توماس ساراسينو.. في حاجة النظام البيئي للعناكب

12 يونيو 2023
(من الفيلم حول استخراج الليثيوم في الأرجنتين، في المعرض)
+ الخط -

يدرس الفنان الأرجنتيني توماس ساراسينو (1973) القمع الذي يتعرّض إليه النظام البيئي من قبل الممارسات الجائرة في عالم تقوده رأسمالية متوحّشة، محاولاً في أعماله التركيبية ومنحوتاته تناول قضايا التغيّر المناخي والاحتباس الحراري وتوفير الطاقة وغيرها.

في عام 2012، عرضُ نتائج مشروعه الجديد "حبّ العناكب"، لفتَ الانتباه إلى موقع العناكب في حياتنا اليومية، ودورها في حفظ التنوّع البيولوجي، حيث طبّق تجاربه على عنكبوت ورد في كتابات الروائي البريطاني روديارد كيبلينغ، الذي عُرف بدعم مواقف بلاده الاستعمارية، في سعي لربط فكرة الحفاظ على العناكب بعالم ما بعد الاستعمار الذي تزول فيه الهيمنة والتحكّم بالبشر والطبيعة.

يستكمل ساراسينو هذا المشروع بمعرض جديد افتتح في "غاليري سربنتين" بلندن، في الأول من الشهر الجاري، تحت عنوان "شبكة (شبكات) الحياة"، ويتواصل حتّى العاشر من أيلول / سبتمبر المقبل، حيث يتعمّق في كيفية ارتباط أشكال الحياة المختلفة والتقنيات وأنظمة الطاقة في حالة الطوارئ المناخية.

الفنان الذي درس الهندسة المعمارية، يسعى إلى تغيير تصورات الناس عن العناكب والشبكات في سياق الأزمة البيئية الحالية، عبر طرح تساؤلات حرجة حول التنوّع الحيوي وأنظمة الطاقة، والحاجة إلى انتقال عادل، بيئي-اجتماعي، للطاقة.

الصورة
من المعرض
من المعرض

وضع ساراسينو ملاحظاته بناءً على متابعته لمجتمعات متعدّدة الأنواع والأنظمة البيئية الحيّة في الأرجنتين والكاميرون وبريطانيا، لوضع الزائر في حالة من المقارنة مع الواقع الذي يشهد تحولّات في الطقس والمناخ ومستويات عالية من التلوث في مناطق مختلفة حول العالم.

ويستند في مشروعه على دراسة الاهتزازات الصوتية التي تصدرُ عن العناكب من أجل خلقِ تواصل جديد بينها وبين الإنسان، ما تطلّب منه اطلاعاً على أحدث دراسات علوم المياه الحيوية وعلم السلوك الحيواني والدراسات الصوتية والموسيقى.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يضمّ المعرض فيلماً سينمائياً يمثّل العلاقة بين "مجتمع الفن البيئي" الذي أسّسه ساراسينو، وبين مناطق عديدة في الأرجنتين يقاتل سكّانها لحماية أراضيهم من استخراج الليثيوم - الذي يدخل في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية-، لأنه يؤدي إلى تدهور التربة ونقص المياه وفقدان التنوع البيولوجي وإلحاق الضرر بوظائف النظام البيئي وزيادة الاحتباس الحراري.

ويشاهد الزوّار أيضاً منحوتات تفاعلية تحاكي "حدائق كنسينغتون" في لندن، حيث تعيش الطيور والحشرات والثعالب والبط، إلى جانب البشر من أجل التطلّع نحو طرق مستقبلية للعيش معاً، وتحقيق توازن أكثر توازناً بين البشر والتكنولوجيا والتنوع البيولوجي؛ المعادلة المهمة في تنافس المراكز الرأسمالية العالمية.
 

المساهمون