علي المعمار: عيون الخيل نيابةً عن البشر

علي المعمار: عيون الخيل نيابةً عن البشر

06 فبراير 2023
من المعرض (العربي الجديد)
+ الخط -

منذ أكثر من 30 عاماً كانت الخيل العربية المجال التعبيري في لوحات الفنان العراقي علي المعمار (1965)، وهو بهذا يرفض تسميته "رسّام خيل" لأن تجربته كتجربة الشاعر الذي ينزل في كل البيوت ويبيت في بيت شعري واحد، مثّل بصمة له. تدور هذه الدردشة على هامش معرضه "سيمفونية الأصالة" المقام في الحي الثقافي "كتارا" بالدوحة حتى الحادي عشر من الشهر الجاري، ضمن "مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية".

في قاعة المبنى 47 من كتارا حيث تتوزع الخيول في 17 لوحة بين متوسطة الحجم وكبيرة، تحدث الفنان عن معنى أن ترسم خيلاً منذ ثلث قرن. وقال لـ"العربي الجديد" إن الحصان موجود في كل أرجاء العالم إلا أن السلالة العربية منه لها جاذبية تضاف إلى جمال الشكل والتكوين الجسماني الملائم لولادة الفروسية. إنه جزء من تاريخ العائلة وخصوصاً الفرس الأنثى، وجزء من المناقب العالية التي "حملتها صدور هذه الكائنات الكريمة في جغرافيا ثلاث قارات".

كتجربة الشاعر الذي ينزل في كل البيوت ويبيت في بيت شعري واحد

وأضاف أنه رسم أولى لوحات الخيل عام 1988 قبل أن يشق طريقه إلى سلسلة معارض من بينها أول معرض له في الدوحة عام 1994، وعلى مقربة يستعيد تلك الذكرى بورتريه لشخص على حصان، كان هذا هو أحد مربّي الخيل وقد التقط له صورة فوتوغرافية أواسط التسعينيات.

الصورة
من معرض علي المعمار - القسم الثقافي
من المعرض (العربي الجديد)

يحافظ الفنان على شخصية الحصان في الوقت الذي يهرب منها إلى منطقة تشكيلية، مدافعاً بأن على اللوحة أن تتحرك في مديات أبعد من إتقان الدرس التشريحي للحصان، على أهميته إلا أن الفن بعد التمكن التقني في الأدوات الحسية، واستخدامات الخامة سيحاول طرح فكرة خلّاقة تبعده عن التشابه ومحدودية الأفق.

أفاد هنا بأنه في السنوات الأخيرة بدأ مرحلة جديدة تستثمر الحصان في قصص إنسانية. وتبدو عيون الخيل قادرة على استيعاب هذا التحول وقادرة على أن تكون مجازاً لعناوين بشرية كالتي نعاينها في "آمال لا تنتهي" و "طائر الشمس" و"عيون الجائحة". والأخيرة الأوضح في التعبير عن نهجه الفني الذي يقول إنه ينبغي له الخروج عما يسلكه الفن التشكيلي النمطي حين يتعلق بحضور الخيل.

الخيل في لوحة "عيون الجائحة" متحررة من الشكل الأيقوني، فهي ذات عيون مطفأة تائهة في الفراغ، ما عدا واحداً منها ما زال قادراً على التحديق، ممثلاً البشر الذين نجوا من الجائحة وقد عصفت بهم.

الصورة
من معرض علي المعمار - القسم الثقافي
من المعرض (العربي الجديد)

تقدم الدورة الثالثة ما يزيد على 30 فعالية ونشاطاً في موقع المهرجان على كورنيش كتارا، ويتضمن المهرجان عدداً من المعارض الفنية منها "مرايا تفاعلية"، وهي مساحة تشتمل على لوحات خيول داخل أُطر المرايا ما يسمح - بوجود الزائرين - بعبور المرآة واللوحة معاً.

وهناك كذلك معرض "منحوتات برازيلية" لروبيرتو كلازيني لعرض الأحجار الكريمة، ومعرض "مقتنيات" لمتحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني ومكتبة قطر الوطنية، إضافة إلى عرض من متحف الطوابع للإصدارات البريدية حول العالم والمتعلقة بالخيل.

المساهمون