ياو أويسيو.. مائة عام على مذبحة تولسا

ياو أويسيو.. مائة عام على مذبحة تولسا

12 ديسمبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

يقارب الفنان الغاني ياو أويسيو في أعماله الإنشائية قضايا كونية من منظور شعوب الجنوب، حيث يطرح أسئلة ملحّة عن مفهوم الاستقلال الاقتصادي والسياسي في بلاده، كما يتناول ذاكرة المهاجرين الأفارقة في الولايات المتحدة التي شهدت محطّات بارزة في مواجهة التمييز العنصري.

واحد من أهم مشاريعه يتعلّق بتحويل مواد لا قيمة لها إلى أعمالٍ فنية، كما فعل مع عملة غانا التي تمّ إلغاؤها عام 2007 بسبب التضخم الاقتصادي، حيث بنى من قطع لا حصر لها من العملات المعدنية التي لم يعد لها قيمة بعد استبدالها بعملة جديدة، واستخدمها كمواد أولية.

حتى الثامن عشر من الشهر الجاري، يتواصل معرضه الجديد تحت عنوان "تأملات من الماضي غير المرئي" الذي افتتح في "غاليري 1957" بلندن في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، ويضمّ منحوتات ضخمة تعاين أنظمة القيمة المالية والتنقّل والقوة.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

جمَع أويسيو عملات غانية قديمة إلى جانب عملات أميركية من فئة السنت (البنس) التي كانت مستخدمة في فترات سابقة، وكذلك الصلب المعاد استخدامه، حيث يستعمل سوائل ومركبات كيميائية مختلفة لإعادة صبغ أسطح العملات المختلفة والمعادن الصناعية، ما ينتج مجموعة من الألوان المتغيرة التي تنعكس وتتغير وتختفي عند تعرضها لظروف إضاءة مختلفة.

يقدّم الفنان الغاني أشكالاً مستقبلية مقترحة لعملات متلألئة ومصنوعة من مواد صلبة ومرنة تشير إلى تاريخ غير مستقر ومتنازع عليه وخيالي يرتكبه الاستعمار الحديث، وكأن سطح العملة بألوانه المعقدة يخفي تواريخ لكنها معروفة بالنسبة إلى الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية.

استعان أويسيو هذه المرّة بتراث الأميركيين السود في مقاومة العنصرية التي تعززها السلطة خلال مائة عام مضت، وتحديدا مذبحة تولسا العرقية (أو بلاك وول ستريت) التي وقعت في يومي 31 مايو/ أيار و1 يونيو/ حزيران عام 1921، عندما هاجم حشود من الأميركيين البيض بأوامر من مسؤولي المدينة الذين أعطوهم السلاح لقتل أميركيين سود واقتحام محلات تجارية مملوكة لهم، واشتمل الهجوم على خمسة وثلاثين مربعاً سكنيا في منطقة تحتضن طبقة من أغنى الأميركيين الأفارقة.

وقام بتركيب خرائط جوية للمنطقة من المائة عام الماضية، وجمع كتلاً من العملات الرمادية معًا لتدلّ على الحطام المحترق والعنف والعداء ضد السود وفق رؤية عنصرية تؤمن بتفوّق العرق الأبيض، حيث تلتف مثلثات فولاذية ذهبية مصقولة حول شرائط منسوجة من الفضة القابلة للطرق لخلق مجال قوة وقائية لتكريم النساء والرجال والأطفال الذين تم إنهاء حياتهم بلا معنى. 
 

المساهمون