالات
المساهمون