"مستضعفون".. قراءة سوسيولوجية للهامش التونسي

"مستضعفون".. قراءة سوسيولوجية للهامش التونسي

02 يونيو 2023
من مظاهرات مدينة القصرين في تونس مطلع عام 2011 (Getty)
+ الخط -

البحث في الهامش الاجتماعي والتصدّي لقراءته، موضوعة صارت من أشيع الهموم التي بدأت ترتسم على الدّرْس السوسيولوجي في تونس بعد الثورة؛ فالمُدن الطرفية كان لها قصب السَّبْق في تشكيل بُنيان الانتفاضة، وبهذا أصبح لزاماً على الباحثين التمعُّن أكثر في هذه الظاهرة، خاصة مع ما تعيشه البلاد اليوم في راهنها السياسي.

وفي هذا السياق صدرت طيلة السنوات الماضية مؤلّفات عديدة، كان من آخرها كتابٌ جماعي حمل عنوان "مستضعفون: ملامح من سِيَر سوسيولوجية"، والذي حرّره كلٌّ من الباحثَين: عماد الملّيتي وهشام عبد الصمد، وصدر عن "جمعية نشاز".

عند العاشرة من صباح يوم غدٍ السبت، تقام في "دار سيباستيان" بمدينة الحمّامات شمال شرق البلاد، ندوةٌ لمناقشة المؤلَّف، ويُديرها الباحثان: فتحي بن الحاج يحيى وهشام عبد الصمد؛ للإضاءة على الدراسات التي تضمّنها الكتاب، ومناقشة أبرز أفكاره.

يتطرّق العمل إلى جملة من الظواهر الاقتصادية، مثل أزمة الشغل وتوسّع العطالة بين صفوف الشباب، ومشاكل نُظم الإنتاج الخدمية الجديدة، والتي حلّت محلّ القطاعات التقليدية مثل الصناعة وغيرها، والآليات الحكومية التي ساهمت في تعزيز نمط "اقتصاد السوق" على حساب غيره، وهذا ما أفرز ظواهر اجتماعية مثل "الحرقة" وهي الاسم الشعبي للمراكب البحرية التي تحمل الشباب عبر المتوسط صوب الضفّة الأوروبية.   

الصورة
غلاف الطبعة الفرنسية من الكتاب - القسم الثقافي
غلاف الطبعة الفرنسية من الكتاب

وثّق الكتاب لخمس عشرة سيرة ذاتية موزّعة على ثلاثة محاور أساسية، هي: "المقاومة والانفلات"، و"التأقلم والشطارة" و"المعاناة العادية". ضمن هذا المعنى، يمكن ملاحظة الإطار العام الذي تشتغل فيه الأبحاث، من حيث توجّهها إلى الشرائح الاجتماعية الأكثر تضرّراً، والتي فقدت كلّ الآمال بتأسيس حياة عادية، ومن هنا لجأت إلى الاحتجاج ونشدان التغيير، وهذا يُعيدنا إلى التمثيل الأول لذلك الاحتجاج، عندما أقدم الشابّ محمد البوعزيزي على إحراق نفسه.

وبالمُجمل رصد الباحثون حالة الإحباط العام التي ألمّت بالهامش التونسي إبّان الثورة، وتعطُّل الأجهزة النقابية فيها، نتيجة الاستبداد والفشل السياسي الذي استمرّ لعقود.

المساهمون