حكيم حرب: "أنتيغون" أُخرى في غزّة

حكيم حرب: "أنتيغون" أُخرى في غزّة

06 ديسمبر 2023
من العرض
+ الخط -

في مسرحية "أنتيغون"، التي عُرضت أوّل أمس الإثنين في "قاعة الريو" في تونس العاصمة ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من "أيّام قرطاج المسرحية"، يستحضر المُخرج المسرحي الفلسطيني حكيم حرب (1966) الأسطورة اليونانية القديمة، ليُقدّم قصّة مُعاصرةً عن الصراع الأبدي حول العدالة، مع إسقاطات على ما يحدث حالياً في غزّة.

في النصّ الذي كتبه سوفوكليس (496 - 405 ق. م)، ترفض أنتيغون الانصياع لقرار الملك كريون بعدم دفن أخيها، الذي يرى أنّه يُمثّل الشرّ ولا يستحقّ أن يُعامل بكرامة ويُدفن، بينما يسمح بدفن أخيه الذي قُتل معه، لأنّه "يمثّل الخير". يُمسك العرضُ هذه الحكايةَ ليسقطها على ما تعيشه غزّة من حصار خانق منذ 2007 وعدوان عسكري من شهرَين.

وهكذا، تُصبح أنتيغون، في المسرحية التي تقمَّص شخصياتها كلٌّ من شام الدبس ومحمد كيمو ومحمود الزغول وحكيم حرب، رمزاً لغزّة التي تختار، في مواجهة أشكال العنف والاضطهاد المختلفة، المقاوَمة والصمود والتضحية دفاعاً عن الحقّ والشرف، وترفض الانصياع للملك المتغطّرس وتجاهُل إغراءاته لقبول التطبيع مع الظلم والخيانة.

تدفع البطلةُ ثمناً باهضاً مقابل خيار المقاوَمة؛ إذ يجري إعدامها في نهاية العرض. لكن، وقبل ذلك، وقبل إسدال الستار، توجّه هذه الكلمات: "أعرف ألّا أحد يبالي بما فعلت. لكنّي لن أرضخ ولن أستجدي دمعةً من أحد. سأغادر هذا العالَم محرومة من كلّ شيء، مدركةً حقيقةَ أنّه بما أنّه لا وطن إذن لا سلام. أمّا أنتم، الصامتون الخائفون على حياتكم، فأنا أُشفق عليكم من ذلك الشعور بالذنب الذي سيقضّ مضاجعكم، فالدور في المرّة القادمة سيكون عليكم".

الصورة
أنتيغون
من العرض

يُذكَر أنّ فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من "أيّام قرطاج المسرحية" تُقام في عددٍ من فضاءات العرض بتونس العاصمة بين الثاني والعاشر من كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري، تحت شعار "بالمسرح نحيا، بالفنّ نُقاوم".

وقبل افتتاح الدورة، أعلنت "الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي"، عن قرار إدارة التظاهرة إلغاء عرض مسرحية "المهرّج" لـ"فرقة المسرح العربي" من مدينة أُمّ الفحم المحتلّة في فلسطين بسبب تورّط أعضاء في الفرقة في التطبيع الثقافي مع الاحتلال.

المساهمون