"ملتقى مستغانم": الشعر والموسيقى في السماع

"ملتقى مستغانم": الشعر والموسيقى في السماع

21 اغسطس 2023
جانب من مدينة مستغانم الجزائرية (Getty)
+ الخط -

مثل بقية بلدان المغرب العربي، تأّسست في الجزائر العديد من التظاهرات المتخصصة في الإنشاد الديني والموسيقى الصوفية بتداخلاتها مع الثقافة المحلية من طقوس وإيقاعات، حيث تحتضن العاصمة وسطيف والأغواط وغيرها مهرجانات للسماع الصوفي، و"مهرجان العيساوة" في مدينة ميلة، وغيرها.

تتشابه هذه المهرجانات ببرامجها التي تتضمّن عروضاً لعدد من الفِرق التي تتبنّى هذا النمط الموسيقي في بلدان أوروبية وأفريقية وآسيوية، بالإضافة إلى ندوات تناقش الأبعاد الثقافية والحضارية والاجتماعية المتّصلة بالتراث الصوفي عموماً.

في هذا الإطار، انطلقت مساء الخميس الماضي في مستغانم (310 غرب الجزائر العاصمة)، الدورة الأولى من الملتقى التكويني الذي يحمل عنوان "السماع: تربية لثقافة السلام"، وتتواصل حتى بعد غدٍ الأربعاء، بتنظيم من "المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة ("جنّة العارف")، و"الجمعية الصوفية العلاوية" في المدينة.

تتناول الدورة الأولى قضايا مثل الطابع الصوفي للموسيقى الأندلسية، والعلاج عبر الموسيقى

الملتقى الذي يشارك فيه أكثر من سبعين باحثاً ومتخصصاً من الجزائر وتونس وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا وهولندا وكندا، يضيء "المنابع الأولى للسماع الصوفي، وتقديم دراسات حول تأصيله، ودوره في التربية النفسية للأفراد، ومساهمته في نشر ثقافة التسامح والأخوة والتربية على معاني السلام والعيش المشترك"، بحسب بيان المنظّمين.

ويُشير البيان ذاته إلى تنوّع مجالس السماع وحلقات الذكر والإنشاد في بلدان المغرب نتيجة ارتباطها بالشعر الصوفي، لدى مختلف الطرق الصوفية كالشاذلية والعيساوية والقادرية والتيجانية، التي مثلت إلى اليوم فضاءات لممارسة فنون الذِّكْر وأداء ألوان الإنشاد والمديح بالفصحى والعامية بمصاحبة آلات الإيقاع والموسيقى أو بدونها حسب المقامات والمدوّنات الموسيقية.

يطرح المنظّمون مجموعة تساؤلات مثل: هل نحن اليوم في احتياج إلى السماع الصوفي، وأيّ دور له في تهدئة النفس والتخلّي عن الصفات المذمومة والتحلّي بأضدادها؟ وعلى مستوى الجماعات، هل يُمكن أن يُساهم في حسن المعاملة بين الناس، والتربية على التسامح والأخّوة ونشر ثقافة السلام؟

تناقَش هذه الأسئلة وغيرها في عدد من المحاضرات التي تحمل عناوين عدّة منها: "الشعر والموسيقى في السماع"، و"الطابع الصوفي للموسيقى الأندلسية"، و"العلاج عبر الموسيقى"، و"التربية على ثقافة السلام من خلال السماع"، و"دوره في السير والسلوك".

كما تُعقد أربع ورشات تُخصَّص لتعلّم السماع في طبوعه المتعدّدة: "زيدان"، و"ساحلي"، و"غريب"، إلى جانب زيارة استكشافية إلى مقرّ "الزاوية العلاوية" بحي تيجديت العتيق في مستغانم التي أسّسها أحمد بن مصطفى العلاوي سنة 1914، والمعالم الأثرية والدينية لمدينة تلمسان.
 

المساهمون