نادية سبيتي.. الخيال العلمي في واقع عربي

30 مارس 2021
(من فيلم "هجرة إلى الفضاء" (2009) للفنانة الفلسطينية لاريسا صنصور)
+ الخط -

تحدّثت الباحثة نادية سبيتي في محاضرتها الافتراضية التي نظّمتها "دارة الفنون" في عمّان مساء أمس الإثنين بعنوان "الخيال العلمي العربي وبناء العالم من المركز" عن الإمكانيات الخيالية والمنهجية والوجودية العميقة التي يقدّمها الخيال العلمي للناس من خلال تجربتها في تدريسه في لبنان خلال الانتفاضة الشعبية التي عمّت البلاد، وحالة الانهيار الاقتصادي، وتفشّي الوباء، وانفجار ميناء بيروت.

اتخذت المحاضرة الحالة اللبنانية لمقاربة الأوضاع العربية عامة في محاولة لفهم الخيال العلمي في لحظة يعيش البشر واقعاً مرعباً، حيث مزجت في تجربتها بين الفيزياء وعلم الفلك وبين العلوم الإنسانية في دراستها للمنطقة العربية ضمن مواجهة شعوبها أزمات متعددة مثل الانتفاضات الشعبية والاستبدادية والظلم الاجتماعي والاقتصادي.

وأشارت سبيتي إلى النماذج التي طرحتها لطلابها وهي رواية "فرانكشتاين في بغداد" للكاتب العراقي أحمد السعداوي، و"سفر الاختفاء" للكاتبة الفلسطينية ابتسام عازم، و"ثلاثية الخيال العلمي" للفنانة الفلسطينية لاريسا صنصور التي تتضمّن ثلاثة أفلام، هي: "هجرة إلى الفضاء" (2009)، "مبنى الأمّة" (2012) و "في المستقبل أكلوا من أرقى أنواع الخزف" (2016).

قدّمت المحاضِرة تأملاتها في احتمالات بناء العالم المتوازية في كل من الخيال العلمي والثورة

كما عادت إلى الجذور التاريخية الإقليمية العميقة لهذا النوع الفني مع الأخذ في الاعتبار أيضاً ما يشير إليه تدفق إنتاج الخيال العلمي المعاصر من المنطقة من الاحتياجات والرغبات السياسية الحالية ومركزية النوع الاجتماعي والعرق والديناميكيات الطبقية لإعادة تصور المستقبل. تُحيل المحاضرة إلى أعمال أدبية وسينمائية وبحثية لتستفسر عن امكانية قيام الخيال العلمي بشقيه اليوتوبي والدستوبي بفتح مساحات للأمل والفعل. 

وقدّمت سبيتي تأملاتها في احتمالات بناء العالم المتوازية في كل من الخيال العلمي والثورة، وكذلك في الأدوات التي يقدمونها لنا بغرض إعادة تخيل الماضي وإعادة تأطير الحاضر، حيث تساعدنا التدخلات الأدبية والفنية للخيال العلمي على تخيل أنفسنا خارج عالم معاد للخيال بشكل متزايد.

ولفتت إلى انتشار الخيال العلمي خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية، وكذلك الفانتازيا في أجزاء كثيرة من العالم لم تكن منتشرة فيها سابقاً، فظهر هذا الكم الهائل من الأعمال ليس فقط في غرب أفريقيا وجنوب آسيا وأميركا الجنوبية، إنما أيضاً في المنطقة العربية كطريقة لتخيل فلسطين أو اليمن أو إيران أو الجزائر، وغيرها.

يّذكر ان نادية سبيتي أستاذة مساعدة في "مركز الدراسات العربية والشرق أوسطية (CAMES) "في "الجامعة الأميركية (AUB)" في بيروت وهي أيضًا مؤسسة مشاركة ومحررة مشاركة في موقع "جدلية"، وهذه المحاضرة هي جزء من سلسلة "بناء العالم أثناء اليقظة" من تنسيق الكاتب والمحرر والناقد الفني كريم اسطفان والتي تأتي في سياق مشروع معرض "إيكولوجيات ما بعد الاستعمار.".

المساهمون