"صيف 2023"، عنوان المعرض الجماعي المُقام في غاليري "آرت أون 56" البيروتي، حتى العاشر من أيلول/ سبتمبر المُقبل، في محاولة من القائمين، لتقديم "خلاصة تشكيلية" تستوحي ألوانها وموضوعاتها من أجواء الطبيعة والتجريد، ومن أجواء بيروت أيضاً، كثيمة أساسية في بعض الأعمال، ولعَرْض مشهدٍ تتنوّع فيه الأجيال والمدارس برُؤاها والتقاطاتها.
الحديث عن حضور للطبيعة في التشكيل اللبناني، يقود إلى خصوصية معيّنة، وهذا ما نُعاينُه في هذا "الصيف"، وتتأتّى الخصوصية لا من حيث الإطار العام، بل من بعض التشكيلات التي تضمّ تفاصيل عن الغابة، والأشجار، والحقل الجبلي، وكذلك البحر، وهذه كلّها تنفتح على مروحة لونية واسعة وغير مقيّدة، بل يُمكن اعتبارُها ملاذاً، ممّا تفرضُه موضوعاتٌ أُخرى ترتبط بالراهن السياسي أو الاجتماعي للبلد.
في المقابل، لا يُمكن الوقوف أمام اللوحة اللبنانية، من غير التطرّق إلى بيروت، بوصفهاً بُعداً جامعاً للعديد من الأعمال المعروضة، حيث بقيت هذه المدينة، أقلّه عبر تاريخها الحديث، تمدّ المُخيّلة بزادٍ من الأفكار، وإن كانت هذه الدفقة الإلهامية، في سنواتها الأخيرة، قد اتّشحت بالكثير من الحُزن، والمشهد الضبابي، لكنّها رغم ذلك، تبدو كنُواةٍ لأملٍ ما.
كذلك تُكسِب تعدُّدية القراءات المدينة تأويلاتٍ مختلفة، تنفتح فيها على العناصر الطبيعية أيضاً، وإن ظلّت المدَنية الحديثة بصلابتها تطغى عليها.
وكما الموضوعات، تُتيح الخامات المتعدّدة نظرةً أبعد للمعروضات، حيث تتوزّع بين الألوان الزيتية والمائية، والإكريليك، وأعمال الكولاج، والمنحوتات الخشبية والحجرية. وبعيداً عن النظرة الجامعة للأعمال، والمدقّقة في تفاصيل المشتركات، تبقى هناك مساحة حرّة في المعرض، ليس من الضروري أن تقترب فيه لوحاتُها من بعضها، بقدر ما تُعبّر عن فرادة كلّ منها واستقلاليتها.
يُشارك في المعرض خمسة وثلاثون فنّاناً وفنّانة من لبنان وسورية وإيران، منهم: نعيم ضومط، ومارون حكيم، وهيبت بلعة بوّاب، وزهير دباغ، وغادة جمال، ورفيق مجذوب، وجورج باسيل، ووسام بيضون، ولونا معلوف، وعيسى حلوم، وغيلان صفدي، ومنصور الهبر، وديالا خضري، وليلى داغر، ويامن يوسف، والياس أيوب، ومحمود همداني، وسعود العبد الله، وصفاء الست.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
