"رحلة".. أوراق تقرأ زمن غزّة وطوفانها

"رحلة".. أوراق تقرأ زمن غزّة وطوفانها

14 فبراير 2024
أطفال لبنانيّون وفلسطينيّون في "ساحة الشهداء" ببيروت يوجّهون تحيّة حبّ لأطفال غزّة (Getty)
+ الخط -

"من هنا تبدأ الخارطة والكلمات"، وقّع هذا البيت للشاعر اللبناني الراحل وابن بلدة الخيام الجنوبية، محمد العبد الله، غلافَ العدد الحادي والثلاثين من مجلّة "رحلة" (شباط/ فبراير 2024)، وتحت هذه الكلمات ظهرت الصورة الشهيرة للجرّافة التي اقتلعت الشريط الحدودي بين غزّة وأرض فلسطين المُحتلّة عام 1948، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

يُعرّف القائمون على المشروع مجلّتهم البيروتية بأنها "تجريبيّة، سُفليّة، حُرّة"، تُقدّم لجمهورها كتابات ومقالات وأبحاثا نقدية تتقاطع فيها الفلسفة والسياسة والفنون والثقافة وعلم النفس. ورغم أنه من المفترض أن تكون شهريّة، إلّا أنّ الانتظام وفقاً لهذا الموعد الثابت يشهد تقطّعات عديدة، وبهذا يكون العدد 31 هو الأول بعد "طوفان الأقصى". 

كتاباتٌ عن السواعد الحُرّة التي شرّعت أبواب غزّة كطوفان هادر

ومن تقديم العدد (16 صفحة) المُتاح بنسخة ورقيّة تُوزّع مجاناً، وأُخرى إلكترونية يُمكن تحميلها من موقع المجلّة الإلكتروني (rehlamag.com)، نقرأ: "حدث أن استيقظنا صبيحة السابع من أكتوبر، وتملّكتنا مشاعر الذهول والتواضُع والخجل أمام الخيال النّقي الذي أطلقته المقاومة في فلسطين: طائراتٌ شراعية وصواعق تجريبية، عبقريّة سُفلية تطلع من الأنفاق، وسواعد سمراء حُرّة تشرّع أبواب سجن غزّة كالطوفان الهادر. كانوا وما زالوا يطبّقون بالممارسة فكرة أنّ عالماً ليس لنا هو عالم يستحقُّ الهدم. من هُنا وصلنا إلى هذا العدد وطرحنا الأسئلة التالية: كيف نتحرّك في زمن الطوفان؟ لماذا نطمَئِنُّ في حضرة الملثّم؟ كيف نلتقي بعد أن تَفرّقنا؟ كيف نرى الحرب؟ كيف لا نعتاد صورة المجزرة؟ كيف نساند شعبنا؟ كيف نفتخر بمقاومتنا؟ كيف نوزّع الحِمْل على أكتافنا جميعاً ولا نطلب من فرد واحد أن يكون البطل الذي يعوّض عن عجزنا؟".

الصورة
رحلة - القسم الثقافي

درجَت المجلّة التي تصدر، بتعبير ساخر ونقدي، "عن اتحاد المُنشقّين عن قوى الأمر الواقع"، على أن تفتتح أعدادها بـ"كلمة السرّ"، وهي تحمل ثيمة العدد وروحه، ومنها تنسحب بقيّة المقالات، وبطبيعة الحال كانت الكلمة هُنا: "الطوفان"، حيث وقّعت مجموعة الكُتّاب المشاركين الافتتاحيةَ بعنوان: "الحرب بالبثِّ الحيّ: أيّ حقيقة سيحفظها التاريخ؟"، وفيها تأكيدٌ على أنّه "كما تسعى الرأسمالية والثقافة السائدة إلى استيعاب الأفكار المتمرّدة لتعيد استثمارها في اليومي، تعمل آلة الدِّعاية الصهيونية على استيعاب من يملك القُدرة على طرح أفكار مختلفة جديدة، مِن صحافيّين وكتّاب وفنّانين... فترعى من يدعمها وتُقصي من يخالفها. ونشأت هذه الاستراتيجية من قناعة أن هدف الإنتاج الثقافي الصهيوني وداعمه توظيف الجهد المعلوماتي ضمن مشروع الاستعمار".

احتوى العدد الذي صمّم غلافه وصفحاته الداخلية فرانسوا الدويهي، على ثلاث عشرة مقالة، وقّعها كلٌّ من: زكي محفوض، ولما رباح، وأريج أبو حرب، ويمان طعمة، وأنس يونس، وحرمون حميّة، وأحمد دقّة، وهانتر طومسون (نصّ محاكاة بقلم المُحرِّر)، وربى أخضر مروّة، وريم كوميراد، وكريسبو ديالو، وشمّاء هلال، وميلاد الدويهي.
 

المساهمون